لندن، وكالات: تصدرت قضية بث تسجيل بالصورة لبريطاني مختطف في العراق جميع الصحف البريطانية اصادرة اليوم. وعلى الصفحة الاولى للتايمز صورة كبيرة للبريطاني المختطف في العراق منذ ثمانية اشهر بيتر مور. وكانت احدى الفضائيات العربية بثت شريطا لمور يطالب فيه جوردون براون، رئيس الوزراء البريطاني، بالعمل على انهاء محنته. ويطالب المختطف براون بالافراج تسعة عراقيين محتجزين في العراق مقابل الافراج عنه من قبل الجماعة التي تحتجزه وتدعى المقاومة الاسلامية الشيعية. وكان مور، وهو خبير كمبيوتر، اختطف من وزارة المالية العراقية مع اربعة حراس في شركة كندية في مايو ايار الماضي.

وكانت قالت قناة العربية إنها تلقت هذا الشريط من إحدى التنظيمات الشيعية المسلحة، تطلق على نفسها اسم quot;المقاومة الشيعية الإسلامية في العراق.quot; وطلب الشخص الذي يُعتقد أنه رهينة لدى التنظيم العراقي، والذي ظهر في الشريط، من رئيس الوزراء البريطاني، غوردن براون، أن يطلق سراح تسعة عراقيين، ليعود البريطانيون الخمسة إلى منازلهم. وجاء في بيان وجهه مور إلى براون، بحسب الترجمة لتصريحاته التي جاءت بالإنجليزية: quot;أفرجوا عن معتقليهم في السجن، لكي نتمكن من العودة إلى منازلنا.quot; وأضاف قوله: quot;هذا هو الأمر بكل بساطة، علية تبادل سهلة للأفراد، هذا كل ما يريدونه، فقط أطلقوا سراح معتقليهم.quot;

كما توجه البيان إلى الشعب البريطاني، حاثاً إياه إلى الضغط على حكومتَه لإطلاق سراح العراقيين المعتقلين منذ عام، مقابل قيام التنظيم الشيعي بإطلاق سراح البريطانيين الخمسة، المختطفين لديه منذ أمثر من ثمانية شهور. وكانت العربية قد اذاعت شريطاً سابقاً لنفس الجماعة، في الرابع من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أعلنت فيه مسؤوليتها عن اختطاف البريطانيين الخمسة، وطلبت من السلطات البريطانية سرعة سحب قواتها من العراق.

وفور إذاعة الشريط الثلاثاء، أصدرت وزارة الخارجية البريطانية بياناً قالت فيه: quot;نحن ندين الإعلان عن مثل هذا الشريط المصور، الذي تسبب في إلحاق الأذى بعائلات هؤلاء الأشخاص، والذين نؤكد لهم أننا نقف بجانبهم في هذا الوقت العصيب.quot; وأضاف بيان الخارجية البريطانية: quot;ندعو أولئك الذين التي يحتجزون المجموعة (البريطانيين الخمسة) إلى إطلاق سراحهم فوراً، ونحن على اتصال دائم مع السلطات العراقية، ونبذل قصارى جهدنا للتوصل إلى عملية إطلاق سراح متبادلة.quot;

وكان هؤلاء البريطانيين الخمسة قد تم اختطافهم في 29 مايو/ أيار من العام 2007، مع اثنين عراقيين آخرين، من مبنى وزارة المالية العراقية في بغداد، حيث أشارت تقارير آنذاك إلى ان مسلحين اقتادوهم إلى حي مدينة الصدر، ذي الغالبية الشيعية. وكان ما يقرب من 40 مسلحاً في زي الشرطة العراقية، ويستخدمون سيارات كتلك التي تستخدمها قوات الأمن، اقتحموا مقر وزارة المالية العراقية بالعاصمة بغداد، حيث اختطفوا البريطانيين الخمسة منها.

وألقت الشرطة العراقية، آنذاك، بمسؤولية هذا الهجوم على ميليشيا quot;جيش المهديquot; الموالي للزعيم الشيعي المناوئ للوجود العسكري الأمريكي بالعراق، مقتدى الصدر، مرجحة أن الهجوم جاء رداً على مقتل أحد قادة الميليشيا في مدينة quot;البصرةquot; جنوبي العراق، قبل نحو أسبوع، على أيدي قوات بريطانية. إلا أن جيش المهدي، الذي تلقى أوامر من زعيمه الصدر بوقف الهجمات ضد القوات الأميركية والعراقية قبل عدة شهور، أعلن عدم مسؤوليته عن ذلك الهجوم، فيما أعرب عسكريون أمريكيون أن الهجوم ربما تقف خلفه جماعة مسلحة شيعية تدعمها إيران.

وجدد الصدر دعوته مؤخراً إلى مليشيا جيش المهدي بتمديد الهدنة التي أعلنها الصيف الماضي لستة أشهر إضافية، الأمر الذي كان موضع ترحيب الولايات المتحدة التي تعتبر تلك الهدنة مسؤولة بشكل كبير عن تراجع العنف بالعراق.