أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: تعيش الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب quot;البوليساريوquot; حالة من النزيف بدأت تطفو إلى السطح بعد التحاق، خلال الأربعة والعشرين ساعة الأخيرة، حوالي مائة صحراوي بالمغرب قادمين من مخيمات تندوف بالجزائر، ضمن ثلاث مجموعات، تضم عددا من الأشخاص الذين شاركوا في مؤتمر اكجيجيمات المنعقد في ديسمبر الماضي بضواحي تيفاريتي بالصحراء.
وحل أفراد هذه المجموعات، مرفوقين بعشرين طفلا وطفلة، من أبناء عدد منهم، بمنطقة الكركرات الحدودية الواقعة على بعد 380 كلم من الداخلة (جنوب المغرب)، تلبية لنداء quot;إن الوطن غفور رحيمquot;. وذكرت مصادر صحراوية أن عائلات أخرى تستعد للعودة إلى المغرب خلال الأيام المقبلة.
وأعرب عدد من هؤلاء العائدين، في تصريحات صحفية، عن سعادتهم بالعودة إلى أرض الوطن، وعن دعمهم لمشروع الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب.
وبعد أن وصفوا الأوضاع التي يعيشها سكان المخيمات بالقاسية والمزرية، أبرزوا أن quot;غالبية سكان هذه المخيمات يتحينون الفرصة للعودة إلى وطنهم الأمquot;، مطالبين ب quot;فك الحصار عن المحتجزين من أهاليهم في مخيمات تندوف بالجنوب الجزائري لتمكينهم من الإلتحاق بذويهم وأهلهمquot;.

ودعوا في الوقت ذاته quot;جميع الصحراويين المغاربة، أينما وجدوا، إلى الالتحاق بأرض الوطن للعيش الكريم في ظل الوحدة والاستقرارquot;.
وتأتي هذه التطورات قبل أيام من انطلاق الجولة الرابعة من المفاوضات التي من المقرر إجراءها ما بين 11 و13 آذار (مارس) المقبل في منهاست في ضواحي نيويورك.
وعقدت ثلاث جولات سابقة بين المغرب وجبهة بوليساريو العام 2007 وفي كانون الثاني (يناير) من العام الجاري في المكان ذاته من دون تحقيق أي تقدم باتجاه تسوية.
وتطالب البوليساريو راهنا بإجراء استفتاء حول تقرير المصير تحت إشراف الأمم المتحدة يترك للناخبين الصحراويين حرية الاختيار بين الالتحاق بالمغرب والاستقلال أو الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، في حين تتمسك الرباط باقتراحها القاضي بالحكم الذاتي تحت السيادة المغربية باعتباره السبيل الوحيد الذي يؤدي في رأيه الى quot;سلام الشجعانquot;.

وجاءت عودة الصحراويين بعد ييوم واحد من استقبال العاهل المغربي الملك محمد السادس في مراكش ديفيد ولش مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط. وأعلن مصدر أميركي أن اللقاء تناول مسألة الصحراء، إلى جانب ملفات أخرى.
وأدلى ولش بتصريح صحافي بعيد لقائه مع الملك محمد السادس دعا فيه إلى أن تكون العلاقات quot;بين الجزائر والمغرب قوية وإيجابية رغم مشكلة الصحراء الغربيةquot;، مضيفا quot;أنها الرسالة التي نحملهاquot;، خلال جولته هذه التي ستشمل الجزائر ثم تونس.
ورأى ولش أن الاقتراح المغربي بإعطاء منطقة الصحراء حكما ذاتيا يقدم quot;إمكانية جديدةquot; لحل هذه الأزمة، مشيرا إلى أن اقتراح الرباط quot;كان وراء جولة المفاوضات، ونعتبر أنها مقاربة بناءة جدا تستحق أن تبحثquot;.
واعتبر المسؤول الأميركي أن quot;quot;أفكارا جديدة وضعت على الطاولةquot; والولايات المتحدة ترغب بأن quot;تلتزم الأطراف بشكل بناء وبحسن نيةquot; بهذه المفاوضات.