لندن، وكالات: أفردت الصحف البريطانية الرئيسية عدة صفحات عن موضوع الأمير هاري ومشاركته مع القوات البريطانية في افغانستان. تزخر الصحف بالصور للامير وهو باللباس العسكري ويحمل رشاشا اليا وهو في خيمة المعسكر. كذلك خصصت بعض الصحف افتتاحياتها الرئيسية للموضوع ممتدحة الامير ومعددة افراد الاسرة المالكة الذين شاركوا في عمليات عسكرية بريطانية من قبل.

تخصص التايمز صفحتها الاولى والصفحات الثماني التالية لها لموضوع واحد هو مشاركة الامير هاري حفيد ملكة بريطانيا في الحرب ضد طالبان. ويشارك الامير هاري، نجل ولي العهد الامير تشارلز، في الحرب بين القوات البريطانية في افغانستان ومقاتلي حركة طالبان في اقليم هلمند. ويجري الان على وجه السرعة اعداد الخطط الطارئة لسحب الامير من مهمته التي استمرت عشرة اسابيع بعدما كشف عنها صحفي امريكي على احد مواقع الانترنت. وكان القادة العسكريون عقدوا اتفاقا سريا مع وسائل الاعلام للحفاظ على سرية مهمة الامير في قتال طالبان في افغانستان، لكن الصحفى الامريكي نشر تفاصيل المهمة. وتستعرض الصحيفة بالتفصيل حياة الامير على جبهة القتال ومشاركته فيه من على بعد 500 متر من مقاتلي طالبان.

اما الديلي تلغراف فتنشر تقريرا حول الصحفي الاميركي مات دردج الذي نشر خبر الامير على موقعه الاليكتروني، ما اضطر قصر بكنجهام الى رفع القيود الاعلامية على نشر وسائل الاعلام البريطانية خبر الامير وطالبان.وتضيف الصحيفة ان دردج اشتهر بعدما نشر خبر مونيكا لوينسكي، الذي تحول الى قضية كادت تطيح بالرئيس الاميركي السابق بل كلينتون من البيت الابيض. كما انه من نشر قبل ايام صورة الطامح للترشح عن الحزب الديموقراطي للرئاسة الاميركية باراك اوباما في زي وعمامة كينية وقال ان فريق منافسته هيلاري كلينتون الانتخابي ارسلها له بالبريد الاليكتروني.

ويُعد الأمير هاري البالغ من العمر 23 عاماً، الابن الأصغر للأمير تشارلز والأميرة الراحلة ديانا، هو الثالث في تولي العرش بعد والده وشقيقه الأكبر الأمير ويليام، ويحمل رتبة quot;ليفتنانتquot; بسلاح الفرسان في الجيش البريطاني. وفيما رجحت تقارير سابقة أن يتم إلحاق هاري بالقوات البريطانية في العراق، فقد نفى مسؤول عسكري بالجيش البريطاني ذلك، حيث أن المخاطر التي قد يواجهها في العراق أكثر خطورة عنها في أفغانستان.

وفي منتصف مايو/ أيار الماضي قال رئيس هيئة أركان الجيش البريطاني، السير ريتشارد دانات، إن التهديدات التي تحيط بكل من الأمير، الذي يحمل رتبة ملازم ثاني، وكتيبته العسكرية كبيرة، في حالة إذا ما تم نشرها بالعراق. جاءت تصريحات دانات مناقضة لتأكيداته السابقة، حيث أعلن قبل نحو ثلاثة أسابيع أنه اتخذ شخصياً قراراً بإرسال الابن الثاني لولي العهد للخدمة ضمن صفوف القوات البريطانية العاملة في العراق.

وكانت الصحف البريطانية قد تناقلت في أبريل/ نيسان الفائت أن الأمير هاري، أصبح مستهدفاً من قبل الجماعات المسلحة في العراق، قبل عدة أسابيع من المهمة العسكرية التي كان من المقرر أن يقوم بها في بغداد والبصرة. ونقلت إحدى الصحف البريطانية إن للمتمردين quot;خططاً محددة لاختطاف الملازم هاريquot;، وأضافت أنه quot;تم تنزيل مختلف الصور لهاري، من على صفحات الانترنت، وتوزيعها على بعض الميليشيات الإسلامية.quot;

وكانت سمعة الأمير الصغير قد تعرضت لسلسلة من الانتقادات مؤخراً، حيث ترددت تقارير تفيد بتعاطيه الماريغوانا وشرب الكحول في سن ممنوعة، وعراكه مع مصور من مصوري البابارازي خارج ملهى بلندن. وعادة ما يظهر هاري على أغلفة الصحف الصفراء ببريطانيا، حاملاً سيجارة أو زجاجة جعة، كما أنه تصدر عناوين الصحف عندما ظهر بلباس نازي خلال مشاركته بحفل تنكري، قبل نحو عامين. وخلال لقائه مع الصحفيين في مزرعة والده في جنوب بريطانيا، قال الأمير الشاب إنه نضج في الأعوام الأخيرة، إلا أنه لا يزال يحتفظ quot;بمسحة طفوليةquot; وإنه غير مستعجل للتخلي عنها.