طهران: الولاء لقيم الثورة الاسلامية الايرانية عميق بين زوار مقبرة بهشتي الزهراء حيث يدفن الاف الشبان الذين لاقوا حتفهم كجنود يدافعون عن الدولة الاسلامية الشيعية.
ويقول كثير من المتدينين المفجوعين في المقبرة الكبيرة انهم يؤيدون الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد ودافعوا عنه في مواجهة الانتقادات الموجهة له بسبب معالجته للاقتصاد قبل الانتخابات البرلمانية التي بدأت يوم الجمعة والتي ينظر اليها على أنها تقيس أيضا شعبيته.
وكان أحمدي نجاد نفسه من المحاربين في الحرب العراقية الايرانية التي دارت رحاها بين عامي 1980 و1988 والتي سقط فيها مليون قتيل. وفاز أحمدي نجاد بانتخابات الرئاسة قبل حوالي ثلاث سنوات متعهدا باحياء قيم ثورة 1979 التي كانت الحرب دفاعا عنها.
وقال علي مختاري وهو شاب ملتح عمره 29 عاما ويعمل مصورا في المقبرة التي تقع على مشارف العاصمة الايرانية ان أحمدي نجاد quot;يفعل ما كان الشهداء يريدون أن يفعله هو.quot;
وقال الشاب انه quot;فخورquot; بتحدي الرئيس الايراني لمطالب الامم المتحدة بوقف الانشطة النووية التي يخشى الغرب أن تكون موجهة لانتاج قنابل نووية وهو اتهام تنفيه ايران.
وتظهر هذه التعليقات أن خطب أحمدي نجاد التي تندد بالغرب وأن سياساته لمحاربة الفقر واتخاذ اجراءات صارمة ضد النساء اللاتي لا تلتزمن بالزي الاسلامي لها صدى واسع لدى الناخبين المحافظين اجتماعيا والاقل دخلا.
وقد تساعد الانتخابات البرلمانية لاختيار أعضاء المجلس التشريعي الذي يضم 290 مقعدا في قياس فرص أحمدي نجاد في الفوز بفترة ولاية ثانية مدتها أربعة أعوام في عام 2009 حيث من المتوقع أن يرشح نفسه مرة أخرى في انتخابات الرئاسة رغم أن عملية تصفية المرشحين منعت كثيرين من منتقديه الرئيسيين من خوض الانتخابات.
واعترفت ناهد صالحي (35 عاما) التي قتل شقيق زوجها في الحرب بأن ارتفاع الاسعار مشكلة لكنها قالت ان هذه مشكلة عالمية وليست بسبب أخطاء أحمدي نجاد.
ومضت ربة البيت التي كانت تقف بجوار شاهد قبر حسين شقيق زوجها تقول ان أحمدي نجاد quot;يتفهم آلام الناس ومعاناتهم.quot;
ويرقد حسين مع رفاقه quot;الشهداءquot; في أحد صفوف المقابر التي لا تنتهي على ما يبدو والتي تقف شاهدة على المذبحة التي جلبتها الحرب المدمرة.
وقالت صالحي عن أحمدي نجاد quot;رأينا انجازات من هذا الرجل.quot; ومضت المرأة التي كانت ترتدي نقابا أسود يغطي جسمها بالكامل ان التصويت في الانتخابات واجب ديني.
وأضافت أن زوجها شارك أيضا في الحرب وهو الآن أحد أفراد الحرس الثوري الايراني وهي قوات للصفوة حظيت بنفوذ كبير في عهد أحمدي نجاد وهو نفسه فرد سابق بالحرس.
والحرس الثوري ليس فقط جيشا موازيا للجيش العادي ومسلحا تسليحا كاملا لكن لديه أيضا مصالح في صناعة النفط والغاز الحيوية في ايران وفي التشييد ومجالات أخرى. وقاد الحرس الثوري أثناء الحرب مع العراق بعض المهام الاكثر خطورة وشارك في هجمات quot;الموجة البشريةquot; ضد خطوط القوات العراقية.
وفي المقبرة وضعت صور للشهداء في خزائن زجاجية في كل قبر مع زهور ونسخ من المصحف. وجوه مهيبة تنظر للكاميرا. وكان بعضهم لم يتجاوز العشرين بعد عندما لاقوا حتفهم.
وقالت ايران حسن خاني والدة حسين وهي تقف أمام صورة ابنها quot;لم تكن لحيته قد طرت بشكل كامل بعد.quot;
وفي يوم الجمعة كانت المقبرة التي تضم ثلاثة صفوف من شواهد القبور خالية بالفعل لكن مع اقتراب العام الفارسي الجديد في 20 مارس اذار الجاري ستتجمع عائلات كثيرة لزيارة ابنائها.
وكتبت ايلين سيولينو الصحفية في نيويورك تايمز في كتابها المعنون quot;مرايا فارسيةquot; أن quot;عقيدة الاستشهاد ضاربة بجذورها في الثقافة الشيعية الايرانية.quot;
ولا يزال الشيعة يحيون بمشاعر جارفة ذكرى الامام الحسين الذي لقي حتفه في معركة قبل أكثر من 13 قرنا.
وتشعر زهراء مهراميز (47 عاما) التي كانت تركع بجوار قبر زوجها الذي لقي حتفه عندما أصابت قذيفة عراقية زورقه بزهو لكونها أرملة شهيد. وقالت quot; ضحى بحياته من أجل الاسلام ومن أجل وطنه.quot;
لكنها وخلافا للزوار الاخرين في مقبرة بهشتي الزهراء قالت انها لم تدل قط بصوتها في الانتخابات وأنها لن تصوت في انتخابات يوم الجمعة.
وقالت مهراميز وهي أم لإثنين quot;لو أن زوجي عاد فانه لن يكون معارضا (للجمهورية الاسلامية)... لكنه قد ينتقد أوضاعا بعينها.quot;