البيت الابيض لا يستبعد مرحلة من النمو السلبي في الاقتصاد الاميركي وبوش يقول أنه يمر بفترة quot;صعبةquot;
واشنطن: السباق الديمقراطي نحو اختيار مرشح الرئاسة لن ينتهى قريبا ، هذا ما أكده الناخبون فى أخر جولة من جولات الانتخابات التمهيدية التى تمت حتى الآن، والتي عقدت في الرابع من مارس الجارى فى أربع ولايات أميركية ndash; والتى كان أهمها ولاياتى أوهايو Ohio وتكساس Texas. حيث استطاعت المرشحة هيلارى كلينتون Hillary Clinton تحقيق فوزا صعبا فى ثلاث ولايات هى أوهايو Ohio وتكساس Texas ورود أيلاند Rhode Island ، بينما استطاع المرشح باراك أوباما Barack Obama تحقيق النصر فى ولاية فيرمونت Vermont. على الجانب الأخر حسم السباق الجمهورى لصالح المرشح جون مكين John McCain بعد أن انسحب من السباق اقرب منافسيه المرشح مايك هوكابىMike Huckabee .

لماذا انتصرت هيلارى؟
اهتم مجلس الشئون الخارجية Council on Foreign Relation برصد أهم الأسباب التى أدت إلى توقف سلسلة الانتصارات التى حققها المرشح باراك أوباما Barack Obama على مدار الفترة الماضية ، هذا الانتصار جعل هيلارى كلينتون Hillary Clinton وأعضاء حملتها يتنفسون الصعداء بعد سلسلة الهزائم المتكررة التى منيت بها ، وأشار روبرت ماكماهون Robert McMahon - معد التقرير - إلى أن القضايا المتعلقة بالاقتصاد وفى القلب منها الحالة السيئة التى يمر بها الاقتصاد الأميركي واتفاقيات التجارة الحرة كانت فى قلب اهتمامات الناخب الأميركى فى الولايات التى تمت فيها هذه الجولة من الانتخابات.

وتعليقا على العوامل التى منحت المرشحة هيلارى كلينتون Hillary Clinton هذه الإنتصارات فى هذا الوقت الحرج لحملتها الانتخابية أكد التقرير أن هيلارى Hillary اتبعت إستراتيجية الهجوم على أوباما Obama وعلى مدى جاهزيته للتعامل مع الأزمات التى تواجه الأمن القومى الأميركى ، بسب قلة الخبرة السياسية التى يمتلكها للتعامل مع مثل هذه الأمور المعقدة ، التى تحتاج إلى شخصية سياسية ذات خبرة كبيرة للتعامل معها بفاعلية وكفاءة ، حيث ركزت هيلارى Hillary على قدرتها على القيام بوظيفتها المفترضة كقائد أعلى للقوات المسلحة إذا هى وصلت إلى المكتب البيضاوى.

الأصول اللاتينية ترجح كفة هيلارى
سبب آخر طرحته شبكة CBS وراء الفوز الذى حققته هيلارى كلينتون Hillary Clinton وأرجعته الشبكة ndash; فى تقرير بثته ndash; بصورة أساسية إلى أصوات الناخبين الأميركيين من أصول لاتينية ، حيث تتمتع هيلارى Hillary بنسبة تأييد كبيرة وسط هذه الشريحة مقارنة بمنافسها باراك أوباما Barack Obama. والمعروف أن هذه الشريحة الانتخابية ndash; كما يؤكد التقرير ndash; تمثل نسبة كبيرة من القوة التصويتية فى ولاياتى تكساس Texas وأهايو Ohio ، فاستطلاعات الرأى تؤكد أن هيلارى كلينتون Hillary Clinton تتمتع بتأييد 6 أصوات لاتينية من كل 10 أصوات ، بينما يتمتع أوباما Obama بتأييد 8 أصوات من الأميركيين ذوى الأصول الافريقية.

ولفت التقرير النظر إلى أن باراك أوباما Barack Obama قد استطاع أن يحظى ببعض الشعبية بين الأميركيين ذوى الأصول اللاتينية خصوصا بين جيل الشباب ، إلا أن هذه الشعبية لم تمكنه من هزيمة منافسته هيلارى Hillary.

أميركا والبحث عن رمز للأمة
وفى إطار سعى التقرير إلى استطلاع رأى الناخبين حول رؤيتهم للرئيس الأميركى القادم رصد التقرير أن هناك أصواتا تؤكد على أنهم يريدون رئيسا للولايات المتحدة يكون رمزا لتماسك الأمة الأميركية فى الداخل والخارج ، وليس فقط رئيسا يطرح مجموعة سياسات فى إطارا برنامجه الانتخابى ، ويكون قادرا على أن يوحد بين أطياف الأمة الأميركية وثقافاتها المختلفة ويضيق الهوة فيما بينها. وانطلاقا من هذه الرؤية أكد الكثير من الناخبين فى تكساس أنهم وصولوا إلى مرحلة يمكن فيها أن يدعموا أى مرشح بصرف النظر عن الجنس أو الديانة التى ينتمى إليها.

أوباما رجل الولايات الصغيرة.؟!
وفى سياق آخر أكد تحليل إخبارى أعده باتريك هايلى Patrick Healy ونشرته جريدة النيويورك تايمز New York Times على صفحاتها عقب إعلان فوز المرشحة هيلارى كلينتون Hillary Clinton انه بالرغم من أن المرشح باراك أوباما Barack Obama ما يزال يتمتع بعدد اكبر من المندوبين المؤيدين له إلا ن نتائج هذه الجولة من الانتخابات التمهيدية تؤكد انه يخسر فى الولايات الكبيرة لصالح منافسته الأبرز والأقوى هيلارى كلينتون Hillary Clinton. وفى هذا الخصوص يشير هايلى Healy إلى أن السباق الديمقراطى فى هاتين الولايتين ndash; فى إشارة إلى تكساس Texas وأوهايو Ohio ndash; كان بمثابة معركة حاسمة لباراك أوباما Barack Obama حيث كان يمثل بالنسبة له الفرصة فى القضاء على منافسته الأقوى فى إطار سعيه إلى الفوز بترشيح الحزب الديمقراطى ، هذا الترشيح الذى وصفه هايلى Healy بالترشيح التاريخى.

على الجانب الآخر لم تكن هذه الانتصارات التى حققتها المرشحة هيلارى كلينتون Hillary Clinton موجهة ضد منافسها أوباما Obama بقدر ما كانت بمثابة رسالة إلى الحزب الديمقراطى الذى كان ملتفا حولها فى البداية وداعما لها بشكل كبير ، ثم بدأ تدريجيا فى التحول إلى المرشح المنافس لها باراك أوباما Barack Obama. هذا فى الوقت الذى أصبح فيه الحزب فى حاجة إلى مرشح قوى يستطيع به مواجهة المرشح الجمهورى جون مكين John McCain الذى يكتسب كل يوم مزيدا من القوة فى الوقت الذى لم يستطع الحزب الديمقراطى حتى الآن حسم أسم مرشحه فى انتخابات نوفمبر الرئاسية القادمة.

هيلارى تشق صف الديمقراطيين
على صعيد مختلف لفت هايلى Healy الانتباه إلى انه فى أعقاب الانتصارات المتتالية ndash; عشر انتصارات ndash; التى حققها أوباما Obama على مدار الفترة الماضية ، أعطته زخما Momentum فى مواجهة منافسته هيلارى كلينتون Hillary Clinton ، وبالتالى اعتبر العديد من قادة الحزب الديمقراطى هيلارى كلينتون Hillary Clinton - عقب الانتصارات الثلاث التى حققتها مؤخرا - بمثابة عقبة فى طريق استكمال طريق الحزب إلى انتخابات نوفمبر القادمة ، باختيار مرشح قوى يستطيع مجاراة المرشح الجمهورى مكين McCain الذى أشار الكاتب بأنه بطل فيتنام والأقدر على حماية الأمن القومى.

أوباما ومعضلة الولايات الكبيرة
على الصعيد نفسه أشار هايلى Healy إلى أن مسالة حسم المرشح الديمقراطى لانتخابات الرئاسة القادم لن يكون بعدد الولايات التى يستطيع المرشح الفوز بها ، ولكن بالقوة التصويتية والانتخابية التى تمثلها هذه الولايات ، وبالتالى فان عدم قدرة أوباما Obama على حسم السباق لصالحه فى الولايات الكبرى - باستثناء ولايات ميسورى Missouri وولاية ويسكونسن Wisconsin وولاية مينيسوتا Minnesota وولاية الينوى Illinois ndash; يضع العديد من علامات الاستفهام حول قدرته على منافسة المرشح الجمهورى مكين McCain إذا هو استطاع الفوز بترشيح الحزب الديمقراطى على حساب هيلارى كلينتون Hillary Clinton.

هذا الأمر خلق العديد من الهواجس لدى بعض الديمقراطيين ، وخصوصا وان تجارب الانتخابات الرئاسية الماضية أكدت على أن ولايات ذات قوة تصويتية كبيرة مثل فلوريدا Florida وأوهايو Ohio يجب أن يتم الفوز بهما فى الانتخابات الرئاسية إذا أراد الحزب ضمان الفوز بمقعد الرئاسة.

معادلة المندوبون المعقدة: مستقبل هيلارى على المحك
من جانبها ركزت صحيفة الواشنطن بوست Washington Post على الدور الكبير الذى يمكن أن يلعبه المندوبون فى الاختيار الديمقراطى خصوصا فى هذا الوقت الحرج من جولات الانتخابات التمهيدية ، حيث أشار التقرير الذى اعد كل من بيتر بيكر Peter Baker وآن كورنبلوت Anne E. Kornblut إلى انه بالرغم من أن المرشحة هيلارى كلينتون Hillary Clinton استطاعت أن تعيد زمام المبادرة لحملتها الانتخابية عقب الانتصارات الأخيرة التى حققتها ، إلا أن معادلة المندوبون الصعبة ماتزال تمثل تحديا كبيرا فى سبيل سعيها للفوز بترشيح الحزب الديمقراطى فى الانتخابات الرئاسية. ولفت الكاتبات الانتباه إلى أن المندوبون السوبر superdelegates يمثلون تحدى هام وكبير لمستقبل هيلارى كلينتون Hillary Clinton كمرشحة للحزب الديمقراطى ، فهناك ndash; كما يشير التقرير ndash; ما يقرب من 800 مندوب سوبر لهم الحق فى التصويت لمن يشاءون من المرشحين سواء كان باراك أوباما Barack Obama أو هيلارى كلينتون Hillary Clinton.

وانطلاقا من هذه الحقيقة يعتمد أعضاء فريق الحملة الانتخابية لهيلارى كلينتون Hillary Clinton على إستراتيجية quot;Buyer's Remorsequot; والتى تقوم بصورة أساسية على إثارة العديد من الشكوك حول قدرة سيناتور ولاية الينوى Illinois باراك أوباما Barack Obama

من خلال مزيد من الهجوم عليه وعلى عامل ضعف الخبرة السياسية لديه خصوصا فيما يتعلق بمسائل الأمن القومى والسياسية الخارجية ، وصولا إلى إقناع المندوبون السوبر بان هناك مخاطرة كبيرة إذا هم صوتوا لصالح أوباما Obama.

ولكن فى الوقت نفسه رصد التقرير انه إذا كان من السهل على هيلارى كلينتون Hillary Clinton أن تفوز بتأييد المندوبين السوبر فانه من الصعب عليها أن تتغلب على باراك أوباما Barack Obama فى الحصول على تأييد المندوبين العاديين المحتملين Pledged Delegates والذين يتم اختيارهم بواسطة الناخبين الديمقراطيين ويكونوا ملتزمين بالتصويت لمرشح معين. وبالنسبة لهذه الشريحة من الناخبين فان التقرير لفت الانتباه إلى أن هيلارى كلينتون Hillary Clinton فى حاجة إلى الفوز بنسبة 60% من الأصوات فى الانتخابات التمهيدية التى ستجرى فى الفترة القادمة وحتى السابع من يونيه القادم ، حتى تستطيع مجاراة أوباما Obama. وبالنظر إلى نتائج الانتخابات التمهيدية التى عقدت خلال الفترة الماضية فان هناك صعوبة أمام حملة هيلارى Hillary الانتخابية فى تحقيق مثل هذا النسبة ، وما يزيد الأمر الصعوبة ان أعضاء فريق الانتخابى لهيلارى Hillaryيتوقعون أن تمنى بخسارة فى الجولة القادمة من الانتخابات التمهيدية التى ستجرى فى ولاية وايومى Wyoming فى الثامن من مارس الجارى ، وكذا الأمر فى انتخابات ولاية Mississippi يوم الثلاثاء الموافق 11 مارس ، ولكنهم فى نفس الوقت يأملوا فى أن تكون الانتخابات التمهيدية التى ستجرى فى ولاية بنسلفانيا فى الثانى والعشرين من ابريل القادم تكون فرصة لاستعادة هيلارى Hillary لقوتها أمام أوباما Obama.


جون ماكين وقرب حلم الرئاسة

في الجهة المقابلة وبعد فوز جون سيدني ماكين الثالث John Sidney McCain III السيناتور عن ولاية أريزونا ببطاقة حزبه الجمهوري لخوض الاستحقاق الرئاسي القادم المقرر في نوفمبر المقبل، استقبله الرئيس الأميركي جورج بوش في البيت البيض وأعلن دعمه الكامل له. وفي حال فوزه بمنصب الرئاسة، سيناهز عمره في يناير 2009 سن الـ72. وبذلك يُعتبر أكبر الرؤساء الأميركيين سناً، وأكبر بعامين عن رونالد ريجان عندما تولى الرئاسة عام 1981.


الكثير من التحليلات داخل الولايات المتحدة الأميركية تقلل من فرص فوز ماكين؛ لتقدم سنه، إلا أن ماكين يستعين في أغلب الأحيان بوالدته ذات التسعين ربيعاً في الكثير من خطاباته؛ ليدلل أن تقدم العمر ليس مبرراً لانتقاده، فتروي والداته أنها تعتمد علي نفسها في كل شيء ولا تحتاج لمساعدة أحد في إشارة علي أن الحيوية والعمل والنشاط هما معيار التقييم وليس العمر. فضلاً عن أن الكثير من الجمهوريين المحافظين لا يزالون يصفون ماكين بأنه ليبرالي وأن له آراء مختلفة بشأن الهجرة وخفض الضرائب ولا يُعبر عنهم.

النشأة في كنف عائلة عسكرية
ولد ماكين McCain في 29 أغسطس عام 1936 لأسرة عسكرية، فجده قاد أسطول الحاملات ضد اليابان في الحرب العالمية الثانية. ووالده كان قائداً لغواصة من الطراز الأول في الحرب العالمية الثانية، وقائد قوات الهادئ في حرب فيتنام.

كان لتلك الخلفية العسكرية جل التأثير عليه، فماكينMcCain طيار سابق بالبحرية الأميركية، وأستاذ بكلياتها. لكنه رفض الاستمرار في التدريس وفضل المشاركة في حرب فيتنام، وتعرض خلال تلك الحرب لأكثر من مخاطرة كادت تودي بحياته بعد أن تم أسره لمدة خمس سنوات ونصف، قضي منهم عامين في الحبس الانفرادي.

وابن ماكين McCain جندي ضمن القوات الأميركية في العراق. ولطالما دافع سناتور أريزونا عن الحرب في العراق، رغم انتقاده طريقة إدارتها. فقد عارض بشكل مباشر وزير الدفاع الأسبق دونالد رامسفيلد، وطالب باستقالته ويقول ساخرا quot; على الجيش الأميركي أن يبقى في العراق 100 عام إذا اقتضى الأمرquot;.

خدمة عسكرية محفوفة بالمخاطر
كانت حياة ماكين العسكرية حاملة باللحظات الخطيرة، فقد تعرض للموت عدة مرات، منها خلال تواجده في قاعدة فورستيل Forrestal الأميركية بخليج تونكين Tonkin فبينما كان طاقم البحرية يستعد لشن عدداً من الهجمات أُطلق صاروخ من طراز زوني Zune من طائرة فانتوم عن طريق الخطأ الذي اصطدم بطائرته بينما كانت تستعد للإنطاق ، وقد أدي ذلك إلي تدمير مخزن الوقود بالطائرة مما أدي إلي إسقاط الطائرة لقنبلتين، غير أن ماكين تمكن من الهروب من الطائرة. وبعد 90 ثانية انفجرت احدي القنبلتين تحت الطائرة مما أدي إلي إصابة ماكين في قدمه وصدره واشتعال النيران لتقضي على 132 جنديا من المارينز وإصابة 62 آخرين وتدمر مالا يقل عن 20 طائرة.

وبعد يومين من الحادث قال ماكين لصحيفة نيويورك تايمز quot; من الصعب أن أروي ما حدث ولكني الآن وقد رأيت الدمار الذي أحدثته القنبلة فإنني لست متأكدا من إنني أريد أن أسقط تلك القنابل علي فيتنام الشماليةquot;.

ويقول في مذكراته التي تحمل عنوان quot; إيمان آبائيquot; Faith of My Fathers عن أحد المواقف التي تعرض لها خلال مهمته الـ 23 في شمال فيتنام في 26 أكتوبر 1967، عندما كان يحلق وسط نيران مدفعية كثيفة فوق هانوي، وهو على وشك إلقاء قنبلة على أحد الأهداف، سمع إشارة بأن صاروخاً أطلقته القوات الفيتنامية الشمالية سيصطدم بطائرته: إنه كان يجدر به أن ينطلق مسرعا لتفادي الصاروخ، لكنه انطلق مباشرة، مدفوعاً بعناده أو بنوع جنوني من الشجاعة، وضغط على زر القنبلة في الوقت الذي نسف فيه الصاروخ الجناح الأيمن من الطائرة وبسبب قوة القذف من طائرته المترنحة، كسرت ساقه اليمنى وذراعاهquot;. وبعدما هبط بالمظلة في بحيرة وسط هانوي، حطم أحد عناصر الحرس الفيتنامي الشمالي كتفه بعقب بندقية وطعن كاحله وفخذه بحربة.

وعلي الرغم من أن إصابته كانت شديدة إلا أن الفيتناميين رفضوا معالجته حتى يعطيهم معلومات عسكرية، وتعرض لتعذيب شديد من قبل الحرس الفيتنامي، لعدم إعطائهم إلا اسمه ورقمه وتاريخ ميلاده ورتبته. وبعدما علموا أنه ابن قائد العمليات العسكرية الأميركية ضدهم، تعرض للضرب المستمر من الحراس في محاولة منهم لجعله ينهار.

وجراء شدة التعذيب الذي أوصله إلي اليأس، حاول ماكين McCain الانتحار، حيث صعد على سلة المهملات في زنزانته وحاول أن يشنق نفسه بربط قميصه بمصراع النافذة ولفه حول عنقه. وقبل أن يركل السلة، أوقفه الحراس. ولكنه عاد مرة أخرى وحاول الانتحار ولكن بطريقة أقل حماسة.

وعلى الرغم من توقيع اتفاقيات باريس للسلام في 27 يناير 1973 لتنهي الحرب الأميركية في فيتنام، أخذت عملية عودة الأسرى وقتاً طويلاً وأطلق سراحه من الأسر في 15 مارس من نفس العام

حياة زوجية متذبذبة
اتسمت حياة ماكين الزوجية بالتذبذب، فقد تعددت حالات الارتباط والطلاق، ففي عام 1964 كان ماكين علي علاقة مع عارضة أزياء من فلادليفيا تُدعى كارول شيب Shepp Carol وكان كلاهما قد عرف الأخر في أنابوليس، لكنها تزوجت من أحد زملاءه ثم تطلقت منه وتزوجها في 3 يوليو عام 1965 وتبنى أبناءها الاثنين دوج Doug وإندي Andy ثم رزق ماكين McCain وكارول Carol بطفلة اسماها سيندي cindy في سبتمبر 1966.

لكن لم يصمد زواجه الأول أمام الشعور بالغربة والإجهاد اللذين ظهرا عليه عند عودته من الأسر فعاش ماكين مع زوجته وأولاده رغم انفصاله عن زوجته.

وفي 1979 وخلال حفل استقبال له في هاواي قابل سيندي لوي Cindy Lou Hensley وريثة شركة للجعة وتزوجها في 17 مايو عام 1980 . وحاليا هو أب لسبعة أولاد ثلاثة منهم بالتبني.


حرب الشائعات
في الانتخابات الرئاسية التمهيدية عام 2000 شن مجموعة من الجمهوريين الذين أرادوا وقفه عن حملته للتفرغ لدعم الرئيس بوش حملة شائعات ضده. فقد شاعوا أن الجنون أصابه لأنه أمضي فترة غير قليلة في الأسر تعرض خلالها للتعذيب، وذلك بسبب غضبه السريع.

ورداً علي تلك الشائعات عرضت حملة ماكين الانتخابية وقتها على الملأ سجلاته الطبية التي أظهرت أنه أصيب بتضخم البروستاتا، وأنه كان يجد صعوبة في رفع ذراعيه اللذين تعرضا مرارا للكسر خلال الأسر، لكن مجموعة من الأطباء النفسيين في البحرية الأميركية الذين أخضعوه للفحوص طوال سنوات بعد الإفراج عنه، اعتبروا أن عقله سليم جداً.

وسبق لماكين أن فاز عام 2000 بالانتخابات التمهيدية في نيوهامشير قبل أن يخسر بعد ذلك أمام جورج بوش Georg W.
Bush خلال الانتخابات التمهيدية في كارولينا الجنوبية، وينسحب من السباق.


بوش يرد الجميل
ورداً للجميل أعلن بوش Bush تأييده لماكين قبل نهاية السباق الجمهوري علي بطاقة الحزب لانتخابات الرئاسية ووصفه بأنه quot;محافظ حقيقيquot;، وقال عنه quot;إنه صلب جداً في مواضيع الدفاع الوطني، ومتشدد في مجال الضرائب، ومقتنع بأن خفض الضرائب يجب أن يتواصل، وهو معارض للإجهاضquot;.

وفي انتخابات 2004 عرض جون كيري John Kerry المنافس الديمقراطي لبوش Bush في انتخابات الرئاسة علي ماكين McCain، الذي يُعد من أشهر الساسة الأميركيين وأكثرهم نفوذاً، أن يكون مرشحه لمنصب نائب الرئيس بسبب ما اكتسبه من احترام الكثير من الديمقراطيين والمستقلين في مواجهة جورج بوش Georg Bush وديك تشيني Dick Cheney ، ولكن ماكين McCain رفض عرض كيري، وأعلن دعمه الكامل لبوش Bush؛ مما دفع كيري Kerry للتحول إلى جون إدواردز john Edwards الذي انسحب من السباق الرئاسي مؤخراً بسبب النتائج المتواضعة التي حققها.


ماكين يفقد تأييد المحافظين
بالرغم من تأييده الثابت لسياسة الرئيس الحالي جورج بوش Georg Bush بشأن العراق ولاسيما إستراتيجية إرسال تعزيزات عسكرية الي هذا البلد التي بدأ تنفيذها في يناير 2007، ومواقفه المحافظة في المواضيع الاجتماعية كالإجهاض وزواج الشواذ جنسياً، إلا أن ماكين McCain لا يحظى بتأييد الجناح الأكثر تطرفاً بين محافظي حزبه. فتأخذ عليه القاعدة الجمهورية، ولاسيما الإنجيليين ومراقبين محافظين نافذين هذا quot;الابتعادquot; عن خط الحزب.

وماكين معارض قوي لحق الإجهاض لكن تقاعسه عن تأييد التعديل الدستوري الذي يحظر زواج الشواذ جنسيا وتأييده لأبحاث الخلايا الجذعية المأخوذة من أجنة، من بين الهرطقيات السياسية التي لا يستطيع بعض المحافظين الإنجيليين أن يغفروها له.

ومع إعلان جيمس دوبسون James Dobson مؤسس جماعة التركيز على العائلة المحافظة Focus on the Family أنه لن ينتخب ماكين، يقول محللون أن إقبال الإنجيليين على التصويت أو عدم إقبالهم سيكون حاسما في انتخابات الرابع من نوفمبر المقبل. فينظر على نطاق واسع الي أن تصويت الطائفة الإنجيلية لجورج بوش كان العامل الحاسم في انتخابه مرتين للبيت الأبيض.

وفي هذا الصدد، يقول توني بركينس Tony Perkins رئيس مجلس بحوث الأسرة Family Research Council وهي جماعة ضغط محافظة لها علاقات قوية بالإنجيليين quot;أي شيء دون الارتباط بشكل كامل بالقاعدة الإنجيلية وحشدها سيعني كارثة بالنسبة للمرشح الجمهوري.quot; وتابع قائلا quot;الإنجيليون لا يقدمون أصواتهم وحسب. أنهم يتطوعون ويعملون في حملات الدعاية. فمنهم من يتطوع بإجراء الاتصالات الهاتفية وتوزيع المطبوعات الانتخابية.quot;

وفي النهاية يمكن القول أن الانقسامات السياسية الآخذة في التزايد في صفوف الطائفة الإنجيلية الأميركية التي كانت متحدة قد تضر بفرص الحزب الجمهوري في السباق إلي البيت الأبيض. فالإنجيليون يشكلون حوالي خمس السكان في الولايات المتحدة ويشكلون طبقا للمسوح التي أجراها مركز بيو ثلث القاعدة الانتخابية للجمهوريين على الأقل مما يعطيهم نفوذاً في الحياة السياسية. لكن تظل أصوات الإنجيليين الجمهوريين منقسمة، ويرجع ذلك بدرجة كبيرة الي وجود مايكل هوكابي المتمسك بالاستمرار في السباق الانتخابي على العديد من نظرائه السابقين.