إستقبال رسمي كبير للرئيس الإيراني غاب عنه المالكي والهاشمي
أحمدي نجاد لن يلتقي بأميركيين وإقامته في مقر الرئيس العراقي

احمدي نجاد يامل تعميق الروابط الاخوية مع العراق

ترحيب برلماني عراقي بزيارة أحمدي نجاد غدا

نجاد في بغداد متحديا تظاهرات العراقيين والحصار الأميركي لبلاده

أسامة مهدي من لندن: وصل إلى بغداد صباح اليوم في زيارة تاريخية الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، حيث جرى له استقبال رسمي تقدمه الرئيس العراقي جلال طالباني، وغاب عنه رئيس الوزراء نوري المالكي ونائب الرئيس طارق الهاشمي الذي طالب بأن ينخرط العراق وإيران بمفاوضات تشمل جميع الملفات العالقة مرة واحدة، لأنها شائكة ومتداخلة، وبحاجة إلى رزمة من الاتفاقات لوضع حد للعلاقات المضطربة بين البلدين... في حين أكد مسؤول إيراني أن نجاد لن يلتقي أي مسؤول اميركي خلالها، كما أنه لن يزور أي محافظة خارج بغداد .

وقد ضم الوفد المرافق لنجاد الذي استقبله في مطار بغداد الدولي وزير الخارجية العراقي وعدد اخر من المسؤولين كل من وزير الخارجية منوشهر متقي ووزير الطاقة برويز فتاح ووزير الاقتصاد والمالية داوود دانش جعفري.. فضلاً عن وزير الطرق والمواصلات محمد رحمتي .

ثم جرى بعد ذلك في مقر اقامة الرئيس العراقي جلال طالباني استقبال رسمي كبير لنجاد كان على رأسه طالباني حيث فتشا حرس الشرف بعد أن تم عزف السلامين الوطنيين الايراني والعراقي . قام بعدها نجاد بالسلام على مستقبليه نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي ونائب رئيس الوزراء برهم صالح ثم بقية الوزراء، لكنه لوحظ غياب نائب الرئيس طارق الهاشمي ورئيس الوزراء نوري المالكي عن الاستقبال . بعد ذلك انتقل الرئيسان الى مقر اقامة الرئيس طالباني حيث يعتقد ان اقامة نجاد ستكون فيه خلال زيارته الحالية للعراق وذلك لأنه يقع خارج المنطقة الخضراء وبحماية قوات البيشمركة الكردية.

وقالت السفارة الايرانية في العراق، إن الرئيس نجاد سيلتقي خلال زيارته بكبار المسؤولين العراقيين والوزراء والنواب والنخب المثقفة . وأضاف المستشار السياسي للسفارة سعيد محبوبي في بيان ليلة امس ان الهدف من الزيارة تعزيز العلاقات الثنائية بين العراق وايران وتوسيعها في جميع الأصعدة . واكد انه ليست هناك اي خطط لعقد لقاء بين الرئيس نجاد مع اي من المسؤولين الاميركيين في العراق. وأشار الى ان الزيارة ستكون الى بغداد، وليس هناك نية حتى الآن لزيارة محافظات عراقية اخرى. وقال ان تحسن الوضع الامني في العراق هيّأ لهذه الزيارة. وأضاف: quot;ان الحكومة والسلطات الامنية العراقية ستتحمل مسؤولية حماية الرئيس الايراني والوفد المرافق له .

وقد تحفظ الرئيس الاميركي جورج بوش عن معارضة زيارة نجاد للعراق، لكنه اكد ان على النظام الايراني ان يكف عن ارسال اسلحة الى العراق تستخدم في محاربة الاميركيين.

وردًا على سؤال عن الزيارة وامكان ان تعطل الجهود الاميركية لعزل طهران قال بوش quot;انه (احمدي نجاد) جارquot; للعراق. واضاف ان quot;الرسالة ينبغي ان تكون الاتية: كفوا عن ارسال معدات متطورة تقتلquot; الجنود الاميركيين في اشارة الى العبوات الناسفة التي تتهم الولايات المتحدة ايران بتزويدها لمن يقاتلون الاميركيين في العراق.

وتعتقد مصادر عراقية أن إعلان السفارة الايرانية عن عدم زيارة نجاد لأي محافظة خارج العاصمة، يأتي لاحترازات امنية حيث يعتقد انه سيقوم بزيارة سريعة الى مدينتي النجف وكربلاء، لكنه لم يعرف بعد فيما إذا كان سيلتقي بالمرجع الشيعي الاعلى السيد علي السيستاني حيث لم يتم حتى الآن الكشف عن برنامج زيارته التي تستغرق يومين .

وقد اتخذت السلطات العراقية اجراءات مشددة في العاصمة، واوقفت الرحلات الجوية الى مطار بغداد قبل وصول نجاد إليه، وقامت بإغلاق الشوارع المؤدية اليه وخاصة الطريق السريع الذي يصل المطارالواقع غرب العاصمة العراقية بوسطها والبالغ طوله 20 كيلومترًا .

وتعد زيارة نجاد الى العراق هى الأولى لرئيس إيرانى الى العراق منذ قيام الثورة الإسلامية فى إيران عام 1979 .

وفي ما يخص العلاقات العراقية الإيرانية، قال نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي في بيان، إن العراق يرحب بالزيارة التي تنطوي على مضامين كثيرة، على الرغم من أن رمزيتها أكبر من محتواها أو مضمونها .

وأضاف: quot;أتمنى أن ينخرط العراق وإيران بمفاوضات تشمل جميع الملفات العالقة مرة واحدة لأنها شائكة ومتداخلة، وبحاجة إلى رزمة من الاتفاقات، ونأمل أن تضع حدًا للعلاقات المضطربة بين البلدين... أما عن تطبيع العلاقات بين البلدين فيجب أن يكون على أساس احترام السيادة وعدم التدخل وتبادل المصالح المشتركةquot;.

وسيجري الرئيس نجاد مباحثات مع الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي حول مجمل العلاقات الثنائية والمشروعات المشتركة ستنتهي بعقد اتفاقية تعاون بين البلدين . وقال الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ إن المباحثات ستتناول اقامة المشاريع الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، إضافة إلى القضايا الأمنية فضلاً عن التعاون الاقتصادي والاستثماري.

وأضاف ان وفدًا رفيعًا يضم عددًا من الوزراء سيرافق نجاد لبحث الملفات الاقتصادية المهمة خاصة عملية استثمار الحقول النفطية المشتركة التي تقع على الحدود بين البلدين ومناقشة قضية ترسيم الحدود خاصة من جهة شط العرب. الممر المائي الجنوبي بين البلدين .

وعن بحث الوضع الأمني في العراق مع الوفد الإيراني، أوضح الدباغ أن من اولويات المباحثات التي سيجريها نجاد في بغداد هي مناقشة الوضع الأمني في العراق وعدم التدخل في شؤونه الداخلية فضلاً عن التعهدات التي قطعها القادة الإيرانيون في العمل على حفظ الأمن داخل العراق . واستبعد بحث موضوع ترسيم الحدود بين البلدين وقضية الحقول النفطية، وقال إن الزيارة لن تبحث هذا الأمر لأنه سبق أن تم بحثه خلال لجنة مشتركة لتثبيت العلامات على الحدود البرية بين البلدين، أما موضوع الحدود النهرية فقد تم بحثه خلال لجنة أخرى وتم الاتفاق على عودة وضع الحدود الى وضعها الاصلي قبل أن يتغير مجرى النهر. وفي ما يخص الحقول النفطية المشتركة اوضح ان هناك دعوة إلى الاستثمار المشترك لهذه الحقول .

وعمّا اذا كانت القوات الاميركية التي يخضع مطار بغداد لاشرافها الامني ستقوم بتأمين وصول الرئيس الايراني الى بغداد، اوضح الدباغ ان المطار المدني في بغداد يخضع لإشراف أمني من قبل شركة حماية أمنية خاصة متعاقدة مع الدولة العراقية وليس تحت الحماية الاميركية. الإشراف الفني والملاحي لحركة الطيران نعم لا يزالان بيد الاميركيين، لن تكون هناك أي مشكلة بتأمين موكب الرئيس نجاد مع القوات الأميركية. سيكون الرئيس نجاد بحماية القوات الخاصة التابعة للحكومة العراقية وبإشرافها المباشر والتي سترافقه لتأمين الحماية له.

وفي ما اذا ستستضيف الحكومة العراقية الرئيس الايراني داخل المنطقة الخضراء خاصة وهي لا تزال تحت الاشراف الامني للقوات الاميركية، قال الدباغ ان الرئيس نجاد سيكون بضيافة الرئيس جلال الطالباني ولا تشكل المنطقة الخضراء أي مشكلة لحركته وإجتماعاته، الرئيس نجاد ضيفًا عند الحكومة العراقية، وسيكون هناك تعاون تام مع القوات المتعددة الجنسيات التي تتولى أمن المنطقة الخضراء لتسهيل مرور وأمن موكب الرئيس الايراني.

وحول ما اذا كان جدول أعمال المباحثات سيتضمن مناقشة موضوع بقاء أو رحيل منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في العراق، قال الدباغ إن مجاهدي خلق منظمة إرهابية quot;ودستوريًا ليس من حقنا تسليم عناصر المنظمة إلى إيران أو دولة أخرىquot;. واضاف: quot;على الرغم من أن وجودها غير مرحب به على الأراضي العراقية كونها منظمة عسكرية وجميع عناصرها يودون الخروج من العراق لكن المشكلة تكمن بعدم وجود دولة ترحب بتواجد المنظمة على أراضيهاquot;.

وأكد الدباغ أن الحكومة العراقية عازمة على تقديم جميع التسهيلات لإخراج المنظمة خارج الأراضي العراقية حيث قامت بتزويد حوالى 200 من عناصرها بجواز سفر نوع (مرور) لتسهيل مهمة إخراجهم من العراقquot;.

ومن جهته أعرب نجاد عن أمله في ترسيخ العلاقات بين البلدين بعد مضي 20 عامًا على الحرب التي وقعت بينهما. ونقلت وكالة أنباء quot;فارسquot; عن أحمدي نجاد قوله quot;آمل في أن تشكل زيارتي خطوة كبيرة لتعزيز الروابط الأخوية بين الأمتينquot;.

وأضاف أن الذين يحتلون العراق هم الذين ينظمون غياب الأمن والخلافات والتوترات، في إشارة إلى الولايات المتحدة، نافيًا من جديد الاتهامات الأميركية بالتدخل الإيراني في شؤون العراق. وقال إنه من طبيعة الولايات المتحدة عندما تهزم، أن تقدم الآخرين على أنهم المسؤولون. وتساءل أليس من الغريب أن يقوم الذين لديهم 160 ألف عسكري في العراق باتهام الآخرين بالتدخل؟quot;.

وأشار الرئيس الإيراني إلى أن المفاوضات التي جرت بين الولايات المتحدة وإيران حول أمن العراق ساعدت بشكل لافت على تعزيز الاستقرار في هذا البلد وفي تغيير وجهة النظر الأميركية إلى العراق. وقال إننا لم نبحث خلال المفاوضات التي أجريناها مع الأميركيين أي شيء آخر سوى المصالح الوطنية ومتطلبات العراقيين وهذه المفاوضات ستستمر في الاتجاه ذاته.

يذكر أن واشنطن وطهران عقدتا العام الماضي ثلاث جلسات مفاوضات حول الأمن في العراق على الرغم من التوتر المتزايد بين العاصمتين على خلفية البرنامج النووي الإيراني، وعلى الرغم أيضًا من العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بين البلدين منذ 1980.

وترى مصادر عراقية أن زيارة نجاد تهدف إلى إظهار الدعم الإيراني لحكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وكانت الدولتان قد خاضتا حربا بين عامي 1980 و1988 أسفرت عن أكثر من مليون قتيل. وأدى سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين في نيسان (ابريل) عام 2003 إلى فتح الطريق أمام تحسن واضح في العلاقات بين الدولتين.

وقال أحمدي نجاد quot;نعتقد أن الأمة العراقية تملك القدرة على ضمان الأمن وقيادة البلادquot; مضيفًا أن الدول التي لم تدعم العراق في هذه الظروف الصعبة ستندم على ذلك. واكد ان العلاقات الاقتصادية بين إيران والعراق في أوج توسعها.

وتعتزم إيران منح العراق قرضًا بقيمة مليار دولار لمشاريع يمكن أن تنفذها شركات إيرانية، كما أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني علي رضا شيخ عطار.
وقال المسؤول الإيراني الموجود في بغداد منذ الثلاثاء الماضي للتهيئة لزيارة نجاد إن هذا القرض سيقدم لمشاريع بني تحتية يمكن لمقاولين إيرانيين تنفيذها بتجهيزات إيرانية. وأكد أن الدولتين تعدان ثلاث اتفاقات تتناول التعاون الجمركي والضريبة والاستثمارات .. وقال ان إيران والعراق سيوقعان نحو عشرة اتفاقات خلال الزيارة .

ومن جانبه، أعلن مساعد وزير الطاقة الايراني محمد احمديان أن شبكة الكهرباء بين ايران والعراق سترتبط في 9 مناطق حدودية بغية سد احتياجات العراق من الكهرباء.

وقال احمديان الذي يزور العراق ايضا ان شبكة الكهرباء الايرانية ترتبط حاليًا مع شبكة الكهرباء العراقية عبر مدينة سربل ذهاب الايرانية ويصل الكهرباء الايراني الى مدينة خانقين في العراق. واضاف انه سيتم تدشين محطة نقل الكهرباء بقدرة 400 كيلوت فولت من مدينة عبادان الايرانية الى منطقة الهارثة في جنوب العراق وكذلك محطة نقل الكهرباء من مدينه مريوان الايرانية الى قضاء بينجوين في اقليم كوردستان العراق. واعتبر مد خطوط نقل الكهرباء من مدينة كرمانشاه الايرانية الى محافظة ديالى شرقي العراق سيسد احتياجات العراق من الكهرباء.