نجلاء عبد ربه من غزة: من المقرر أن تنطلق يوم غد مسيرة يشارك فيها صحافيون يمثلون مختلف وسائل الإعلام المحلية تنتهي بإعتصام أمام مقر المجلس التشريعي برام الله، إحتجاجاً على قرار صادر عن محكمة الصلح التابعة للحكومة المقالة بغزة قبل أسبوعين، بمنع توزيع جريدة quot;الأيامquot; في القطاع، إضافةً لحبس رئيس تحريرها أكرم هنية ورسام الكاريكاتير فيها بهاء البخاري. وسيشارك في الفعالية التضامنية مع الجريدة، بحسب البيان الذي وصل لـ إيلاف، ممثلون عن كافة المؤسسات الإعلامية العاملة في الأراضي الفلسطينية، وممثلون عن مؤسسات المجتمع المدني، وقوى وشخصيات.

وكانت محكمة الصلح في غزة، الذي تسيطر عليه حركة حماس، شكلت سابقة في الاعتداء على حرية الصحافة في فلسطين، وأصدرت حكماً قضائياً، بعد رفع رئيس المجلس التشريعي بالإنابة quot;احمد بحرquot; قضية ضد جريدة الأيام بسبب كاريكاتور نشرته الصحيفة، أساء لأعضاء المجلس، بحسب الدكتور بحر. وقضت المحكمة بوقف إصدار ونشر وتوزيع صحيفة الأيام الفلسطينية في قطاع غزة، وذلك على خلفية نشرها رسماً كاريكاتورياً على صدر صفحتها الأخيرة في الثامن من نوفمبر الماضي اعتبره المجلس التشريعي مسيئاً له.

وقالت المحكمة التابعة للحكومة المقالة في غزة إن quot;التهم التي أسندت لهذه القضية هي ثلاث. الأولى: القذف، والثانية: مخالفة قانون الطبع والنشر، والثالثة: انه لم يتم نشر الاستنكار المقدم من قبل المجلس التشريعي في نفس الصفحة وبنفس الحجمquot;.وأوضحت المحكمة إن quot;الأحكام التي صدرت هي حبس مع وقف العقوبة لمدة 3 سنوات للمدانيْن أكرم هنية رئيس التحرير، وبهاء البخاري الذي قام برسم الرسم الكاريكاتيري، وتغريم المدانين مبلغ 1000 شيكل (ما يقارب 250$) أو الحبس شهرينquot;.وأضافت quot;أما التهمة الثالثة، فالحكم فيها هو على أكرم هنية بالحبس مدة شهر وتغريمه 1000 دينار أردني (ما يقارب 1500$)، والحكم الرابع قضى بتعطيل إصدار ونشر وتوزيع صحيفة quot;الأيامquot; يُشار إلى أن الرسم الكاريكاتيري نُشر في صحيفة الأيام التي تصدر من الضفة الغربية، على صفحتها الأخيرة في الثامن من تشرين الثاني الماضي، وصور فيه جميع أعضاء التشريعي على هيئة شخص واحد، للإشارة إلى الجلسة التي عقدت حينذاك في غزة وحضرها أعضاء كتلة quot;حماسquot; فقط. ومع أن جريدة الأيام نشرت في اليوم التالي بيان استنكار وتوضيحاً للرسم، إلا أن قرار المحكمة في غزة دخل حيّز التنفيذ، وأصبحن جريدة الأيام رمزاً لسلبيات الحكم في قطاع غزة باللون الواحد، وعدم توزيعها في غزة يناقض كافة التصريحات التي صدرت من قيادات في حماس حول الديمقراطية وحرية التعبير والرأي.

وقالت جريدة الأيام quot;إن الكاريكاتير المنشور في quot;الأيامquot; لم يُقصد منه الإساءة الشخصية لأي كان، وأن الرسوم الكاريكاتورية أيضاً لا يمكن قراءتها وكأنها صورة واقعية، بل هي تعبير عن فكرة سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية يعكسها الرسام بطريقته الخاصة من أجل إيصالها للجمهور.وأضافت الصحيفة، إنها تؤكد عدم طعنها في شرعية المجلس التشريعي المنتخب، ولكن الكاريكاتير نفسه عبر عن الجلسة التي عقدت في غزة وكان حضورها من لون واحد فقط، وأجمعت الفصائل والقوى الفلسطينية على عدم شرعيتها وليس شرعية المجلس التشريعي، مشيرةً إلى أن الصحيفة تتمسك بالمهنية والموضوعية في عملها كالمعتاد، مؤكدة على حرية التعبير والرأي كحق مكتسب للجميع.وأستغل قبل ثلاثة أسابيع رسام الكاريكاتير بهاء البخاري، جلسة للمجلس التشريعي حضره جميع أعضاء حركة حماس، في حين قاطعها جميع نواب الكتل الأخرى لرفضهم شرعية وقانونية قرار اعتمدته حركة quot;حماسquot; لوحدها لتسويغ مبررات لعقد الجلسة، وصوّر يومها البخاري جميع أعضاء التشريعي على هيئة شخص واحد، للإشارة إلى جلسة التشريعي التي كانت من كتلة حماس فقط.