واشنطن: بدأت الحملة الانتخابية التمهيدية للفوز بالترشيح الحزبي للانتخابات الرئاسية الأميركية تشهد تزايداً في عدد quot;الضربات تحت الحزامquot; وخاصة في المعسكر الديمقراطي، حيث ما تزال المنافسة على أشدها بين هيلاري كلينتون وباراك أوباما.

فبعد استقالة مستشارة حملة باراك لشؤون العلاقات الخارجية إثر وصفها لكلينتون بأنها quot;وحشquot; وquot;مثيرة للقرفquot; قدمت مسؤولة جمع التبرعات في حملة كلينتون، السيناتور السابق جيرالدين فيرارو استقالتها بدورها بعد تصريحات مثيرة للجدل، حملت طابعاًَ عنصرياً تجاه أوباما، قالت فيها إن أحداً لم يكن ليأخذه على محمل الجد كمرشح لو لم يكن أسود البشرة، الأمر الذي أثار سخطاً واسعاً.

وبعثت فيرارو برسالة إلى كلينتون جاء فيها: quot;لقد قررت الاستقالة من منصبي في اللجنة المالية حتى أتمكن من الاستمرار في الإدلاء بمواقفي ولكي تتمكنين أنتي أيضاً من الإدلاء بموقفك حول الأمور الجوهرية في هذه الانتخابات.quot;

وقالت فيرارو إنها بعثت بالرسالة إلى كلينتون بعد ظهر الأربعاء. وكانت فيرارو قد قالت لإحدى الصحف في ولاية كاليفورنيا خلال مقابلة أجرتها الأسبوع المنصرم: quot;لو كان أوباما رجلاً أبيضاً أو امرأة لما كان ليتمكن من بلوغ موقعه الحالي، لقد حالفه الحظ بأن يكون ما هو عليه الآن (أسود اللون) ويبدو أن البلاد برمتها أسيرة هذا المفهوم.quot;

وقد حاولت فيرارو الدفاع عن مواقفها لاحقاً، مشيرة إلى أن تصريحاتها كانت تمتدح تحلق الأميركيين من أصول أفريقية حول أوباما، غير أن حملة الأخير اعتبرت أن التصريحات تثير التمييز العرقي.

يذكر أن فيرارو كانت أول سيدة في تاريخ الولايات المتحدة تترشح إلى منصب نائب الرئيس ضمن حزب كبير في البلاد وذلك في العام 1984.

وقد قالت إنها جمعت حتى لحظة مغادرتها أكثر من 125 مليون دولار لحملة كلينتون الانتخابية، وأنها تتفهم قرار الأخيرة النأي بنفسها عن تلك التصريحات.

وكانت سامنتا باور، التي شغلت في السابق منصب كبيرة مستشاري الشؤون الخارجية في حملة أوباما، قد تقدمت باستقالتها في السابع من الشهر الجاري عبر بيان مكتوب، بعد وصفها كلينتون بـquot;الوحش.quot;

واعتبرت باور أن الملاحظة التي أدلت بها حول كلينتون خلال مقابلة مع صحيفة اسكتلندية quot;غير مبررة،quot; وكانت الصحيفة قد نقلت عن باور قولها إن كلينتون: quot;عبارة عن وحش، كما أنها تتنازل أمام كل شيء،quot; مضيفة أن النظر إليها (كلينتون) يصيب المرء بالقرف، قبل أن تطلب عدم إدراج تلك التعليقات في المقابلة.

بينما تعرضت كلينتون لضربة quot;غير مباشرةquot; من خلال سقوط حليفها حاكم نيويورك أليون سبيتزر، الذي قدم استقالته من منصبه الأربعاء إثر فضيحة جنسية ربطته بحلقة حصرية من بائعات الهوى تطورت التحقيقات القائمة حولها إلى تحقيق حول غسل أموال، كما أكدت مصادر فيدرالية.

في سياق متصل، طلبت اللجنة القومية للحزب الديمقراطية إلغاء نتائج الاقتراع الأولي في ميتشيغن وفلوريدا بسبب خلل حصل في العملية الانتخابية، الأمر الذي أثار سخط كلينتون التي كانت قد فازت بأصواتهما، والتي اعتبرت أن الخطوة quot;ستحرم الملايين من أصواتهم.quot;

وقد يكون لذلك القرار تأثير كبير على السباق المحموم بين كلينتون وأوباما للفوز بترشيح الحزب من خلال جمع أكبر عدد ممكن من المندوبين، إذ تمتلك كلينتون حالياً 1480 مندوباً، وفق أرقام CNN، بينما في حوزة أوباما 1610 مندوبين.