لندن: ركز عدد من الصحف البريطانية الصادرة صباح الاحد على تداعيات ما بعد الهجوم على المعهد الديني اليهودي في القدس الغربية، وعلى مواضيع تتعلق بمقاومة الإرهاب والتصدي للتطرف ودور ايران في تدريب عناصر من حماس.

صحيفة quot;الأوبزرفرquot; نشرت موضوعا بعنوان quot;المستوطنون يتعهدون بالانتقام لمذبحة القدسquot; بقلم مراسل الصحيفة في القدس توني ألوغلن.

يقول الكاتب إن حركة الاستيطان اليهودي اليمينية المتطرفة تخوض مواجهة جديدة ضد حكومة ايهود اولمرت، بدعوى أن قتل عدد من الطلاب اليهود في معهد ديني في القدس قبل أيام كان يستهدفهم موجها لهم في الأساس، وقد quot;تعهدوا ببناء مستوطنة غير شرعية في الضفة الغربية مقابل كل يهودي من الطلاب الثمانية الذين قتلوا في الهجومquot;.

ويضيف المقال أن من المعروف أن اسرائيل تتعرض لضغوط شديدة من جانب حليفتها الكبرى الولايات المتحدة، لكي توقف بناء المستوطنات غير الشرعية في الضفة الغربية، غير أن الحكومة الاسرائيلية تجد صعوبة في وقف بناء مستوطنات جديدة بسبب quot;القوة الانتخابية المعتبرةquot; التي يتمتع بها المستوطنون.

لكن الأمر لا يقتصر، كما يقول الكاتب، على موقف اليهود المتدينين بل وقد امتد أيضا إلى اليهود العلمانيين.

وينقل عن البروفيسور افرايم يار من مركز تامي شتاينميتز لأبحاث السلام الذي يجري استطلاعا شهريا بشأن موقف الاسرائيليين من السلام، قوله إنه quot;سيكون هناك تأثير مضاد قوي للغايةquot;، ثم يستدرك قائلا إن quot;الغضب في اوساط اليهود العلمانيين سينحسر خلال شهر، مع افتراض عدم وقوع هجمات مماثلquot;.

مشكلة التطرف والارهاب
في باب الرأي تنشر quot;الأوبزرفرquot; أيضا مقالا بقلم إد حسين تحت عنوان quot;العرب يوضحون لنا كيف نواجه التطرفquot;. المقال مخصص لاستعراض التجربة الشخصية للكاتب في المشاركة في الحوار الذي استضافته العاصمة القطرية الدوحة مؤخرا حول الإسلام والتطرف.

ويقول الكاتب إن مذيع تليفزيون بي بي سي تيم سباستيان كان يدير الحوار الذي شارك فيه أكثر من 400 شخص بينهم مسلمون جاءوا من بلدان بعيدة مثل أميركا والهند.

وقد فوجئ الكاتب بوقوف داعية مسلم شاب هو معتز مسعود، وهو مصري يعيش في الدوحة، لكي يعلن بوضوح ادانته للعمليات الانتحارية ويقول إنها quot;حرامquot; في الإسلام.

ويعلق الكاتب بان معتز quot;فعل ما لا يجرؤ كثير من الدعاة المسلمون على القيام به مغامرا بشعبيته ومخالفا للإجماع السائد في العالم العربي حول quot;الشهادةquot; وquot;الشهداءquot;.

ويضيف الكاتب أن المفاجاة الثانية بالنسبة له جاءت عندما صوت 70.4 في المائة من الحاضرين بالموافقة على أن المسلمين فشلوا في مقاومة التطرف.

ويتطرق الكاتب إلى موضوع السماح لأصحاب العقائد الأخرى في بلدان الخليج والجزيرة العربية بحرية العبادة مشيرا إلى أن اول كنيسة للمسيحيين في الدوحة يكاد ينتهي العمل في بنائها، وأن هناك كنائس في الكويت ودبي واليمن، وربما تلحق السعودية بالركب وتسمح بوجود كنائس كما تسمح الدول الأوروبية بوجود مساجد.

أما لب المقال فهو أنه بينما يعكس هذا التطور رغبة المسلمين العرب في الاصلاح، فإن مسلمي بريطانيا (الذين يعد الكاتب واحدا منهم) يقاومون التغيير، بل quot;يعلنون شيئا في العلن، ويضمرون شيئا آخر في السرquot; كما يقول.

ويطالب الكاتب هؤلاء بأن يقتفوا أثر الذين اجتمعوا في قطر، ويعترفوا علانية بوجود مشكلة تطرف وبأن التطرف هو نواة الارهاب حسب قوله.

معالجة الجهاديين
صحيفة quot;الأوبزرفرquot; نشرت تحقيقا خاصا بعنوان quot;السعوديون يقدمون علاجا رائدا للجهاديين السابقينquot;.

يتناول المقال أحدث محاولة تبذلها السلطات السعودية لمقاومة الارهاب والتعامل مع quot;الجهاديين السابقينquot; من خلال مؤسسة للعلاج واعادة التأهيل، تتولى quot;اجتثاث الأفكار المتطرفةquot; من اذهان الطلاب والشباب الذين كانوا قد انضموا في السابق لجماعات متشددة.

يتولى العمل في هذه المؤسسة عدد من الأطباء النفسيين وعلماء الاجتماع ورجال الدين، ويقيم داخل المؤسسة العلاجية أكثر من 700 نزيل.

وقد غادر بعضهم المؤسسة أخيرا وهم يشعرون بتغيير كبير كما يذكر التحقيق.

ويشمل برنامج اعادة التأهيل محاضرات في الدين الاسلامي تركز على مفاهيم محددة تصحح المفاهيم المغلوطة التي كان يتبناها الشباب من النزلاء، ترتبط بما يعرف بـ quot;الفكر التكفيريquot;.

يقول الشخص الذي يتولى الجانب الفني في العلاج إن كثيرا من هؤلاء الشباب لديهم أيضا مفاهيم محددة تتعلق بالتعامل مع الصور التليفزيونية، ويقدم لهم البرنامج التعليمي الذي يخضعون له صورا أخرى مختلفة.

ويضيف أن معظمهم ينتمون إلى عائلات ثرية، وليست لديهم خلفية دينية، وإن بعضهم ارتكب quot;المعاصيquot; وكان لابد بالتالي التكفير عنها حسبما أفهمهم الذين قاموا يتجنيدهم في الماضي.

وهناك ايضا عدد من المشاكل الاجتماعية والنفسية التي كشفت الأبحاث التي أجرتها المؤسسة عن وجودها مثل الفشل في العثور على عمل مناسب، وتوتر العلاقة مع الآباء، وعدم الانتماء، والتطلع بالتالي إلى الانتماء لكيان يقدم لهم بديلا شاملا.

بعض هؤلاء النزلاء الذين يمرون بتجربة اعادة التأهيل جاءوا من غوانتنامو، بعد اعتقالهم في أفغانستان. وقد قضى احدهم، ويدعى عبد الله 6 سنوات في المعتقل الأميركي.

يقول عبد الله إنه خرج من غوانتنامو وهو يكن كراهية شديدة للأميركيين. اما الآن، فهو يعيش في السعودية ويحب أن يفكر في الأمر على أنه quot;لم يعد له شأن بالأميركيين ولا شأن للأميركيين بهquot;.

ومنهم أيضا الذين اعتقلتهم السلطات السعودية أثناء محاولتهم التسلل إلى العراق. ويقول أحدهم، ويدعى محمد الفوزان، إنه تأثر بالصور التي تعرض على شاشة التليفزيون quot;للعنف الأميركي في العراقquot;.

وقد خضع للبرنامج العلاجي التعليمي وعاد أخيرا إلى وظيفته في وزارة المواصلات كما يقول تحقيق الصحيفة، وقدمت له سيارة هدية، وتقدم لخطبة فتاة، وستدفع الحكومة السعودية له قيمة المهر.

يقول الفوزان: quot;أعرف الآن أنني لم افهم الاسلام والجهاد، إنني لازلت أهتم بما يجري في العالم، ولكن الأمور السياسية من مسؤولية الحكومات ولا يجب أن أتدخل. إنني جندي من جنود الحكومة. يجب أن اطيع ما تصدره هي ومن يمثلها من أوامر، وأن استجيب حتى لشرطة المواصلاتquot;.

إيران ومقاتلو حماس
تنشر صحيفة quot;الصنداي تايمزquot; تحقيقا بقلم ماري كولفن بعنوان quot;إيران وتدريب قوة حماسquot;، تقول فيه إن احد قيادات حركة حماس اعترف بأن مئات من المقاتلين التابعين للحركة سافروا إلى طهران، وانه بهذا قد اكد ما ظلت اسرائيل تردده منذ سنوات عن التعاون بين ايران وحماس.

وتصف كولفن القيادي الذي التقته بأنه quot;رجل في أواخر العشرينيات يبدو متماسكا بدرجة كبيرة، وذلك رغم القتال العنيف بين الاسرائيليين والفلسطينيين منذ عام 2000 وموت العشرات من زملائه المقاتلينquot;.

وتقول كاتبة التحقيق إن قيادي حماس أكد للمرة الأولى أن الحرس الثوري الايراني يتولى منذ سنتين تدريب رجاله في طهران، وإنه يقوم حاليا بصقل مهارات 150 مقاتلا آخرquot;.

ويضيف أن لدى حماس 15 ألف مقاتل، وإن الحركة ترسل أفضل ما لديها من عقول إلى ايران، وإنهم يقسمون هناك على القرآن بعدم الكشف عن أي تفاصيل تتعلق بتدريبهم في ايران تحت أي ظرف.

ويقول القيادي حسبما يورد تحقيق الصنداي تايمز إن هؤلاء quot;يعودون إلى الوطن وهم يعرفون أكثر مما نحتاج، مثل الامكانيات ذات التقنية الفائقة، والمعارف المتعلقة بالألغام الأرضية والصواريخ والقنص ووسائل القتال التي يتبعها مقاتلو حزب اللهquot;.