أحدث قراراته المثيرة للجدل عن السلطة والثروة
القذافي يلغي الوزارات الليبية ويوزع الحصص على quot;الأشخاصquot;

نبيل شرف الدين من القاهرة: لم يشأ الزعيم الليبي معمر القذافي أن يفوت فرصة الإحتفال بالعيد الـrlm;31rlm; لما يسمى quot;إعلان سلطة الشعب في ليبياquot;، من دون أن يفجر واحدة من مفاجآته المثيرة للجدل، والتي تقف على تخوم السخرية السوداء، إذ أعلن إلغاء الحكومة الليبية باستثناء أربع وزارات سيادية، هي الخارجية والداخلية والدفاع والمرافق العامة، وهكذا أصبحت ليبيا منذ اليوم من دون حكومات، وكما قال القذافي فإنه يتعين على الليبيين تسيير أنفسهم بأنفسهم في ظل سلطة الشعب بعد فشل كافة الحكومات المتعاقبة في أدائهاquot;. واعترف العقيد الليبي الذي يعد أقدم الحكام العرب بقاء على رأس السلطة، بأن quot;هناك تلاعبًا وتحايلاً وسرقة وفسادًا في المال العام بحجة أنه عام، وأنه ملك المجتمع وحصتهم من النفطquot;، ومن هنا فقد قرر quot;إعادة توزيع الثروة على الأشخاص مباشرة من اليوم فصاعدًاquot;، حسب قوله.

ووصف القذافي القطاع الإداري في ليبيا بالأخطبوط الذي يلتهم ثروات الشعب دون تنفيذ المهام الموكلة إليه لكنه شدد على وجود الوزارات السيادية المهمة في الدولة وهي quot;الخارجية والداخلية والدفاع والمرافق العامةquot;، لتسيير امور البلاد فحسب، مشيرًا إلى أنه جرى الالتفاف على الجهاز الإداري وسرقة المال العام وتفشي الوساطة والمحسوبية، وطالب القذافي بتسليم كل ميزانية الدولة المقدرة في العام الحالي 2008 بـ 37 مليار دينار (أي ما يعادل نحو 32 مليار دولار أميركي)، على الليبيين مباشرة . أما عن كيفية توزيع الثروة مباشرة على المواطنين، فقد اقترح أو قرر ـ لا يدري أحد بعد الآلية العملية ـ توزيع ثروة النفط على الشعب الليبي مباشرة بواقع خمسة آلاف دينار لكل أسرة،rlm; أو ألف دينار لكل شخص، وتساءل القذافي مستنكرًا: quot;كيف يعقل أن يكون هناك فقراء في ليبيا الآن حيث لا بد من أن يكون الشعب الليبي من أغنى شعوب العالم ولا بد من استلام الليبيين لثروتهم النفطية

سيف الشباب

وفي إشارة فسرها المراقبون بأنها تمهد الطريق صراحة أمام نجله سيف الإسلام الضالع في صناعة القرار الليبي، قال العقيد الليبي إن نجله quot;يتولى أمور الشباب ويعالج مشاكلهم، ولديه مشاريع معهم تخص ليبيا الغدquot;، وأضاف quot;أن الشباب ومشاريعهم وطموحاتهم ونواديهم وملاعبهم ودارستهم في الداخل والخارج وزواجهم وبيوتهم ستكون في أيدي نجله سيف الإسلام، الذي بات يتولى أمرهمquot;، على حد تعبيره . وحتى العام 1995، لم يكن هناك أحد يتخيّل خليفة للقذافي، خلاف عبد السلام جلود، الذي كان يجمع عدة حقائب أبرزها رئاسة الوزراء وقيادة أجهزة الأمن، غير أن إبعاده من دوائر الحُكم واقتلاع رُموز قبيلته quot;المقارحةquot; من أجهزة الدولة لاحقًا، أتاح لفريق quot;القذاذفةquot; السيطرة على كافة المناصب القيادية في الدولة وتحويل مسألة الخلافة إلى أمر يُحسم في quot;مجلس القبيلةquot;.

ومنذ سنوات بزغ نجم نجل القذافي، سيف الإسلام، الذي ولد في rlm;5rlm; حزيران (يونيو) rlm;1972rlm; في باب العزيزية في طرابلس، وهو الابن الثاني للعقيد القذافي من زوجته الثانية صفية فركاش، ولسيف القذافي خمسة أشقاء من بينهم أخت واحدةrlm; هي عائشة . والقذافي الذي وصل إلى سدة الحكم في ليبيا عبر انقلاب عسكري عرف بثورة الفاتح من سبتمبر 1969، والتي أطاحت بالنظام الملكي معلنة قيام النظام الجمهوري، وغير اسم ليبيا إلى الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى عام 1977.

وكثيرًا ما أثار القذافي جدلاً واسعًا حول طروحاته الخاصة للقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية بدءًا بما أسماه quot;النظرية العالمية الثالثة، التي تضمنها الكتاب الأخضر، فضلاً عن دعوته الأخيرة لإعادة بعث quot;الخلافة الفاطميةquot; في شمال أفريقيا. تجدر الإشارة إلى أن النظام السياسي المعتمد في ليبيا يعتمد على المؤتمرات الشعبية، التي تضم جميع الليبيين ممن بلغوا سن الرشد، وهذه المؤتمرات ـ نظريًا ـ هي التي تقر السياستين الداخلية والخارجية بما في ذلك إصدار القوانين والميزانيات، وتقوم اللجان الشعبية العامة بتنفيذ قراراتها في الشؤون الداخلية على نحو خاص.