طوكيو، القدس، وكالات: توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت اليوم الخميس بأنه سيرغم quot;الإرهابيين على دفع ثمن باهظ جداquot; إذا تواصل إطلاق الصواريخ الفلسطينية على إسرائيل. وفي معرض الاشارة امام الصحافيين الى لقائه صباحا مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، قال اولمرت quot;اوضحت لوزيرة الخارجية اننا لن نوقف معركتناquot; ضد اطلاق الصواريخ. واضاف quot;سنرغم الارهابيين على دفع ثمن باهظ جداquot;. وقال اولمرت ان quot;ما حدث يمكن ان يتكرر في مستقبل قريب. نحن في اوج هذه المعركة وسنواصل هذه المعركة ليزول الخطر الذي يهدد سكان جنوبquot; اسرائيل. واضاف quot;ليست لدينا وصفة سحرية لتسوية هذه المشكلة بين ليلة وضحاها. انها عملية مؤلمة. كل يوم نتلقى ضربات مؤلمة ونرد بضربات اكثر ايلاماquot;.

وعبرت رايس عن اسفها لمقتل الطالي الاسرائيلي. وقالت quot;اكدت لرئيس الوزراء اننا جميعا ناسف لمقتل الطالب الاسرائيليquot;. لكنها عبرت ايضا عن quot;قلقهاquot; على quot;الابرياء والوضع الانساني في غزةquot;. واكدت رايس ضرورة التوصل الى quot;حل اكثر ديمومة لمسألة المعابرquot; بين اسرائيل وغزة، موضحة انها تأمل في quot;محادثات اعمقquot; حول هذه المسالة مع الاسرائيليين والفلسطينيين والمصريين اثناء زيارتها الى الشرق الاوسط الاسبوع المقبل.

من جهته، عبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن قلقه من تصعيد العنف في المنطقة، آملا في الا يؤدي ذلك الى عرقلة عملية السلام. وقال بان في بيان انه quot;قلق للغاية لمقتل مدنيين في جنوب اسرائيل وغزة ولتصعيد العنفquot;، موضحا ان quot;هذه الحوادث تؤكد الضرروة الملحة لتهدئة العنفquot;. ودان الامين العام للمنظمة الدولية مقتل الطالب الاسرائيلي لكنه دعا اسرائيل ايضا الى quot;ممارسة اقصى درجة من ضبط النفسquot; في ردها على الفلسطينيين quot;حتى لا تعرض المدنيين للخطرquot;.

الصواريخ تنهال على جنوب إسرائيل ومقتل فلسطينيين بغارة جوية

وأمطرت المليشيات الفلسطينية جنوبي إسرائيل بوابل من الصواريخ الأربعاء، مما أدى لمقتل إسرائيلي وإصابة العديد، وفق ما نقلت مصادر عسكرية وطبية إسرائيلية. واستهدف المسلحون الفلسطينيون إحدى الكليات بالقرب من quot;سيدروتquot; بنحو 20 صاروخ، وفق ما نقل مراسل CNN من القدس. وعلى الفور، ردت إسرائيل بغارة جوية قصفت خلية لإطلاق الصواريخ في شمالي غزة، وفق ما نقل الجيش الإسرائيلي. وافادت مصادر طبية وشهود عيان فلسطينيون ان خمسة ناشطين فلسطينيين قتلوا في غارتين جويتين على حي الشجاعية. وقال الطبيب معاوية حسنين مدير عام الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة ان quot;لؤي قنيطة استشهد في غارة جوية نفذها الطيران الاسرائيلي على شرق حي الشجاعيةquot; شرق مدينة غزة. واوضح ان اخرين اصيبوا في الغارة حالة احدهم quot;خطيرةquot;.

وفي بيان اكدت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس ان قنيطة من عناصرها وقتل quot;اثناء عودته من مهمة للرباطquot; شرق الشجاعية. وكان المصدر الطبي صرح ان quot;المواطنين محمد العمريطي و محمد السمري استشهدا بصاروخين اطلقهما الطيران الحربي الاسرائيلي حوالى الساعة الرابعة والنصف من الخميس على شرق منطقة الشجاعيةquot;. واوضح شهود عيان ان القتيلين من عناصر الوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبيةquot; وكانا ضمن مجموعة من المرابطين في المنطقة الحدودية شرق مدينة غزة. وذكرت ناطقة باسم الجيش الاسرائيلي في تل ابيب ان quot;الطيران الاسرائيلي شن صباح الخميس ثلاث غارات ضد مسلحين في شمال قطاع غزةquot;. وكان احد عشر فلسطينيا بينهم رضيع قتلوا في هجمات اسرائيلية في الساعات ال24 الماضية، بينهم عشرة في قطاع غزة وواحد في نابلس في الضفة الغربية.

من جهة اخرى، اعلنت مصادر طبية فلسطينية ان ناشطين فلسطينيين قتلا صباح الخميس برصاص جنود اسرائيليين خلال عملية توغل في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية. وقالت المصادر ان ناشطا من كتائب شهداء الاقصى المنبثقة عن حركة فتح وآخر من الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قتلا عندما اطلق جنود اسرائيليون النار عليهما في مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين في نابلس. وبذلك يرتفع الى 6177 عدد القتلى في المواجهات بين الاسرائيليين والفلسطينيين منذ اندلاع الانتفاضة في نهاية ايلول/سبتمبر 2000، معظمهم من الفلسطينيين.

ورفض أولمرت في وقت سابق من الشهر، المطالب المنادية بشن عملية عسكرية واسعة ضد المليشيات الفلسطينية في غزة. وتصاعدت المطالب إثر إصابة صبي إسرائيلي في الثامنة من العمر بجراح خطيرة في هجوم بالصواريخ في التاسع من فبراير/ شباط الجاري. وكانت السلطات الإسرائيلية قد أعلنت الخميس، أن المسلحين الفلسطينيين أطلقوا ما يزيد على 110 صواريخ وقذائف باتجاه المناطق الواقعة في جنوب إسرائيل، من داخل قطاع غزة، خلال أسبوع الماضي.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: quot;أطلق الفلسطينيون أكثر من 60 صاروخاً من طراز القسام، وحوالي 50 قذيفة مورتر، على مجمعات إسرائيلية في غربي النقبquot;، وهي المنطقة القريبة من قطاع غزة، وبالقرب من الحدود مع مصر. وكان إيهود أولمرت قد فوض الأسبوع الماضي جيشه حرية التصرف لملاحقة العناصر الفلسطينية المسلحة في غزة جراء استمرار إطلاق الصواريخ من القطاع. وقال أولمرت إنه لن يسمح بامتداد الكارثة الإنسانية في غزة، إلا أنه عاد ليشير بأنه لن يتيح لسكان القطاع حياة طبيعية فيما يتعرض الإسرائيليون، على الجانب الآخر من الحدود، لهجمات صاروخية متواصلة. واستطرد منوهاً: quot;سنطال كافة المتورطين في الإرهاب ضد الإسرائيليين ولن نتردد في مهاجمتهم وردعهم.. ,وذلك يسري على الجميع وحماس في المقام الأول، فهي التي تسيطر على غزة.quot;

وعلى صعيد متصل، قال تقرير صادر عن الأمم المتحدة إن quot;الإرهاب الفلسطيني هو النتيجة الحتمية للاحتلال الإسرائيلي، وهو الادعاء الذي رفضته إسرائيل الثلاثاء ووصفته بأنه quot;يلهب المشاعرquot;، وفي الأثناء، قال الجيش الإسرائيلي الثلاثاء إن نتائج التحقيق الذي أجراه الجيش حول قصف منزلين لفلسطينيين في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2006، والذي أودى بحياة 21 فلسطينياً كانوا نائمين في منزليهما، تبرئ الجيش من مسؤولية مقتلهم.

باراك يهدد بتوسيع العمليات

من جانبه هدد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بعملية عسكرية واسعة داخل قطاع غزة وذلك في الوقت الذي صعدت فيه إسرائيل غاراتها الجوية على غزة والتي أسفرت حتى الآن عن مقتل 17 فلسطينيا، بينهم رضيعة عمرها ستة أشهر.

وقال باراك quot;إن من يظن أنه لن يكون هناك عملية واسعة في قطاع غزة، أو يعتقد أننا لا نستطيع القيام بهذه العملية فهم يتحدثون عن أنفسهم فقط، إننا نفضل التحرك في الوقت والمكان وبالطريقة التي تناسب دولة إسرائيلquot;.

اسرائيل وحماس

وتفرد صحيفة الغارديان مساحة لأخبار غزة وكتب مراسل الصحيفة في القدس عن استطلاع للراي يخلص الى ان 64 في المئة من الاسرائيليين يريدون ان تتفاوض حكومتهم مع حركة حماس للتوصل الى وقف اطلاق نار واطلاق سراح الجندي الاسرائيلي الاسير لدى الحركة. وظهرت نتيجة الاستطلاع قبل اطلاق صاروخ من غزة على اسرائيل ادى الى مقتل اسرائيلي. ويقول الاستاذ في جامعة تل ابيب الذي اشرف على الاستطلاع لصالح صحيفة هاارتس ان النتيجة تشير الى ان الاسرائيليين سئموا الوضع ويريدون حلا. ويقول المراسل ان ذلك يزيد الضغوط على الحكومة الاسرائيلية التي ترفض التحدث مباشرة مع حماس وتتعامل معها عبر مصر كوسيط. وينقل المراسل عن مسؤولين امنيين اسرائيليين قولهم ان استطلاع الراي وان عكس حالة البراجماتية لدى الراي العام لكنه لا يعكس أي تغير في السياسة الاسرائيلية.