غيّر وجهته العمانية مصطحبًا زوجته وابنته للعراق في زيارة غير معلنة
تشيني في بغداد لتعزيز الأمن والمكتسبات عشية الذكرى الخامسة للحرب

عبد الرحمن الماجدي من امستردام:
وصل نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني صباح اليوم، إلى العاصمة العراقية بغداد في زيارة لم يعلن عنها مسبقًا، مغيرًا خط رحلته الشرق أوسطية التي كانت ستبدأ من سلطنة عمان ليبدأ من بغداد التي اجتمع بعيد وصوله مطارها بالسفير الاميركي في بغداد ريان كروكر وقائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس. ثم انتقل فورًا إلى اجتماع ضمه مع رئيس الورزاء العراقي نوري المالكي لينتقل لاحقًا إلى الاجتماع بمجلس الرئاسة العراقي المكون من الرئيس جلال الطالباني ونائبيه عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي، لحث الجميع على تفعيل القوانين التي تأجلت خاصة قانون النفط والغاز والمصالحة، ولتكريس الانخفاض الواضح في مستوى العنف،والذي وصلت المنطقة الخضراءبعضشراراته، ممّا كدر صفو اجتماعه بمضيفيه العراقيين حين دوت قذيفة هاون لم تسفر عن خسائر كرد على الزيارة المتحدية عشية الذكرى الخامسة للحرب التي يسعى تشيني لقطف ثمارها السياسية والمادية قبل الانتخابات الرئاسية والتشريعية الاميركية في شهر تشرين الثاني / نوفمبر المقبل.
ولم يتحدث تشيني عقب لقائه بكروكر وبتريوس الذي وصف بالسري، لكنه لن يبتعد حسب متابعين للزيارة عن التقرير الذي سيرفعانه إلى الكونغرس في الثامن والتاسع من أبريل/ نيسان حول التقدم الذي حققته العملية السياسية ومستوى انخافض العنف. لكن بعد لقائه بالمالكيالممتحن بتشكيلته الوزراية وبرفض جبهة التوافق السنية العودة للحكومة دون تحقيق مطالب متناسلة حسب قادة في الائتلاف الشيعي الذي يتجه لمنح حقائب وزراء الجبهة السنية لمرشحين سنة مقربين من قوى الصحوة المختلفين مع التوافق. قال رئيس الوزر اء نوري المالكيخلال ظهوره مع تشيني امام الصحافيينإن لقاءهما فرصة ثمينة للحديث حول العلاقة بين البلدين ومستقبلها وحول وجود القوات الاميركية في العراق التي يعمل فريقان من الطرفين حولها.
واضاف المالكي أن الحديث تطرق الى التعاون بين البلدين في المجالات الاقتصادية والاعمار في العراق. واكد ان طبيعة العلاقة بين البلدين تجعلنا نناقش كل القضايا المهمة.
من جهته، قال تشيني quot;اعتقد انه من المهم الحديث الآن عن تخلص العراقيين من نظام صدام حسين والتحرير الذي وضعهم على الطريق الصعب والهام وهو طريق الديمقراطية.. واضاف quot;مقارنة بآخر زيارة لي لبغداد منذ نحو عشرة أشهر لمست الان تقدمًا واضحًافي المجال الامني في العراق، وإن هناك تقدمًا تنجزه القوات العراقية مع الاميركية وتقدمًا ملحوظًا في المستوى السياسي ايضًا. وأكد أن العراقيين نجحوا في صياغة عدد من التشريعات المهمة التي ستصيغ مستقبل العراق. ومن دون اي تساؤل هناك تقدم واضح في المستوى الامني في العراق..
وأضاف تشيني أن quot;الرئيس الأميركي طلب منيأن آتي إلى هنا لتقديم الشكر لرئيس الوزراء والمسؤولين الآخرين في الدولة العراقية للدور الذي قدموه للشعب العراقي ولدعم مسيرة الشعب العراقي.. واود ان اشكر دولة رئيس الوزراء على استقباله لي وللجهود التي تبذلها حكومته مع حكومة الولايات المتحدةquot;. ولم ينتظر الضيف ومضيفه اي اسئلة من الصحافيين.

ومن المنتظر ان يحث تشيني اقطاب الحكومة والرئاسة العراقية على تحقيق مصالحة حقيقية في العراق الذي يستعد لعقد اكبر مؤتمر للقوى السياسية من داخل وخارج الحكومة الحكومة والبرلمان يوم غد.
وسار تشيني في لقاءاته عراقيًا على خطى السيناتور الجمهوري مرشح الحزب لانتخابات الرئاسة الاميركية وزميله في تأييد حرب العراق عام 2003 التي وصلها يوم امس والتقى بأبرز القادة السياسيين في العراق.
وأورد موقع صحيفة نيويورك تايمز على الانترنت اليوم، أن تشيني الذي كان اتصل بنائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي بعد رفضه التوقيع على قرار انتخابات مجالس المحافظات بعد اقراره من البرلمان العراقي الشهر الماضي بسبب اعتراض المجلس الاعلى الذي ينتمي له عبد المهدي تخوفًا من انحسار نفوذ مرشحي المجلس الممسكين بمعظم مجالس المحافظات في الجنوب الآن باتجاه معارضيهم من بقية الاحزاب سيجتمع مع عبد المهدي وسيبحث معه عدم رضا الولايات المتحدة تجاه رفضه تفعيل قانون الانتخابات المتوقعة قبل شهر اكتوبر المقبل.

وقال مسؤول أميركي كبير رفض ذكر اسمه للصحافيين، إن نائب الرئيس سيبلغ المسؤولين العراقيين quot;الحاجة إلى الاستمرار في تحقيق تقدمquot; وخصوصًا من حيث إقرار مشاريع قوانين مهمة مثل النفط والغاز والأقاليم بالإضافة إلى الانتخابات المحلية التي ستجري في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول. وأضاف المسؤول أن اجتماعات تشيني ستشمل المفاوضات الجارية للتوصل إلى اتفاق حول علاقات طويلة الأمد بين بغداد وواشنطن بعد خمسة أعوام على اندلاع الحرب.

واصحطب تشيني في زيارته زوجته لاين وابنته لز تشيني وظهر معهما في مطار بغداد دون ان يرتدوا القمصان المحصنة ضد الرصاص، كما فعل في زيارتيه السابقتين تأكيدًا منه على انخفاض مستوى العنف في العراق. ومن المنتظر ان يعد تشيني مضيفيه العراقيين بدعم عربي يسبق انعقاد القمة العربية نهاية الشهر الجاري في دمشق خاصة من دول الخليج مع تشدد تجاه النفوذ الايراني وترسيخ احتوائه اقليميًا وعالميًا. ومن المقرر ان تستمر جولة نائب الرئيس الاميركي للمنطقة تسعة ايام ستنقله بعد بغداد الى سلطنة عمان فالممكلة العربية السعودية وتركيا واسرائيل والضفة الغربية.