الياس توما من براغ: اظهر استطلاع جديد للرأي نشرته نتائجه هنا اليوم أن الحملة الدعائية والترويجية التي قامت بها الحكومة التشيكية للترويج لوضع القاعدة الرادارية الاميركية في تشيكيا لم تفلح في إقناع الناس بتأييدها.

وأكد الاستطلاع الذي أجراه مركز أبحاث الرأي العام أن 67 بالمائة من المواطنين التشيك لا يزالون يعارضون وضع هذه القاعدة مما يعني زيادة بمقدار واحد بالمائة مقارنة باستطلاع مماثل اجري في شهر كانون الثاني يناير الماضي بينما عبر 27 بالمائة عن تأييدهم لوضع الرادار الأمر الذي يمثل زيادة بمقدار اثنين بالمائة .

وعبر ثلاثة أرباع التشيك عن تأييدهم لتنظيم استفتاء في البلاد بشان وضع الرادار في حين يتنبى رأيا مخالفا نحو خمس التشيك . وأشار الاستطلاع إلى أن التأييد الأكبر لوضع الرادار موجود لدى أنصار وناخبي الحزب المدني أقوى أحزاب الائتلاف الحاكم في حين أن ناخبي بقية الأحزاب من الذين يتبنون موقفا معارضا .

وتؤكد نتائج هذا الاستطلاع أن أغلبية التشيك لديهم شعور بأنه لا يتم إطلاعهم بشكل كافي حول وضع الرادار بدليل أن 66 بالمائة من التشيك قالوا بان لديهم نقصا في المعلومات بينما 25 بالمائة فقط أن لديهم معلومات كافية. ويتزامن الإعلان عن نتائج هذا الاستطلاع الجديد مع عقد مفاوضين تشيك وأميركيين الآن جولة جديدة من المفاوضات في براغ تستمر حتى غدا الجمعة بشان الاتفاقية المتعلقة بتنظيم وجود القوة الاميركية التي ستتواجد في تشيكيا .

ويسعى الاميركيون حسب بعض المصادر التشيكية إلى تحصين جنودهم والمدنيين الاميركيين الذين سيخدمون في القاعدة أمام القوانين التشيكية في حال ارتكابهم أفعال جزائية يعاقب عليها فيما يبدو أن التشيك يميلون الآن إلى منح الاميركيين حصانة داخل القاعدة فقط . ويتوقع رئيس الحكومة التشيكية مييريك توبولانيك الذي زار واشنطن في نهاية الشهر الماضي أن يتم التوقيع على الاتفاقيتين اللتين ستنظمان وضع القاعدة والقوة الامريكية فيها بداية نيسان ابريل القادم أي بالتزامن مع قمة حلف الناتو المقررة في بوخارست غير أن المصادقة عليها ستكون في النهاية من اختصاص البرلمان الذي لا تمتلك فيه الحكومة الأغلبية إلا في حال دعم نواب من الذين انشقوا عن الحزب الاجتماعي الديمقراطي المعارض لوضع القاعدة أو دعمها نواب من الحزب الاجتماعي من الذين لم ينشقوا .

وأمام واقعية هذا الخيار أعلن رئيس الحزب ييرجي باروبيك انه سيقترح على قيادة حزبه اتخاذ قرار ينص على عدم ترشيح النواب عن هذا الحزب في الانتخابات القادمة على لوائح الحزب في حال تصويتهم في البرلمان الحالي لصالح وضع الرادار الاميركي في تشيكيا .

يذكر أن رئيس الحكومة التشيكية كان قد أكد انه لن يكون هنالك من معنى لوضع الرادار في تشيكيا في حال عدم وضع القاعدة الصاروخية الاعتراضية في بولندا المجاورة أما الآن فقد بدت تظهر أراء داخل الحكومة بينها رأي نائب رئيس الحكومة للشؤون الأوربية الكسندر فوندرا تقول بأنه في حال عدم وضع القاعدة الصاروخية في بولندا فان ذلك لن يؤثر على موضوع وضع الرادار لان الصواريخ يمكن أن توضع على سفن حربية مما يعني أن قيادات براغ ماضية في توجهها لوضع الرادار مهما كانت الظروف المحيطة ومهما كانت معارضة المواطنين لهذا الأمر الحساس .