ناشفيل: اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش الثلاثاء انه لن يتخذ اي قرار من شأنه أن يؤثر على المكاسب quot;الضعيفةquot; التي تحققت في العراق عبر خفض عدد الجنود، وان الانتخابات الرئاسية لن تؤثر على قراره. وقال بوش في خطاب القاه في ناشفيل، في ولاية تينيسي الجنوبية، quot;اريد ان اطمئنكم - كما طمأنت عائلات العسكريين والجنود - بان التطورات السياسية لسنة 2008 لن تدخل في حساباتي، ان السلام الذي ستحمله السنوات المقبلة هو ما سأضعه في اعتباريquot;.

ولم يشر بوش الى المباحثات التي بدأت للتو في بغداد بهدف اقامة علاقة شراكة امنية طويلة المدى بين الولايات المتحدة والعراق بحلول تموز/يوليو، قبل وقت طويل من انتهاء ولايته في كانون الثاني/يناير 2009. واعترض الديموقراطيون على هذه المباحثات باعتبار انها ستقيد خليفة الرئيس، ولكن البيت الابيض والمسؤولين العراقيين يعتبرون التوصل الى اتفاق بهذا الشأن ضروريا لان تفويض الامم المتحدة للولايات المتحدة في العراق ينتهي بنهاية السنة.وقال بوش انه ينتظر توصيات كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين الاميركيين في نيسان/ابريل قبل ان يقرر بشأن مواصلة خفض عدد القوات الذي اعلن عنه بحلول تموز/يوليو.

ويأمل خصوم بوش الديموقراطيون في الاستفادة من الغضب الشعبي على الحرب للوصول الى البيت الابيض وتوسيع الاغلبية التي يتمتعون بها في مجلسي الشيوخ والنواب. ويعاني بوش من انخفاض شعبيته الى درجة متدنية جدا. وكان بوش قرر في كانون الثاني/يناير 2007 ارسال ثلاثين الف جندي اضافي الى العراق خلافا لتوقعات الاميركيين.

وفي ايلول/سبتمبر اعلن استدعاء خمسة الوية بحلول تموز/يوليو 2008، لاعادة عدد القوات الى 140 الفا، اي اكثر مما كانت عليه في كانون الثاني/يناير 2007. ويتعين على بوش ان يقرر ان كان سيستمر في سحب مزيد من القوات بعد تموز/يوليو ام يتوقف عن ذلك. ولم يشر بوش الى نواياه بهذا الشأن الثلاثاء.

لكنه اكتفى بالاشارة الى مشروع خفض القوات بحلول تموز/يوليو ونفى ان يكون للضغوط السياسية اي دور في تحديد عدد القوات في العراق المضطرب. وقال بوش quot;انهم (الجنود) لا يعودون الى الوطن لانهم مهزومون، او بسبب استطلاعات الراي او مجموعات الراي او لاسباب سياسية، انهم يعودون الى الوطن لاننا نحقق نجاحاتquot;.

وخطاب بوش امام مجموعة وسائل الإعلام الوطنية الدينية المحافظة هو الاول بين سلسلة من الخطب التي سيلقيها قبل التقييم الذي سينشره الجنرال ديفيد بترايوس والسفير راين كروكر مطلع نيسان/ابريل، كما قال البيت الابيض. وقال بوش quot;المكاسب التي تتحقق في العراق ضعيفة، ويمكن ان تعود الى الوراء، وهي هزيلة وهناك المزيد من العمل علينا القيام به. هذا العدو قادر على التكيفquot;.

واضاف بشأن توصيات الجنرال بترايوس والسفير كروكر quot;سادرس بعناية توصياتهماquot; بشأن مستوى القوات. وامر بوش بارسال 30 الف جندي اضافي الى العراق في كانون الثاني/يناير 2007 في ما عرف بانه زيادة في القوات. وقال quot;اني اؤمن بقوة ان زيادة القوات تعمل وكذلك العراقيون يعملونquot;، مشيرا الى تراجع اعمال العنف الطائفية والاخفاقات التي يسجلها اعضاء شبكة القاعدة الارهابية.

ودافع بوش عن قرار شن الحرب على العراق واسقاط نظام صدام حسين في آذار/مارس 2003. وقال بوش وسط عاصفة من التصفيق ان quot;قرار ازاحة صدام حسين كان القرار الصائب في وقت مبكر من فترة رئاستي، وسيكون الى الابد القرار الصائبquot;.

ولم يشر بوش الى مزاعمه قبل الحرب بامتلاك صدام لاسلحة دمار شامل وصلاته المزعومة بالقاعدة. وقال ان quot;الشعب العراقي بدأ يلمس ما يمكن ان تقدمه الحرية. لقد رأوا مخططات العدو. واختاروا ان يقفوا في جانب الحرية. واميركا تقف معهمquot;. وياتي خطاب بوش امام قاعدة تقليدية مؤيدة للجمهوريين مع احتلال المخاوف من دخول الاقتصاد الاميركي في مرحلة انكماش المرتبة الاولى في اعتبار الناخبين الاميركيين، قبل الحرب في العراق.