واشنطن: اعلن البيت الابيض الاربعاء ان لا احد في الادارة الاميركية يسعى الى الحرب مع ايران ولو ان الرئيس جورج بوش يحتفظ بكل الخيارات.وقالت الناطقة باسم البيت الابيض دانا بيرينو quot;لا احد في الادارة يشير الى اي شيء اخر غير المقاربة الدبلوماسية حول ايرانquot;.ونفت ان يكون الاميرال وليام فالون قائد العمليات العسكرية الاميركية في الشرق الاوسط ارغم على الاستقالة بسبب معارضته سياسة بوش حيال ايران.

البنتاجون ينفي أي تغيير في الموقف من طهران
قال وزير الدفاع الاميركي روبرت جيتس ان استقالة قائد القوات الاميركية في منطقة الشرق الاوسط الادميرال وليم فالون لا تعني تغييرا في سياسة واشنطن تجاه ايران.
وكانت فالون قد قدم استقالته الثلاثاء وسط انباء عن خلافه مع الرئيس الاميركي جورج بوش حول توجيه ضربة عسكرية إلى ايران.
واعلن وزير الدفاع الاميركي روبرت جيتس ان فالون طلب التقاعد وانه وافق على طلبه، واضاف ان الاستقالة تدخل حيز التنفذ اواخر هذا الشهر.
واعتبر جيتس التقارير الصحفية التي ربطت بين استقالة فالون وامكانية توجيه ضربة لايران quot;سخيفةquot;.
من جانبه اصدر الرئيس بوش بيانا شكر فيه فالون على جهود وقال quot;ان فالون خدم الشعب الاميركي اربعين عاما بشكل متميز ودخل التاريخ باعتباره اول ضابط بحرية يتولى منصب قيادة القيادة الوسطى في الجيش الاميركيquot;.
وكان فالون قد تولى منصب قائد قيادة القيادة الوسطى في الجيش الاميركي والتي تشمل العراق وافغانستان في شهر مارس/آذار من العام الماضي.
انا قلق من استقالة الادميرال فالون، فهي محاولة اخرى للقول ان التعبير عن وجهات النظر المستقلة والصريحة وذات الخبرة غير مرغوب بها من قبل هذه الادارة
وكانت مجلة quot;اسكوايرquot; الاميركية قد نشرت مقالا الاسبوع الماضي اشارت فيه الى خلاف فالون مع بوش بشأن سياسة الرئيس تجاه ايران وقالت ان فالون يعارض اللجوء الى الخيار العسكري للتعامل مع الملف النووي الايراني.
وقد اصدر فالون بيانا قبل سفره للعراق اشار فيه الى ان quot;التقارير الصحفية الاخيرة تحدثت عن خلافات في وجهات النظر بيني وبين الرئيس حول اهداف السياسة الخارجية الاميركية اضحت مثيرة للبلبلة في وقت حرج وتعيق الجهود في القيادة الوسطى للجيش الاميركيquot;.
الا ان ديفيد كرينجر رئيس تحرير المجلة التي نشر فيها فالون المقال قال ان مجلته مصرة بقوة على موقفها من صحة ومعنى المقال الذي كتبه الادميرال الاميركي.
واضاف ان استقالة فالون وما تلاها من تداعيات تظهر quot;قدرة المجلة على طرح القضايا الحساسة، واظهار التوترات القائمة بين القيادة الوسطى والبيت الابيض حول السياسة تجاه ايرانquot;.
وقد اعرب سياسيون ديمقراطيون عن خشيتهم من محاولات البيت الابيض لاسكات الاصوات المنتقدة لسياسته.
وقال زعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ السيناتور هاري ريد ان quot;انا قلق من استقالة الادميرال فالون... فهي محاولة اخرى للقول ان التعبير عن وجهات النظر المستقلة والصريحة وذات الخبرة غير مرغوب بها من قبل هذه الادارةquot;.
لكن السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع جيف موريل قال ان quot;الناس لا يجب ان تتصور ان هذا هو ثمن التعبير عن الرأي في اروقة البنتاجونquot;.
واضاف ان الموضوع هو عبارة عن quot;مشكلة تصور ظلت تؤرق فالون، هذا التصور جعله يعتقد انه مختلف مع الرئيس والادارة عندما يتعلق الامر بايرانquot;.
وفي ردها على الخلاف الناشب بسبب استقالة فالون دعت السناتور هيلاري كلينتون، المتنافسة مع باراك اوباما على ترشيح الديموقراطيين لانتخابات الرئاسة الاميركية، ادارة الرئيس بوش إلى اتباع الوسائل الدبلوماسية لحل الخلاف مع ايران بدل الميل باتجاه الصراع.
اما الرئيس بوش فقد قال ان فالون يستحق quot;تقديرا كبيرا وعاليا للنجاح الذي حققناه في العراق وافغانستانquot;.
لكن مراسل بي بي سي في واشنطن آدم بروكس يقول ان استقالة فالون تشير إلى وجود شقاق بين القيادات العسكرية العليا في القوات المسلحة والبيت الابيض.
ويضيف مراسلنا ان تعليقات فالون، التي تضمنت ايضا تصريحات لفالون قالها عبر تلفزيون الجزيرة العام الماضي بعدم توقع الحرب مع ايران، هي التي جعلت الادميرال الاميركي على خلاف مع البيت الابيض.
ويقول مراقبون ان الاستقالة تأتي في وقت تواجه فيه الادارة الاميركية مصاعب في عدة جبهات من اجل ابقاء زخم الضغط الدولي على ايران، وخصوصا ما جاء في تقرير الاستخبارات الاميركية الذي انتهى إلى تقييم ان ايران اوقفت برنامج تطوير الرؤوس النووية في عام 2003.
يذكر ان سياسة الادارة الحالية هي انتهاج الدبلوماسية والضغوط الاقتصادية لاجبار طهران على التخلي عن طموحاتها النووية.
لكن واشنطن ودولا غربية اخرى تخشى ان تكون ايران مستمرة في تطوير برامجها النووية للاغراض العسكرية، وهو اتهام تنفيه طهران.