أحمد نجيم من الدار البيضاء: بعنوان كبير quot;محمد السادس، ملك السينغال؟quot; افتتحت جريدة quot;لوسوارquot; اليومية المغربية. هذه العبارة ليست تلخيصا من الجريدة المغربية لتحركات الملك المكثفة في العاصمة السينغالية على هامش لمؤتمر القمة الإسلامي الحادي عشر، بل تصريح قد يكون أدلى به الرئيس السينغالي عبد اللاي واد في اجتماع مغلق مع صديقه العاهل المغربي الملك محمد السادس، إذ قال مخاطبا الملك محمد السادس، كما نقلت لوسوارquot; quot;أنا رئيس السينغال، وأنتم ملك السينغاليينquot;. هذه العبارة تلخص العلاقات المتميزة بين البلدين. وكان العاهل المغربي محمد السادس حضر إلى قمة الدول الإسلامية مساندة منه لدعم قمة السينغال، بالإضافة إلى إعادة العلاقات الجيدة بين البلدين إلى سابق عهدها.
المتابع لنشرات أخبار القناتين العموميتين المغربيتين هذه الأيام بالمغرب، لاحظ أن العاهل المغربي كان يتحرك ويدشن المشاريع ويطلق المبادرات في السينغال كما يفعل في المغرب، إذ أطلق مؤسسة للتنمية البشرية المستدامة أطلق عليها اسم quot;المؤسسة العلوية للتنمية البشرية المستدامةquot;، وكان أول مشروع أطلقته هذه المؤسسة في السينغال هو مستشفى لطب العيون. وصرح مصطفى التراب، الرئيس المنتدب للمؤسسة، أن هذه المصحة سيغطي مجال نشاطها عدة قطاعات للتنمية البشرية المستدامة في الدول الشقيقة والصديقة بإفريقيا، كما أعلن على أن المؤسسة التي يرأسها الملك شخصيا يشكل فيها العنصر البشري قطب الرحى، وأنها ميادين الصحة والتنمية الاجتماعية والتربية والبيئة والفلاحة واستغلال الموارد الطبيعية علاوة على تقديم الخبرة المغربية.
مؤسسات خاصة مغربية ستساهم في تمويل مشاريع المؤسسة.

المؤسسة، حسب وكالة الأنباء الرسمية المغربية، لن تقتصر على السينغال، بل ستنشط في دول أخرى quot;ستقوم هذه المؤسسة بتنفيذ مشاريعها في العديد من القطاعات بالبلدان الصديقة والشقيقة بالقارة الافريقيةquot; وستوكل لها مهمة quot;التنمية الاجتماعية لبلدان إفريقية صديقة، وهي تستمد وجودها من العلاقات العريقة والقوية والدائمةquot;.
وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي أحمد التوفيق، قال إن مشاريع المؤسسة quot;تفعيلا لقيم التضامن التي يرعاها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بين المملكة المغربية والدول الافريقية الصديقة, تفضل حفظه الله بإحداث المؤسسة العلوية للتنمية البشرية المستدامةquot;.

وكانت الصحافة السينغالية اعتبرت حضور العاهل المغربي إلى قمة داكار إنقاذا لهذه القمة، كما انها تزامنت مع تصريحات كان أدلى بها مسؤول في الحزب الاشتراكي السينغالي المعارض تساند جبهة البوليساريو المطالبة باستقلال المحافظات الصحراوية عن المغرب، وهو ما دفع بالمغرب إلى سحب سفيره من السينغال، مما شكل أول أزمة ديبلوماسية حادة بين البلدين الصديقين.
زيارات العاهل المغربي وأنشطته المكثفة أذابت كل الخلافات السابقة بين داكار والرباط، وتعول المملكة المغربية على دورها الديني الروحي من خلال الزاوية التيجانية، في استمالة دول الغرب الإفريقي، خاصة السينغال.