الامم المتحدة -واشنطن:اكد البيت الابيض اليوم نشر سفينة حربية اميركية قبالة السواحل اللبنانية مشيرا الى ان الهدف من نشرها هو اظهار الدعم الاميركي للاستقرار الاقليمي وذلك بعد قليل من نفي الحكومة اللبنانية ذلك.

وكان رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة قد نفي اليوم وجود تلك السفينة واكد في كلمة القاها امام السفراء العرب المعتمدين لدى لبنان quot;لا وجود لسفن حربية اميركية في المياه الاقليمية اللبنانية سوى لبحرية الجيش اللبناني وقوات الطوارىء الدولية المعززة (يونيفيل)quot;.

وتحمل تصريحات السنيورة تعارضا بخاصة وانها تاتي بعيد ساعات من اجتماعه مع القائم بالاعمال الاميركي في لبنان طلبا لتوضيح حول اسباب وجود الفرقاطة الاميركية (يو اس اس كول) قبالة سواحل بلاده.

وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي في البيت الابيض غوردون جوندروي في تصريح صحافي ان quot;الهدف من وجود سفن للبحرية الأميركية شرقي البحر المتوسط هو اظهار الدعم للاستقرار الاقليميquot; ووسط مخاوف متنامية كذلك حول المستقبل السياسي للبنان بعد الفشل المستمر في انتخاب رئيس للجمهورية.

واكد المتحدث ان الادارة الاميركية على اتصال وتنسيق مستمر بالحكومة اللبنانية quot;ونجري مشاورات دورية مع رئيس الوزراء السنيورة وحكومته وحلفائنا في المنطقة وفي اوروبا حول الموقف في لبنانquot;.

غير ان المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية توم كاسي اكد في ايجاز صحافي ان نشر الفرقاطة ليس مرتبطا بالازمة السياسية في لبنان واعتبرها خطوة تستهدف اظهار دعم الولايات المتحدة لامن واستقرار المنطقة.

وقال المتحدث quot;لن اقوم بشكل محدد بربط اي نوع من الاحداث في لبنان او اي مكان آخرquot; بنشر الفرقاطة كول وذلك ردا على سؤال حول ما اذا كان نشرها ياتي وسط مخاوف اميركية حول استقرار لبنان.

ونفى كاسي ما اوردته تقارير صحافية من ان نشر الفرقاطة يعد رسالة الى سوريا لكف يدها عن لبنان قائلا quot;سألني احدكم عما اذا كان على سوريا تلقي اشارة من نوع ما من هذا (النشر) ولا اعتقد ان علينا ربط المسألتين معاquot; داعيا سوريا في الوقت نفسه للتوقف عن التدخل في الشؤون السياسية اللبنانية. واكد ان الولايات المتحدة لها وجود عسكري طويل في المنطقة وان وجود قواتها البحرية قرب لبنان ياتي في اطار التزام بلاده بامن واستقرار المنطقة بمجملها.

كي مون يعرب عن قلقه من تهديدات حزب الله

هذا و اعرب السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون اليوم عن قلقه من تهديدات حزب الله بشن حرب مفتوحة ضد اسرائيل والتي اطلقها قادة الحزب في اعقاب اغتيال قائده العسكري عماد مغنية في سوريا اخيرا.

وقال بان في تقرير دوري الى مجلس الامن حول تنفيذ القرار 1701 الذي انهى الحرب بين حزب الله واسرائيل صيف عام 2006 quot;انا قلق من التهديدات بشن حرب مفتوحة ضد اسرائيل والتي اطلقها الامين العام لحزب الله يومي 14 و 22 فبراير في اعقاب جنازة عماد مغنية الذي اغتيل في 13 فبراير في دمشقquot;.

واعتبر ان هذا التهديد يأتي ضد روح ونوايا القرار 1701 والذي استهدف ارساء وقف دائم لاطلاق النار بين الجانبين ودعاهما لضبط النفس ومواصلة الانصياع لالتزاماتهما بموجب القرار.

وقال ان تداعيات استمرار الازمة السياسية في لبنان والتي ادت الى وقف عمل عدد من مؤسسات الدولية quot;امر مهم كذلك لتنفيذ القرار 1701quot; مشيرا الى ان تلك المؤسسات وعملية الحوار الوطني التي ترافق عملها quot;بحاجة الى الاحياء لتحقيق تقدم اضافي على طريق تنفيذ بنود القرارquot;.

واوضح ان مبعوثيه الى المنطقة عملوا على تجسير الفجوة بين الاطراف والمواقف مشيرا الى ان الامم المتحدة تواصل دعم المبادرات الاقليمية والدولية الرامية للتوصل الى حل للازمة السياسية اللبنانية.
كما اعرب بان كي مون عن قلقه من استمرار اسرائيل في اختراقاتها للمجال الجوي اللبناني quot;وهو ما يتم عادة دون اي اعتبار لمستوى التوتر والغضب التي تشعلهما هذه الانتهاكات على الارضquot; مشيرا الى ان تلك الاختراقات الجوية quot;انتهاك متواصل للقرار 1701 وتضر بمصادقية الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل في عيون الشعب اللبناني وبذلك تحد من قدرة اليونيفيل على القيام بتخويلهاquot;.

واكد ان استمرار اسرائيل في احتلال منطقة مزارع شبعا quot;يعد انتهاكا متواصلا لسيادة لبنان وللقرار 1701 وللخط الازرق..وادعو الحكومتين اللبنانية والاسرائيلية الى العمل مع قيادة اليونيفيل للتوصل الى اتفاق يضمن انسحابا (القوات الاسرائيلية) الى جنوب الخط الازرق وسط مراعاة ملائمة للمخاوف الانسانية المشروعة لسكان المنطقةquot;.