فاخر السلطان من الكويت: احتفلت دولة الكويت اليوم بذكرى التحرير الـ17 من غزو قوات النظام العراقي السابق الذي تم في الثاني من أغسطس 1990. يأتي ذلك فيما كانت قد احتفلت أمس بذكرى الاستقلال الـ37. وأكد وكيل وزارة الداخلية الكويتية المساعد لشؤون الأمن العام اللواء يوسف السعودي أن أجهزة الوزارة حررت نحو 10000 مخالفة مرورية لأشخاص غير ملتزمين بأنظمة وقواعد السير خلال أيام الاحتفالات. وقال في مؤتمر صحافي أن المسيرات استمرت على شارع الخليج رغم تخصيص احد شوارع منطقة صبحان القريبة من مطار الكويت لهذه المناسبتين.
واكد السعودي ان القيادات الميدانية استنفرت من أجل تأمين هذه المناسبة والخروج بها الى بر الامان من دون ان يحدث مكروه من شأنه ان يعكر صفوها، مشيراً الى ان مختلف القيادات الامنية تتعامل مع هذا الاحتفال ابتداء من عملية مراقبة انسيابية الحركة الى ضبط كل من هو خارج عن القانون.
واشار مدير عام الادارة العامة للدوريات العميد خليل الشمالي الى ان اللجنة الامنية وزعت الدوريات الامنية على جميع مناطق الكويت، مشيراً الى انه تم الضبط والسيطرة على جميع الظواهر الجديدة التي رصدناها هذا العام واحالتها الى جهات الاختصاص.
وكان وزير الداخلية الكويتي الشيخ جابر الخالد الصباح تفقد النقطة الأمنية المقامة على شارع الخليج العربي وأشاد بالجهد الأمني المبذول من أجهزة الداخلية. وأشاد الوزير الداخلية بأداء رجال الامن وتنظيم الاحتفالات بهدف اتمام العرس الوطني.
وكان الأمين العام للحركة الدستورية الإسلامية (الاخوان المسلمين) د. بدر الناشي هنأ الكويت أميرا وحكومة وشعبا في ذكرى الاستقلال والتحرير ودعا الجميع إلى استلهام العبر الوطنية التي تمثلها هاتان المناسبتان والاستفادة من دروسهما ما يحقق استمرار وتطور مسيرة التقدم والاستقرار والأمن لوطننا الحبيب.
وقال الناشي ان ذكرى الاستقلال ترتبط في ذاكرة الوطن بالتحدي الذي خاضه الآباء والأجداد من أجل تأسيس الدولة الحديثة وتوفير كل مقوماتها التي تجعلها تنطلق في بناء مستقبلها على أسس راسخة ومتينة وعلى رأس تلك الأسس وضع الدستور الذي حدد هوية المجتمع الإسلامية وانتماءها العربي ونظامها الديموقراطي المبني على العدالة والمساواة والحرية وسيادة القانون.
وأكد الناشي ان ذكرى التحرير هي الحدث الأبرز بعد الاستقلال في تاريخنا الوطني حيث تحرر الوطن في ذلك اليوم المجيد من براثن احتلال غاشم ومن نظام دكتاتوري ظالم عاث في البلد الفساد قتل ابناءها وشرد أهلها ودمر منشآتها وعبث بثرواتها ولكنه لم يستطع بفضل الله النيل من وحدة شعبها ولا من قوة ارادتهم ولا من تمسكهم بشرعيتهم الدستورية فكان التحرير درسا لكل من يضمر لهذا الوطن شرا او مكرا وعبرة لأهمية تكاتف ابناء الوطن في مواجهة الفتن وضرورة للعمل المشترك لبناء الوطن وان الشعب الذي لم يستطع المحتل ان يفرق بين ابنائه والشعب الذي لم يختلف في اشد المحن حول قيادته لن يسمح لأي كان ان يزرع بذور الفتنة والبغضاء في ارضه الطاهرة.
وكان عميد كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت الدكتور يعقوب يوسف الكندري أكد في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية ان مناسبتي العيد الوطني والتحرير العزيزتين على قلوب كل الكويتيين تحتويان على دروس خاصة من التلاحم والتماسك بين افراد المجتمع الكويتي حيث عززت من الالتفاف حول الرمز والقيادة وحول الشعب بعضهم بعضا .
واضاف ان مفاهيم الوحدة الوطنية وتعزيز المواطنة تتجسد من خلال الاحتفال بهاتين المناسبتين واستدراك ما جاء فيهما من عبر ومواعظ.
وذكر الدكتور الكندري ان في هذه المناسبة نستذكر بكل فخر واعتزاز شهداء الكويت الابطال الذين ضحوا بالغالي والنفيس من اجل رفعة الكويت ودافعوا وذادوا عن ارض الوطن بكل قوة وبسالة الى ان اصبحت دماؤهم نموذجا من التضحية والفداء في قلوب الكويتيين. واضاف ان تضحياتهم اصبحت عبرا يتعلم ويستفيد منها الكبير قبل الصغير حيث سطروا نماذج من التضحية وسجلوا اروع الصور في الفداء لذا فهي قيم يجب ان تغرس في نفوس الابناء وتعزز في قلوبهم فالشهداء لم يحملوا إلا هوية واحدة هي هوية المواطن باختلاف توجهاتهم الفكرية والمذهبية وباختلاف أصولهم وجذورهم التاريخية.
وذكر أستاذ الادارة والتخطيط التربوي في كلية التربية بجامعة الكويت الدكتور أحمد البستان في لقاء مماثل مع كونا ان الكويت تعرضت خلال غزو قوات النظام العراقي السابق لشتى ضروب التدمير المادي والنفسي والمعنوي على السواء.
واضاف ان القيادة السياسية الحكيمة حرصت بعد التحرير على العمل لتحقيق الكثير من الديمقراطية الفكرية والاقتصادية والاجتماعية والدعوة الى الحركة والنشاط والعمل الدؤوب من اجل التقدم في مختلف المجالات والانطلاق نحو آفاق المستقبل بخطة مدروسة لتطوير المجتمع.
وأكد الدكتور البستان ان رعاية الشباب وتوعيتهم ضرورة اجتماعية ذلك لان تماسك المجتمع وسلامة بنيانه وقوة مؤسساته تتطلب اعداد وتأهيل جيل من الشباب يؤمن بثقافة أمته ويعتز بها وبتراثها ويحافظ على ثوابتها والتمسك بقيمها الروحية ومستعد دائما للمساهمة في دفع عجلة التقدم والتطوير نحو المستقبل بخطى ثابتة ويكون سدا منيعا يقي المجتمع شر الاحداث خاصة ونحن نعيش في عالم متغير وسريع التغيير .
ومن جهته قال مدير مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية في جامعة الكويت الدكتور فهد عبدالرحمن الناصر في لقاء مماثل مع كونا ان ما مرت به دولة الكويت وشعبها من عدوان لا يمكن نسيانه وهو في ذاكرة كل الكويتيين حتى الاجيال التالية وهذا ما أكدته العديد من الدراسات التي اجريت على آثار ما بعد الازمات والكوارث والحروب وذلك كونها تترك آثارا نفسية واجتماعية سلبية على الفرد والاسرة والمجتمع لفترات طويلة.
واضاف ان المتأمل لما جرى من احداث سيقف عند ظواهر اجتماعية عديدة برزت على الساحة الكويتية اثناء الاحتلال وبعد التحرير منها على سبيل المثال تماسك جميع افراد المجتمع الكويتي بكل طوائفه وفئاته والتعاون الاقتصادي والاجتماعي بين الافراد والأسر سواء من كان في داخل او خارج البلاد بالاضافة الى تعزيز بعض القيم الايجابية التي كان المجتمع في أمس الحاجة لها مثل قيم العمل المهني وقيم التكافل والتراحم بين افراد المجتمع.
واوضح الناصر ان الشخصية الكويتية تميزت عن غيرها بالتحمل والاندماج والتكيف حيث وجد ان طريقة التعامل مع الموقف تختلف عنها في المجتمع الغربي وهذا ما أثبتته الدراسة التي قمنا بها مع زملائنا في جامعة الكويت وجامعة فلوريدا الامريكية والتي اجريت بعد 12 عاما بعد التحرير ووجدت ان الشخصية الكويتية قاومت الاحتلال نفسيا وان ما مرت به من صدمات لم يثنها عن التأقلم والتكيف مع الاحداث.
واضاف ان الاحتفال بهذه المناسبة عزز العديد من القيم الايجابية مثل حب الوطن ودروس الانتماء مهما اختلف أفراد الوطن اذ ان خلافهم مثل خلاف الاسرة الواحدة التي تخشى على تماسكها من الدخلاء.