عبد الخالق همدرد من اسلام اباد: شهدت العاصمة الباكستانية إسلام آباد أكبر عملية عسكرية فيها خلال يوليو المنصرم عندما حاصرت القوات الباكستانية المسجد الأحمر في قلب العاصمة وبدأت الاشتباكات بين المتحصنين في المسجد والمحاصرين له. وقد راح أكثر من 400 شخص ضحية لها ndash; حسب معلومات غير مؤكدة- معظمهم تلاميذ المسجد الأحمر وتلميذات جامعة حفصة المتاخمة له.

وكان أكبر تبرير لدى الرئيس الباكستاني الجنرال مشرف لشن تلك العملية عملية اختطاف مواطنات صينيات من مركز للتدليك على يد تلاميذ المسجد الأحمر. وقد صرح خلال كلمة له ألقاها أمام الشعب على التلفزيون والإذاعة بعد نهاية العملية العسكرية بأن الرئيس الصيني اتصل به وقال ماذا يحدث مع المواطنين الصينيين في العاصمة الباكستانية ؟ مضيفا أن تلك العملية شوهت صورة باكستان لدى الصين الصديقة. وبناء على ذلك اضطر لتحريك القوات ضد المسجد الأحمر.

ومن الغريب أن صحيفة محلية نشرت تقريرا يشير إلى أن السفارة الصينية في العاصمة الباكستانية طلبت الحكومة الباكستانية إغلاق بيوت الدعارة التي تعمل في غطاء مراكز التدليك وتعمل فيها صينيات؛ لأنها تتسبب في تشويه صورة الصين لدى الباكستانيين. وأضافت السفارة أن مراكز التدليك مؤامرة لتشويه صورة الصين.

وحسب معلومات قدمتها السفارة الصينية هناك أكثر من 3 مراكز للتدليك تعمل بها نحو 14 صينية. وقد هبت شرطة العاصمة لتلبية ذلك الطلب وشنت عمليات مداهمة ضد مراكز التدليك. وأشار أحد المسؤولين في الشرطة الى أن العديد من النساء اللواتي كن يدرن بيوت الدعارة في غطاء تلك المراكز قد اختفين.

كما أن الشرطة تمكنت من اعتقال 7 صينيات ومواطنين صينيين واثنين من خدامهم الباكستانيين في مداهمات قامت بها في وقت متأخر من الليل ضد مراكز للتدليك تعمل بيوتا للدعارة إضافة إلى مصادرة كبيرة من الكحول من هناك.

وتجدر الإشارة إلى أن إغلاق بيوت الدعارة وتطبيق الشريعة الإسلامية كان بين أهم مطالب المسجد الأحمر.

فهل يمكن لباكستان أن تشن عملية عسكرية ضد الأجهزة التي اعتقلت الصينيات وأغلقت مراكز التدليك؟ و لماذا لا تشوه تلك العملية صورة باكستان لدى الصين الآن؟