اختطفوا أربعة شبان من وسط نابلس
المستعربون.. سلاح إسرائيل القاتل لوجه الحياة الفلسطينية

خلف خلف من رام الله: يسمونها في فلسطين فرقة الموت، وفي إسرائيل quot; دوفيديفان quot;- الكرز بالعبرية - هي وحدة المستعربين في الجيش الإسرائيلي المسؤولة عن تنفيذ عمليات اغتيال متقدمة عبر التسلل للقرى والمدن الفلسطينية بزي مدني، وأفرادها مدربون جيداً على احدث أساليب التخفي والمناورة، ويمكنهم كذلك التحدث بلهجات فلسطينية متعددة. ورغم حذر النشطاء الفلسطينيون من الوقوع في أيدي عناصر هذه الفرقة المشهورة بعملياتها وأساليبها الماكرة إلا أنها استطاعت أمس الأربعاء من الدخول خلسة بسيارتين لبيع الخضار لقلب مدينة نابلس في الضفة الغربية، واختطفت أربعة نشطاء من كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح، وذلك بعد أن أطلقت النار مباشرة باتجاه السيارة التي كانوا يستقلونها، مما أدى لإصابتهم بجراح بالغة، أبلغت السلطات الإسرائيلية لاحقاً الجانب الفلسطيني بوفاة أحدهم متأثراً بجراحه التي أصيب بها.

والشبان الأربعة كانوا قبل نحو شهر سلموا أنفسهم لأجهزة الأمن الفلسطينية، كمقدمة لإدراجهم في قائمة العفو عن المطلوبين، الموقعة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وبحسب المعلومات المتوفرة فقد خرجوا يوم أمس من موقع جهاز الاستخبارات الفلسطيني بعد شعورهم بتحركات إسرائيلية مريبة قريبة من المكان، ولكن المفاجأة حصلت عندما انقض عليهم رجال من وحدة المستعربين خرجوا من داخل سيارتين لبيع الخضار تحمل لوحات تسجيل فلسطينية في شارع تل جنوب غرب مدينة نابلس.

والأسلوب السابق لأفراد فرقة المستعربين ليس بجديد، فقد سبق أن تسلل أفرادها للعديد من القرى والبلدات والمدن الفلسطينية بسيارات لتوزيع الغاز وسيارات لتوزيع الدواجن واللحوم، وأحياناً دخلوا بحافلات صغيرة وتنكروا بزي عمال صيانة، أو بائعي حلوى.

وعادة ما يستفيد عناصر الفرقة من سيارات يقوم الجيش الإسرائيلي بمصادرتها على أحد الحواجز لكي تظهر السيارة فلسطينية بجميع ملامحها، وبالتالي تتمكن من التحرك والدخول لمكان العملية بكل حرية، ودون أثارة الشكوك لدى الفلسطينيين حول ركابها، الذين يحملون بالعادة جهاز لاسلكي صغير يمكن إخفائه بأي مكان، ومسدس فتاك يتم وضعه تحت الحزام أو أي أو الحذاء حسب الحاجة والمتطلبات للعملية التي ينوي أعضاء الفرقة تنفيذها.

وتشير بعض التقديرات الإسرائيلية إلى أن هذه الوحدة تمكنت من اغتيال أكثر 100 فلسطيني خلال العامين الماضيين، وبأن هذه الوحدة لم يقتل خلال الـ 17 عاما الماضية منها سوى ثلاثة عناصر، وهما الضابط إبرام والذي شارك بتشكيل الوحدة وأشراف على تأسيسها، وقتل عام 1992م، أثناء قيام الوحدة تنفيذ عملية اغتيال لثلاثة من منظمة الفهد الأسود في مدينة جنين شمال الضفة.

أما العنصر الأخر الذي قتل من الوحدة فهو يهوشاع جبرائيل عام 1999م وذلك خلال اشتباك مع مقاومين فلسطينيين جنوب الخليل الواقعة جنوب الضفة الغربية، أما ضابط العمليات في الوحدة باتريك فرج فقتل عام 2002م خلال اقتحام منزل محمد قفيشة المطلوب الأول لجهاز الأمن الإسرائيلية حينذاك في محافظة الخليل.

وبرغم النجاحات التي حققتها هذه الفرقة، إلا أنها في أحيان كثيرة ارتكبت العديد من الأخطاء جعلتها مثار للسخرية، وهوجمت من وسائل الإعلام العبرية في أكثر من مرة نتيجة ذلك، مما أدى لإجراء تنقلات وتغييرات في كبار الضباط المسؤولين عنها، ولعل قتل اثنين من أفرادها في مدينة رام الله عام 2002، ما زال يثير حنق إسرائيل.

وما زلت المشاهد التي تعرض على شاشة التلفاز والشبان الفلسطينيين ينهالوا على الضابطين الإسرائيليين بالضرب تثير أزمة إسرائيلية، كما أنه بتاريخ 2/12 1998، تعرض كذلك أحد أفراد الفرقة لضرب مبرح من قبل جنود إسرائيليين، لأنهم لم يتعرفوا على هويته الحقيقية، معتقدين انه أحد المتظاهرين الفلسطينيين.

وتشدد إسرائيل في عمليات انتقائها لصفات أفراد هذه الوحدة، بحيث لا يسمح لأي جندي إسرائيلي بالدخول إليها، إلا في حال توفر العديد من الشروط فيه، منها الملامح الشرقية، بالإضافة إلى إتقان اللغة العربية، وتحديدا للهجة العربية quot;العاميةquot; الخاصة بإحدى المدن الفلسطينية، والشعارات والأناشيد والعادات والتقاليد العربية، كي يتسنى له الانخراط في أوساط المواطنين الفلسطينيين، دون أن يتمكن أحد من كشفه، وإحباط مهمته، حيث أنه من المحتمل أن يحتك أفراد الوحدة المتنكرين مع السكان الفلسطينيين، ولذلك بعض هذه الصفات هي أساسية عند اختيار فرد للدخول في هذه الوحدة.

وكانت صحيفة quot;هآرتسquot; الإسرائيلية الصادرة بتاريخ 2/8/2001، اعتبرت أن أهم ما يميز أعضاء الفرق الخاصة في الجيش الإسرائيلي وأخطرها وحدة quot;دوفيديفانquot;، أنها تتلقى تدريبات مركزة، منها العسكرية والنفسية، تجعل القتل لدى عناصر الوحدة شيئاً روتينياً.

ومن أسماء الوحدات الخاصة في الجيش الإسرائيلي المختصة بالاغتيالات، كل من quot;دوفيديفانquot; وquot;شيريquot;، ووحدة quot;سييرت متكالquot;، ووحدة quot;ايجوزquot;؛ وهي الوحدة التي كانت مختصة سابقاً بتنفيذ عمليات الاغتيال في لبنان، ووحدة quot;يمامquot; التابعة للشرطة الإسرائيلية.

ويذكر أن أساليب هذه الفرق على تنفيذ عمليات الاغتيال لا يقتصر على التسلل للمدن والبلدات الفلسطينية، فبعض الوحدات فيها تعني بجمع المعلومات وتنفيذ الاغتيالات عن بعد من خلال القصف بالطائرات، والاغتيال من خلال القنص، أو quot;تفخيخquot; سيارات الأشخاص المطلوبين بعبوات ناسفة، أو حتى إطلاق قذيفة موجهة على احد المستهدفين من داخل مواقع عسكري إسرائيلي مطل على مكان تواجده، هذا بالإضافة لوضع عبوات ناسفة في مقصورات الهواتف، وهو أسلوب اتبع مرات عديدة في انتفاضة الأقصى الفلسطينية التي اندلعت عام 2000.