شيكاغو : بعد الخسارة التي مني بها المرشح الديمقراطي باراك أوباما في الانتخابات الأولية في ولايتي تكساس وأوهايو، تعهد اوباما الاربعاء بأن يتبنى نهجا أكثر هجوما في معركته مع هيلاري كلينتون للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الاميركية.

وعَبَر أوباما وهو عضو في مجلس الشيوخ عن ولاية الينوي عن شعوره بالاحباط مما وصفه بالحملة quot;الشديدة السلبيةquot; التي قامت بها منافسته في الايام الاخيرة. وقالت انها عامل في هزيمته على ما يبدو.

وقال أوباما للصحافيين ان الهجمات quot;كان لها بعض التأثيرquot;. وكان يتحدث في طريق عودته الى شيكاغو موطنه من تكساس وهي ولاية فازت بها كلينتون الى جانب ولايتي أوهايو ورود أيلاند مما ممثل انقطاعا في سلسلة الانتصارات المتوالية التي حققها طوال شهر وأضفى حياة جديدة على حملة كلينتون.

ووصفت كلينتون أوباما بأنه يفتقر الى الخبرة اللازمة لقيادة سياسة أميركا الخارجية. وواصلت كلينتون الهجوم من خلال إعلان تجاري يجمع بين أطفال نيام ورنين هاتف البيت الابيض وانذار مشؤوم من أنه اذا وقعت كارثة عالمية فسيكون الأميركيون في حاجة الى زعيم quot;مجربquot;.

كما انتقدت كلينتون ما وصفته بأنه تناقضات أوباما بشأن التجارة في نصف الكرة الغربي وهي قضية مهمة في أوهايو حيث يحمل كثير من الناخبين اتفاقات التجارة مسؤولية فقدان الوظائف.

وقال أوباما quot;انها تطرح مسألة الخبرة التي تكررها مرارا ولاسيما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية وقدرتها على التصدي لاي أزمة. اعتقد أن من المهم فحص هذا الادعاء وعدم السماح لها بتأكيده وهو الامر الذي استمر منذ بعض الوقت على ما أعتقد.quot;

وبدلا من الاكتفاء برسالته المألوفة أنه مؤهل بشكل أفضل لقيادة السياسة الخارجية لانه أظهر تقديرا أفضل من كلينتون بمعارضته لحرب العراق مبكرا سخر أوباما صراحة من تأكيد كلينتون أن السنوات الثماني التي أمضتها كسيدة أولى جعلتها خبيرة في السياسة الخارجية.

وقال أوباما quot;اتمنى أن يبدأ الناس يسألون أنفسهم ما هي تحديدا هذه الخبرة في السياسة الخارجية التي تدعيها. أعرف أنها تتحدث عن زيارة 80 دولة ولكن ليس واضحا ان كانت تتفاوض على معاهدات أو اتفاقيات أو كانت تعالج أزمات خلال هذه الفترة من الزمن.quot;

وبينما حثت حملة كلينتون الصحافيين على التدقيق في علاقات أوباما بتوني رزكو المستثمر العقاري في شيكاغو الذي يواجه اتهامات اتحادية بالفساد ألمح أوباما الى أن سجل كلينتون في مجال الاخلاق يجب أن يكون محل منافسة نزيهة كذلك.

وقال أوباما quot;تطالب كلينتون بأن يتم بحث سجلها مقابل سجلي تماما... أعتقد أن من المهم فحص هذا الزعم لانه اذا كان الافتراض على نحو ما أنه في قضايا الاخلاق أو الافصاح والشفافية سيكون لديها الى حد ما سجل أفضل من سجلي وأنها ستكون أكثر قدرة مني على الصمود أمام هجمات الجمهوريين فاعتقد أن هذه مسألة يجب أن تختبر.quot;

كما عبر أوباما عن استيائه من زعمها بأن بعض الانتصارات التي حققتها في ولايات كبيرة مثل كاليفورنيا وأوهايو أكثر أهمية من اكتساحه لولايات صغيرة مثل ايداهو ونبراسكا.

وقال quot;هذه الفكرة بأن كل الولايات التي كسبتها ليست ولايات رئيسية وأن الولايات التي كسبتها السناتور كلينتون هي الولايات المهمة طريقة غريبة لحساب النتائج ولا أعتقد أنها تعني الكثير.quot;

ويحذر بعض واضعي الاستراتيجيات السياسية من أن التركيز على السلبيات قد يأتي بنتائج عكسية خصوصا في السباقات التمهيدية عندما يكون المتنافسان من الحزب ذاته.

ومن الرسائل الرئيسية لترشيح أوباما تعهده بأن يسمو على سياسات الماضي التي أثارت انقسامات.

وكلينتون التي وجهت كل طاقتها في الاسابيع القليلة الماضية لن تحجم على ما يبدو عن دور المهاجم حيث أبلغت ناخبي أوهايو أنها quot;مقاتلةquot; وquot;فاعلةquot; مستعدة للتصدي للشركات الكبيرة والمصالح الاخرى التي يحملها بعض الناخبين من الطبقة العاملة مسؤولية معاناتهم الاقتصادية.