طالباني يؤكد عدم بحث إتفاقية الجزائر مع الرئيس الإيراني
نجاد: سعيد للزيارة برحيل الدكتاتورية وعراق موحد لصالح المنطقة

أحمدي نجاد لن يلتقي بأميركيين وإقامته في مقر الرئيس العراقي
أسامة مهدي من لندن: أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن عراقًا قويًا مقتدرًا وموحدًا ومتطورًا هو في صالح شعوب المنطقة وقال إنه سعيد بزيارة العراق بعد زوال النظام الدكتاتوري منه... في حين قال الرئيس العراقي جلال طالباني إنه لم يبحث اتفاقية الجزائر بين البلدين مع نجاد، وأكد أن منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة إرهابية، وسيعمل العراق على اخراجها من أراضيه بأسرع وقت .

وقال طالباني في مؤتمر صحافي عقب مباحثات مع نجاد في بغداد اليوم، أنه استذكر مع الرئيس الايراني ايام النضال شد نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين والمساعدات التي قدمها quot; الاخوة الايرانيين للعراق أيام الشدةquot; . واضاف انه يرحب من صميم القلب بنجاد، وكان يتمنى ان تطول زيارته لبغداد، لكن ظروفه لم تسمح بذلك. واشار الى انه لم يبحث مع الرئيس الايراني اتفاقية الجزائر الموقعة بين البلدين عام 1975 لرسم الحدود بينهما واقتسام شط العرب النهر الجنوبي الفاصل بينهما. وقال انه سيتم اعلان اتفاقية للتعاون السياسي والامني والاقتصادي بين البلدين في ختام زيارة نجاد. واعتبر طالباني منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة ارهابية يعارض الدستور العراقي وجودها على الاراضي العراقية مؤكدًا انه سيتم قريبًا التخلص منها.

ومن جهته، قال نجاد انه يشكر الله ان اتاح له زيارة العراق، مشيرًا الى ان علاقات البلدين متجذرة وتضرب في عمق التاريخ حيث كان شعبهما وعلى مر التاريخ يرتبطان بافضل العلاقات الثقافية والاخوية. واضاف ان الارادة السياسية في البلدين عازمة على توطيد وتطوير العلاقات الثنائية في جميع المجالات .

واضاف نجاد ان زيارة العراق من دون الدكتاتور (الرئيس السابق صدام حسين) هي زيارة سعيدة حيث ولت تلك الفترة التي جر فيها العراق الى صراع وعداء مع شعوب المنطقة . واشار الى ان زيارته هذه تأتي بدعوة رسمية من quot;اخي الرئيس طالباني هذا المناضل الذي كافح في فترة النضال ضد الدكتاتوريةquot; .

واشار الى ان مباحثاته مع طالباني اليوم كانت جيدة وايجابية للغاية، وقال quot;لدينا اتفاق في وجهات النظر في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والامنية والثقافيةquot; . واضاف انه يدرك ان الشعب العراقي يمر بظروف حرجة، لكنه واثق من انه بثرواته البشرية والطبيعية سيتجاوز هذه الظروف ويضعها خلف ظهره لما يملكه من عمق حضاري .

وشدد نجاد على ان عراقًا قويًا موحدًا مقتدرًا متطورًا هو لصالح شعوب المنطقة، حيث سيكون الشعب العراقي الى جنب شعوبها. وقال ان زيارته هذه ستفتح صفحة جديدة في العلاقات بين العراق وايران ودول المنطقة كلها .

وكان نجاد وصل الى بغداد صباح اليوم في زيارة تاريخية حيث جرى له استقبال رسمي تقدمه الرئيس العراقي جلال طالباني في حين اكد مسؤول ايراني ان نجاد لن يلتقي اي مسؤولين اميركيين خلالها كما لن يزور اي محافظة خارج بغداد .

وقد ضم الوفد المرافق لنجاد الذي استقبله في مطار بغداد الدولي وزير الخارجية العراقي وعدد اخر من المسؤولين كل من وزير الخارجية منوشهر متقي ووزير الطاقة برويز فتاح ووزير الاقتصاد والمالية داوود دانش جعفري.. فضلاً عن وزير الطرق والمواصلات محمد رحمتي .

ثم جرى بعد ذلك في مقر اقامة الرئيس العراقي جلال طالباني استقبال رسمي كبير لنجاد كان على راسه طالباني حيث فتشا حرس الشرف بعد ان تم عزف السلامين الوطنيين الايراني والعراقي . قام بعدها نجاد بالسلام على مستقبليه نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي ونائب رئيس الوزراء برهم صالح ثم بقية الوزراء . بعد ذلك انتقل الرئيسان الى مقر اقامة الرئيس طالباني حيث يعتقد ان اقامة نجاد ستكون فيه خلال زيارته الحالية للعراق وذلك لانه يقع خارج المنطقة الخضراء وبحماية قوات البيشمركة الكردية.

وقالت السفارة الايرانية في العراق ان الرئيس نجاد سيلتقي خلال زيارته بكبار المسؤولين العراقيين والوزراء والنواب والنخب المثقفة . وأضاف المستشار السياسي للسفارة سعيد محبوبي في بيان ليلة امس ان الهدف من الزيارة تعزيز العلاقات الثنائية بين العراق وايران وتوسيعها في جميع الأصعدة . واكد انه ليست هناك اي خطط لعقد لقاء بين الرئيس نجاد مع اي من المسؤولين الاميركيين في العراق . واشار الى ان الزيارة ستكون الى بغداد، وليس هناك نية حتى الان لزيارة محافظات عراقية اخرى . وقال ان تحسن الوضع الامني في العراق هيأ لهذه الزيارة . واضاف quot;ان الحكومة والسلطات الامنية العراقية ستتحمل مسؤولية حماية الرئيس الايراني والوفد المرافق له .

وقد تحفظ الرئيس الاميركي جورج بوش عن معارضة زيارة نجاد للعراق لكنه اكد ان على النظام الايراني ان يكف عن ارسال اسلحة الى العراق تستخدم في محاربة الاميركيين.
وردا على سؤال عن الزيارة وامكان ان تعطل الجهود الاميركية لعزل طهران قال بوش quot;انه (احمدي نجاد) جارquot; للعراق. واضاف ان quot;الرسالة ينبغي ان تكون الاتية: كفوا عن ارسال معدات متطورة تقتلquot; الجنود الاميركيين في اشارة الى العبوات الناسفة التي تتهم الولايات المتحدة ايران بتزويدها لمن يقاتلون الاميركيين في العراق.

وتعتقد مصادر عراقية ان اعلان السفارة الايرانية عن عدم زيارة نجاد لاي محافظة خارج العاصمة ياتي لاحترازات امنية حيث يعتقد انه سيقوم بزيارة سريعة الى مدينتي النجف وكربلاء لكنه لم يعرف بعد فيما اذا كان سيلتقي بالمرجع الشيعي الاعلى السيد علي السيستاني حيث لم يتم حتى الان الكشف عن برنامج زيارته التي تستغرق يومان .

وقد اتخذت السلطات العراقية اجراءات مشددة في العاصمة واوقفت الرحلات الجوية الى مطار بغداد قبل وصول نجاد اليه وقامت باعلاق العديد من شوارع العاصمة الرئيسة وخاصة الطريق السريع الذي يصل المطار الذي يقع غرب العاصمة العراقية بوسطها والبالغ طوله 20 كيلومترًا فيما تم حشد قوات مكثفة وسط بغداد الامر الذي اعاق وصول الالاف من المواطنين الى مقار عملهم فعادوا الى منازلهم .

وتعد زيارة نجاد الى العراق هي الأولى لرئيس إيراني الى العراق منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 .

وسيجري الرئيس نجاد مباحثات اضافة إلى تلك التي اجراها مع طالباني اخرى مع رئيس الوزراء نوري المالكي حول مجمل العلاقات الثنائية والمشروعات المشتركة ستنتهي بعقد اتفاقية تعاون بين البلدين . وقال الناطق بإسم الحكومة العراقية علي الدباغ إن المباحثات ستتناول اقامة المشاريع الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، اضافة الى القضايا الأمنية، فضلاً عن التعاون الاقتصادي والاستثماري.

وعن بحث الوضع الأمني في العراق مع الوفد الإيراني، أوضح الدباغ ان من اولويات المباحثات التي سيجريها نجاد في بغداد هي مناقشة الوضع الأمني في العراق وعدم التدخل في شؤونه الداخلية فضلاً عن التعهدات التي قطعها القادة الإيرانيون في العمل على حفظ الأمن داخل العراق . واستبعد بحث موضوع ترسيم الحدود بين البلدين وقضية الحقول النفطية، وقال ان الزيارة لن تبحث هذا الأمر لأنه سبق أن تم بحثه خلال لجنة مشتركة لتثبيت العلامات على الحدود البرية بين البلدين, اما موضوع الحدود النهرية فقد تم بحثه خلال لجنة أخرى وتم الاتفاق على عودة وضع الحدود الى وضعها الاصلي قبل أن يتغير مجرى النهر. وفي ما يخص الحقول النفطية المشتركة اوضح ان هناك دعوة إلى الاستثمار المشترك لهذه الحقول .

وحول ما اذا كان جدول أعمال المباحثات سيتضمن مناقشة موضوع بقاء أو رحيل منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في العراق، قال الدباغ إن مجاهدي خلق منظمة إرهابية quot;ودستوريًا ليس من حقنا تسليم عناصر المنظمة إلى إيران أو دولة أخرىquot;. واضاف quot;على الرغم من أن وجودها غير مرحب به على الأراضي العراقية كونها منظمة عسكرية وجميع عناصرها يودون الخروج من العراق لكن المشكلة تكمن بعدم وجود دولة ترحب بتواجد المنظمة على أراضيها.quot;
واكد الدباغ أن الحكومة العراقية عازمة على تقديم جميع التسهيلات لإخراج المنظمة خارج الأراضي العراقية حيث قامت بتزويد حوالى 200 من عناصرها بجواز سفر نوع (مرور) لتسهيل مهمة إخراجهم من العراقquot;.

وترى مصادر عراقية ان زيارة نجاد تهدف إلى إظهار الدعم الإيراني لحكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وكانت الدولتان قد خاضتا حربا بين عامي 1980 و1988 أسفرت عن أكثر من مليون قتيل. وأدى سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين في نيسان (ابريل) عام 2003 إلى فتح الطريق أمام تحسن واضح في العلاقات بين الدولتين.

وتعتزم إيران منح العراق قرضًا بقيمة مليار دولار لمشاريع يمكن أن تنفذها شركات إيرانية كما أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني علي رضا شيخ عطار.

وقال المسؤول الإيراني الموجود في بغداد منذ الثلاثاء الماضي للتهيئة لزيارة نجاد إن هذا القرض سيقدم لمشاريع بني تحتية يمكن لمقاولين إيرانيين تنفيذها بتجهيزات إيرانية. وأكد أن الدولتين تعدان ثلاث اتفاقات تتناول التعاون الجمركي والضريبة والاستثمارات... وقال إن إيران والعراق سيوقعان نحو عشرة اتفاقات خلال الزيارة .

ومن جانبه، أعلن مساعد وزير الطاقة الايراني محمد احمديان بأن شبكة الكهرباء بين ايران والعراق سترتبط في 9 مناطق حدودية بغية سد احتياجات العراق من الكهرباء.

وقال احمديان الذي يزور العراق ايضًا ان شبكة الكهرباء الايرانية ترتبط حاليًا مع شبكة الكهرباء العراقية عبر مدينة سربل ذهاب الايرانية ويصل الكهرباء الايراني الى مدينة خانقين في العراق. واضاف انه سيتم تدشين محطة نقل الكهرباء بقدرة 400 كيلوفولت من مدينة عبادان الايرانية الى منطقة الهارثة في جنوب العراق وكذلك محطة نقل الكهرباء من مدينه مريوان الايرانية الى قضاء بينجوين في اقليم كوردستان العراق. واعتبر مد خطوط نقل الكهرباء من مدينة كرمانشاه الايرانية الى محافظة ديالى شرقي العراق سيسد احتياجات العراق من الكهرباء.