أيمن بن التهامي من الدا البيضاء: بدأت أجواء التوتر تخيم من جديد على سماء الصحراء، التي من المقرر أن تنطلق حولها جولة رابعة من المفاوضات بين المغرب والبوليساريو ما بين 16 و18 آذار (مارس) المقبل في منهاست في ضواحي نيويورك.

وظهر ملامح هذا التوتر في بلاغ صادر، الجمعة، عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون في الرباط، جاء فيه أن المغرب يؤكد بأنه لن يقبل بأي حال من الأحوال المساس بالوضع القائم أو بفرض الأمر الواقع في المنطقة العازلة بتفاريتي في الصحراء المغربية، وذلك في رد على الأخبار التي أوردتها بعض وسائل الاعلام والتي أشارت إلى عزم quot;البوليساريوquot; على الشروع في تعمير وإنجاز بنيات تحتية في هذه المنطقة.

وأوضح البلاغ أن المغرب يجدد اليوم وبكل قوة موقفه الثابت والواضح والمعروف لدى الجميع، والذي سبق التعبير عنه في الماضي، إذ أدان علانية نوايا quot;البوليساريوquot;.

وذكر أن quot;المملكة تجدد عزمها الراسخ على صيانة وحدتها الترابية بمجموع صحرائها، بكل الوسائل، وعلى حقها المشروع في حماية أمنها الوطنيquot;، مشيرا إلى أنها quot; تلفت انتباه كافة الأطراف التي تقوم أو تواكب أو تشجع على القيام بمثل هذه الأعمال ذات المنحى الخطير، والمعلنة بهذه الصورة، إلى أنه يتوجب عليها أن تتحمل، لوحدها، الانعكاسات المتعددة لمثل هذا التطور غير المقبول بالنسبة لأمن المنطقة.

وختمت وزارة الخارجية بلاغها بالتساءل عن quot;الأسباب الفعلية والدوافع الحقيقية لهذه الأعمال التي يجري تنفيذها على الأرض، الجديدة من حيث طبيعتها والخطيرة من حيث حمولتها و ما رافقها منذ مدة من تهديدات بالعودة إلى المواجهة المسلحة، وخاصة في سياق مسلسل المفاوضات الجاري تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة، بعد تقديم المغرب لمبادرته حول الحكم الذاتي التي لقيت التشجيع من لدن المجتمع الدوليquot;.

وكان عبد العزيز المراكشي، زعيم البوليساريو، أكد، أول أمس الأربعاء، أن quot;اختيار التفاريتي المحررة لم يكن اعتباطيا لاحتضان حدثين متميزين ذكرى إعلان الجمهورية العربية وافتتاح الدورة التأسيسية للمجلس الوطني، بل كان تأكيد على ممارسة سيادتنا الفعلية على أرضنا المحررة ومن مظاهر السيادة إعادة اعمار أراضينا وبعث الحياة فيها تجسيدا لمقررات الموتر الثاني عشرquot;.

وأضاف المراكشي، في كلمة بمناسبة اختتام حفل تنصيب المجلس الوطني، quot;وفي احتفالنا بالحدثين على أرض التفارتي المحررة وفي ضيافة جيش التحرير الشعبي الصحراوي، دلالة قاطعة على أن رغبتنا في تعمير الأرض التي حولها الغزاة خرابا لا يعادلها سوى إصرارنا على الذود عن هذه الربوع والاستمرار في المقاومة حتى تحرير الأرض وطرد المحتل منهاquot;.

وتجري المفاوضات بين الطرفين برعاية الأمم المتحدة التي يمثلها موفد الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى الصحراء الغربية بيتر فان فالسوم. ويحضر المفاوضات كذلك الجزائر وموريتانيا وهما بلدان مجاوران تجري استشارتهما كذلك.

وفشلت الجولات الثلاث الأولى من هذه المفاوضات، التي عقدت في المكان ذاته، في تقريب وجهات النظر بين الطرفين.

وتطالب البوليساريو راهنا بإجراء استفتاء حول تقرير المصير تحت إشراف الأمم المتحدة يترك للناخبين الصحراويين حرية الاختيار بين الالتحاق بالمغرب والاستقلال أو الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

ويتمسك المغرب باقتراحه القاضي بالحكم الذاتي تحت السيادة المغربية باعتباره السبيل الوحيد الذي يؤدي في رأيه إلى quot;سلام الشجعانquot;.