أسامة مهدي من لندن، واشنطن، وكالات: قالت القوات الاميركية في العراق ان الفي عسكري من الجنود المظليين المنتسبين للواء الثاني التابع للفرقة الجوية 82 يستعدون حاليا لمغادرة العراق و العودة إلى قاعدة براغ في ولاية نورث كارولينا خلال اسابيع قليلة في حين ستغادر في تموز (يونيو) المقبل ثلاثة فرق عسكرية اخرى .

واضافت القوات في بيان ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; اليوم ان جنود اللواء الثاني هذا كانوا قد ارسلوا إلى العراق في أوائل شهر كانون (الثاني) يناير 2007 ليصبحوا القوة المتقدمة لقيادة العمليات حيث كان اللواء وقتها ضمن القوات التي تم إرسالها إلى العراق في إطار خطة الرفع من عدد القوات في ساحة المعركة. و قال الجنرال جيفري هاموند قائد الفرقة المتعددة الجنسيات- بغداد بأن جنود اللواء الثاني أنشئوا قاعدتين متقدمتين في بغداد quot;وعليه فقد استطاعوا العيش والعمل في مناطق سكن و عمل و تجمع العراقيين وساهم هذا بشكل كبير في تحسين مستوى الأمن في منطقة الأدهمية منذ ايلول ( ديسمبر) عام 2006 حيث انخفض عدد الهجمات التي تشهدها هذه المنطقة خلال الشهر الواحد إلى حوالي 15 هجوما مقارنة ب 465 هجوما quot; كما اشارت القوات في بيانها .

واضاف الجنرال هاموند قائلا quot; لقد نفذ جنود اللواء الثاني العديد من مشاريع إعادة البناء وصلت قيمتها الإجمالية إلى حوالي 30 مليون دولار أميركي و شملت عمليات ترميم و تجديد مدارس، و تصليح مضخات مائية و مولدات الطاقة الكهربائية، و عمليات جمع الأزبال، و تقديم قروض صغيرة، و إعادة إحياء أسواق و مراكز الباعة الأمر الذي ساهم في تحسين الظروف المعيشة و مستوى الأمن لسكان شمال شرق العاصمة بغداد.quot;

وبمغادرة جنود اللواء الثاني للعراق يكون عدد فرق القوات الأميركية التي تعمل في العراق قد انخفض الى 18 بدل 19 فرقة . و من المقرر أن تغادر ثلاثة فرق إضافية خلال شهر (تموز) يوليو المقبل علما بأنه لن يتم تعويض اللواء الثاني الذي سيغادر حاليا.

وقال الكولونيل بيلي باكنر المتحدث باسم فيلق القوات المتعددة الجنسيات- العراق quot;تدل مغادرة اللواء الثاني العراق على التقدم الكبير الذي حققته قوات الأمن العراقية في مجال توفير الحماية و الأمن في وطنهم. كما أنه يدخل ضمن الجهود المستمرة لخفض عدد الفرق العسكرية الأميركية المتواجدة في العراق إلى 15 فرقة و التي كان قد أشار إليها سابقا قائد القوات المتعددة الجنسيات-العراق.quot; يذكر ان هناك حوالي 160 الف عسكري اميركي في العراق منذ الحرب فيه ربيع عام 2003 وتم تعزيزهم بحوالي 3 الاف و500 اخرين مطلع العام الماضي لدى بدء تطبيق خطة فرض القانون في العاصمة العراقية .

وامس اكد رئيس اركان الجيوش الاميركية الاميرال مايكل مولن معارضته برنامجا زمنيا لسحب الوحدات من العراق بناء على اقتراح اعضاء في المعارضة الديموقراطية.
وفي مؤتمر مشترك مع وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس أعرب مولن عن قلقه حيال اي انسحاب من شأنه التضحية بالتقدم الذي احرز في العراق، موضحا انه أيا كان الاتجاه الذي ستسلكه الادارة الجديدة, فإنه سيدرس المسألة ويقدم توصياته وعلى الرئيس الجديد اتخاذ قراره .

وفي السياق نفسه، أعلن الجنرال مارك هيرتلينغ، قائد القوات الاميركية في شمال العراق أن بلاده قد تضطر لوقف خططها لسحب قوات من العراق إلا إذا أسرعت السلطات العراقية بتوفير وظائف وتحسين الخدمات الأساسية وهو الامر الذي سيحافظ على تحسن الوضع الامني على حد قوله. هيرتلينغ الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي عقده في تكريت أعرب عن اعتقاده ان كبير اساقفة الكلدان الكاثوليك المطران بولس فرج رحو اختطف للمطالبة بفدية، مبديا مخاوفه من امكانية قتله من دون أن يستبعد ضلوع تنظيم القاعدة في العملية.

سفير أميركا لدى العراق يعتزم التقاعد في يناير

يعتزمالسفير الأميركي لدى العراق ريان كروكر مغادرة بغداد في يناير كانون الثاني قبل قليل من الموعد المتوقع لرحيل الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الأميركية حسبما قالت صحيفة واشنطن بوست. وأضافت الصحيفة أن كروكر وهو دبلوماسي مخضرم يعتزم التقاعد ويريد مغادرة منصبه في العراق بحلول منتصف يناير قبل أن تتولى ادارة جديدة السلطة في واشنطن. وقال كروكر في رسالة بالبريد الالكتروني الي الصحيفة quot;أنا مستعد للبقاء في بغداد حتى أوائل 2009 عندما أنوي التقاعد... ذلك سيعني بقائي عامين في العراق و37 عاما في العمل الدبلوماسي .. وهذا يكفي.quot;

وكان مجلس الشيوخ الاميركي قد صدق على تعيين كروكر كسفير للولايات المتحدة لدى العراق في مارس اذار 2006 . وذكرت تقارير صحفية في وقت سابق من هذا العام ان بتريوس مرشح لتولي منصب القائد الأعلى لقوات حلف شمال الاطلسي وقد ينتقل الي مقر الحلف قبل أن يتولى الرئيس الاميركي الجديد منصبه في العشرين من يناير.

وقالت الصحيفة ان خبراء في شؤون العراق قلقون من الرحيل شبه المتزامن لكروكر وبتريوس الذي ينسب اليه الفضل في تحقيق أهم تقدم أثناء الوجود الاميركي في العراق الذي مضى عليه خمس سنوات. ولقي بتريوس إشادة لتنفيذه استراتيجية جديدة لمكافحة المسلحين في العراق يقول مسؤولون اميركيون انها لعبت دورا كبيرا في انخفاض العنف هناك العام الماضي.