صنعاء: ليس هناك من لا يتمنى الخروج من السجن أكثر من اليمنيات اللاتي تقودهن أقدارهن إليه، فسواء تثبت إدانتهن أم براءتهن ، يضع مجرد دخولهن السجن، ولو ليوم واحد حياتهن فى مهب النبذ الاجتماعى كإعدام من نوع خاص غير معلن تبدد حال السجينة فى اليمن.

وشاع بين اليمنيين أن السجن للرجال، لكنه بالنسبة للمرأة جحيم تزكى ناره ثقافة العيب التى لازالت تتسبب فى إزهاق أرواح كثيرة.

وتدخل السيدة اليمنية السجن ورغم ما تبديه من ندم على ما اقترفته ونالت جزاءها بسببه، الا أنها ما أن تغادر حتى يتلقفها المجتمع بسياط الجلاد.

وكثير من السجينات اليمنيات بعد خروجهن من السجن يلجأن الى مراكز الإغاثة لرعاية المرأة في عدن جنوب اليمن كملاذ وملجأ، لأنهن أصبحن يمثلن وصمة عار لأسرهن حيث يخشين من اقدام أحد من أفراد أسرهن بقتلهن. وقالت مديرة المركز عفراء الحريرى ان هذه المخاوف وردت على لسان الكثيرات من النزلاء .

ويستقبل المركز منذ تأسيسه عام 2005 حوالى 48 امرأة من السجينات اللاتى يفرج عنهن، وفضلا عن إيواء السجينات المفرج عنهن، يقدم المركز برامج تأهيل تتضمن دروسا فى القراءة والكتابة، وتعليم بعض المهن الخفيفة، مثل الخياطة والتطريز وتزيين الشعر.

ولا تتوافر معلومات دقيقة عن عدد السجينات في السجون اليمنية وطبيعة أوضاعهن، ويقول اتحاد نساء اليمن أنه ترافع عن 810 سجينات، وساعد فى الإفراج عن 360 اخريات.

وكانت المخرجة اليمنية خديجة السلامي قد تطرقت إلى موضوع السجينات فى عمل فنى بعنوان ((السجينة أمينة))، وهو اسم فتاة كان حكم عليها بالإعدام، لكن الرئيس اليمنى على عبد الله صالح أمر في اللحظات الأخيرة، بوقف التنفيذ، بعدما أن أوضحت له السلامى أوجه القصور في إجراءات المحكمة.

وبحسب استبيان نفذه اتحاد نساء اليمن على عينة من السجينات فان العامل الاجتماعى لايزال يشكل سببا رئيسا فى وصول النساء إلى السجن.

وشكا أفراد العينة من وطأة الظروف الاجتماعية المتمثلة بالموروث الثقافى السلبى والعادات والتقاليد التى تميز بين الذكور والإناث، وتنحاز الى الذكور.

وأفادت نتائج الاستبيان بأن سجينات كثيرات لجأن إلى ممارسة سلوك منحرف، بسبب المعاملة القاسية من الأهل أو الأزواج، وبسبب الإهمال المتعمد لهن، وتفكك الروابط الأسرية وانهيار مؤسسة الزواج.