الجزائر:
قال الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة الذي دعته احزاب وجمعيات الى تعديل الدستور للترشح لفترة ولاية ثالثة اليوم انه يسعى حاليا لاتمام فترة ولايته الثانية quot;على اكمل وجهquot; لكنه ترك الباب مفتوحا بشان الترشح.

واضاف بوتفليقة (71 عاما) في اجابات مكتوبة على اسئلة انه يرحب باهتمام المواطنين والطبقة السياسية بالانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل واصفا ذلك انه علامة على quot;النضج السياسيquot; مؤكدا انه استأنف نشاطاته بشكل عادي بعد العملية الجراحية التي خضع لها اواخر 2005.

وقال quot;في الوقت الراهن اسعى من اجل انهاء العهدة الثانية على اكمل وجه مع امل بلوغ كافة الاهداف التي حددتها والتي تضمنها برنامجي الانتخابي.quot;

واضاف quot;ان بدأت منظمات واحزاب سياسية تنشغل من الآن بالانتخابات الرئاسية المقبلة فإنني ارى في ذلك تعبيرا عن الاهتمام الذي يوليه المواطنون والطبقة السياسية للحياة السياسية ومستقبل بلادنا.quot; وتابع quot; انه دليل على النضج السياسي الذي لا يسعني الا ان ارحب به.

وينظر الى بوتفليقة في الجزائر على انه ساعد في اعادة الاستقرار التدريجي الى البلاد بعد اعمال العنف المتصلة بالاسلاميين التي اندلعت اوائل العقد الماضي.

وشرعت احزاب سياسية ومنظمات من المجتمع المدني مؤخرا في حث بوتفليقة على تعديل الدستور الحالي الذي لا يسمح للرئيس بالترشح لولاية ثالثة. والاستجابة لدعوة تغيير الدستور قد تساعد بوتفليقة في السعي لفترة ولاية ثالثة عندما تنتهي فترته الحالية في ابريل نيسان من العام المقبل.

وقال بوتفليقة ان البلاد استعادت مكانتها على الساحة الدولية وان التفجيرات الاخيرة مجرد انعكاس لحالة يأس داخل المتشددين.

وقال quot;شهدت الجزائر احداثا مأساوية لارهاب اعمى وشرس خلال التسعينات لكنها خرجت من هذه المأساة منتصرة وقوية كما استرجعت تدريجيا منذ عام1999 المكانة التي تليق بها في محفل الامم.quot;

واضاف ان الاعتداءات الاخيرة في الجزائر quot;مجرد مظهر يأس لارهاب يحاول ان يثبت حضوره ومدى إيذائه.quot; وتابع quot;ماهو البلد الذي يمكنه اليوم ان يسلم من هجوم ارهابي سيما واننا نرى مثل هذه الاعتداءات تتطور في عدة مناطق من العالم..quot;

واعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي المسؤولية عن عدة تفجيرات بالجزائر العاصمة وضواحيها خلال العام الماضي من بينها تفجيران في ديسمبر كانون الاول اسفرا عن سقوط 41 قتيلا وتدمير مكاتب تابعة للامم المتحدة بالعاصمة.

ويرى مؤيدون لبوتفليقة ان ترشحه لعهدة ثالثة سيسمح بمواصلة تعزيز الاقتصاد في البلاد التي تتمتع حاليا بصحة مالية بفضل ارتفاع اسعار النفط في الاسواق العالمية. لكن معارضين يعتقدون بضرورة تغيير الرئيس من اجل تطوير اكثر للاقتصاد الذي لا يزال يعتمد على ايرادات النفط والغاز.

وقال بوتفليقة ان الحياة السياسية في البلاد تتطور باستمرار وان الجيش سينسحب من الساحة السياسية بمجرد ارساء مؤسسات قوية.

واضاف quot;حقيقة لقد لعب الجيش دورا هاما للغاية في حياة بلدنا مع احترام الاطار الذي حدده له الدستور. ان هذا الدور يتراجع من حيث الاهمية كلما تعززت المؤسسات السياسية للبلاد واصبحت اكثر نجاعة لتحمل مسؤولياتها كاملة.quot; وتابع quot;وعليه فإن الجيش مدعو لان يصبح جيشا احترافيا وهو مايجري حاليا طبقا لتوجهات سياستنا.quot;

ويرى مراقبون ان بوتفليقة لا يمكنه الاستمرار في الحكم بسبب حالته الصحية بعد الفحوصات التي اجراها في فرنسا في ابريل نيسان من العام الماضي والتي اعقبت عملية جراحية فرضها نزيف في المعدة في ديسمبر كانون الاول من عام 2005.

لكن بوتفليقة قال quot;يعلم الجميع انني كنت مريضا ولزم علي ان اتابع فترة نقاهة جدية. و لكن اليوم استعدت نشاطاتي بشكل عادي ولا اعتقد ان تكون حالتي الصحية داعيا لاختلاق التعاليق والمزايدات.quot;