سليمان يلغي زيارته وباراك يحمل حماس المسؤولية
عملية عسكرية إسرائيلية تتدحرج صوب غزة
خلف خلف من رام الله:
ألغى مدير الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان زيارته إلى إسرائيل، احتجاجاً على التصعيد الإسرائيلي ضد غزة، وتخوفات من احتمال القيام بعملية برية عسكرية تتضمن احتلال مناطق واسعة من القطاع، ولكن بحسب التقديرات التي أوردتها الإذاعة الإسرائيلية العامة فإن الزيارة التي كان من المفترض أن تبدأ الثلاثاء المقبل سيحدد موعد آخر لها لاحقا، وتتضمن طرح مبادرة مصرية للتهدئة بين حركة حماس وإسرائيل، تحل بموجبها مشكلة المعابر، علاوة على تناول المستجدات المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى.
وبحسب بعض التفاصيل التي أوردتها المصادر الإسرائيلية فإن خطة سليمان تقضي بتشغيل معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر بدعم أميركي ومساعدة المراقبين الأوروبيين، وكان مصادر أمنية إسرائيلية أبدت شكوكها حول هذه الخطة.
يأتي هذا فيما كشف النقاب اليوم عن قيام وفد إسرائيلي أمس بزيارة سرية إلى القاهرة، وتزعم هذا الوفد مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية أهارون أبراموفيتش، والتقى نظيره المصري أحمد أبو الغيط. وحسبما أفادت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان لها فإنه تم خلال اللقاء إجراء مشاورات جدية وذات مغزى بين الطرفين تناولت الأوضاع في غزة والتقدم في المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية في إطار العملية التي بدأت في أنابوليس إضافة إلى العلاقات الثنائية المصرية الإسرائيلية والأوضاع في المنطقة.
واتفق الجانبان على العمل معًا من أجل تحسين الظروف في غزة كما أعربا عن أملهما في مواصلة التقدم في المفاوضات على المسار الإسرائيلي الفلسطيني. وأكد الوفد الإسرائيلي الأهمية الإستراتيجية التي تنطوي عليها العلاقات مع مصر في دعم عملية السلام وفي مواجهة التحديات للسلام ودفع التعايش.
وتأتي هذه التطورات في وقت، استكملت إسرائيل استعداداتها للقيام بعملية عسكرية ضد قطاع غزة، وباتت حلقة الإجماع حول ضرورة تنظيمها تكتمل، واتسمت تصريحات معظم الوزراء اليوم الجمعة بالقسوة، والتهديد بضرورة وضع حد نهائي للصواريخ المنطلقة من غزة.
وصرح وزير الأمن الإسرائيلي إيهود باراك خلال جولة قام بها في مدينة أشكلون التي تعرضت أمس لإطلاق ثلاثة صواريخ من طراز غراد بأن حركة حماس مسؤولة عن تدهور الأوضاع في قطاع غزة، وهي تتحمل المسؤولية عن النتائج المترتبة على ذلك. وأضاف أن الأحداث الأخيرة تلزم إسرائيل بالرد عليها وهي تقوم بواجبها ميدانياً.
وبحسب صحيفة يديعوت الصادرة اليوم فقد بعث باراك رسالة إلى وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس والوزير سليمان، وكذلك مبعوث الرباعية توني بلير، زلوزيري خارجية بريطانيا وروسيا، قال فيها: quot;صبرنا نفد. استنفذنا كل الإمكانيات. إسرائيل لا تسارع إلى عملية ولا تريدها، ولكن حماس لا تترك لنا خياراًquot;. وتقول الصحيفة الإسرائيلية: quot;ويبدو هذا كإعلان حرب تقريبا. إذ تبدو دولة إسرائيل قريبة اليوم من حرب في قطاع غزة أكثر من أي وقت مضى. الإحساس هو أننا على مسافة دقيقتين من نقطة اللاعودةquot;.
والعملية البرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة، هي ليست فكرة جديدة، بل تتدحرج منذ عام ونصف، ويقوم جيش إسرائيل بكامل الاستعدادات والتدريبات على تنفيذها، والخطة في حال انطلقت فقد وضعت القيادة السياسية الإسرائيلية أمامها تحقيق أربعة أهداف، هي: أولاً وقف نار حماس؛ ثانيا، تقليص تعاظم قوى حماس ووقف التهريبات من مصر؛ ثالثا، إضعاف قوات حماس ndash; حتى إسقاطها إذا ما نشأت الظروف التي تسمح بذلك.
والهدف الرابع الذي يفترض أن ينفذ في المدى البعيد، هو استكمال فك الارتباط الكامل عن قطاع غزة، وكانت إسرائيل صعدت على مدار اليومين الماضيين عمليات اغتيالها وقصفها لأهداف في قطاع غزة، حيث قتل نحو 35 فلسطينياً في غضون ثلاثة أيام.
ومن جانبها، بدأت المنظمات الفلسطينية في قطاع غزةتستعد لإمكانية إقدام إسرائيل على عملية عسكرية واسعة، حيث فعّلت الفصائل غرف عمليات مشتركة، ووضعت حركة (حماس) عناصرها في حالة تأهب عليا، وأخلت كافة المواقع المكشوفة، وطلب إلى الأئمة إجراء صلاة خاصة في مساجد غزة من أجل quot;نصر المجاهدينquot;، وبدورها تستعد المشافي والمستشفيات في القطاع لاستيعاب عدد أكبر من الجرحى، في ظل إمكانيات قليلة للغاية بسبب الحصار المتواصل على غزة منذ نحو 8 أشهر.