القدس: يوشك الاسرائيليون على فقد أحد أقرب أصدقائهم في البيت الابيض ويتطلعون لمن سيحل محله من بين المرشحين الرئيسيين.
وسيواجه من يخلف الرئيس الاميركي جورج بوش تحديا يتمثل إما في المضي قدما في عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية أو تجميع جهود بوش المتناثرة في فترة ولايته الثانية للتوصل الى اتفاق على اقامة دولة فلسطينية هذا العام.
وتتاح الفرصة للاسرائيليين لسماع ما سيقوله أحد المرشحين وهو السناتور الجمهوري جون مكين خلال زيارته لاسرائيل التي بدأت يوم الثلاثاء وتستمر يومين.
وتكهنت وسائل اعلام اسرائيلية بأن يزور المرشحان الديمقراطيان هيلاري كلينتون وباراك اوباما اسرائيل أيضا في الاسابيع القليلة المقبلة.
وستنهي انتخابات الرئاسة الاميركية المقررة في نوفمبر تشرين الثاني المقبل فترة ولاية رئيس يعتبره العديد من الاسرائيليين أحد أقوى المؤيدين لهم وزعيم عزفت فلسفته عن quot;محور الشرquot; النغمة الصحيحة في بلد لم يعرف السلام قط.
وقال ييجال الياس (38 عاما) معد برامج الكمبيوتر انه يأمل ان يتبع مكين خطى بوش. ويحظى مكين بالاحترام في اسرائيل بسبب تاريخه كطيار حربي وأسير حرب في فيتنام.
وقال الياس quot;اعتقد أن بوش أعطانا احساسا بالامان خلال أوقات في غاية الصعوبة. فيما يتعلق بالمسألة العراقية تبين أنه كان على خطأ لكن في ظل الظروف أعتقد انه كان الافضل للمنصب وكان جيدا بالنسبة لاسرائيل.quot;
وهو يرى أن استعداد مكين لابقاء القوات الاميركية في العراق هو ما يرجح احتمالات ان يتخذ موقفا أكثر تشددا بكثير من موقف أي مرشح ديمقراطي فيما يتعلق بايران العدو اللدود لاسرائيل وطموحاتها النووية.
وقال quot;اعتقد أن أي رئيس ديمقراطي سيجد صعوبة أكبر بكثير في اتخاذ اجراء ضد ايران. ولان كلا من هيلاري كلينتون وباراك أوباما يتحدث عن الانسحاب من العراق فسيكون أصعب عليهما تغيير موقفيهما اذا ما حدث شيء خطير.quot;
أما لي روفيني الذي يأمل ان تدخل هيلاري كلينتون الديمقراطية المكتب البيضاوي فيعتقد أنها ستتبع اسلوب زوجها بيل كلينتون تجاه اسرائيل.
وقال روفيني (30 عاما) الذي يعمل في مجال الخدمة الاجتماعية quot; اثبت كلينتون خلال فترة رئاسته التي استمرت ثماني سنوات ولاءه الشديد لاسرائيل وأعتقد أن هيلاري لن تختلف عنه في ذلك.quot;
واقترب بيل كلينتون من تحقيق اتفاق سلام اسرائيلي فلسطيني في محادثات عام 2000. وكان فشل هذه المحادثات أحد العوامل الرئيسية التي أدت الى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في ذلك العام.
وكان الديمقراطيون من المواطنين الاميركيين المقيمين في اسرائيل قد أعطوا هيلاري أغلبية واضحة على أوباما المجهول بالنسبة للاسرائيليين.
وقال الياس أن ما يخشاه بشأن أوباما عضو مجلس الشيوخ عن ايلينوي هو امكانية ان يأتي كرئيس الى الشرق الاوسط ويحاول علاج المسألة دون أي خبرة سابقة.
وأضاف quot;سيأكله زعماء اقوياء من دول أخرى على الافطار.quot;
وكان احتمال ان يتولى الرئاسة في أميركا لاول مرة شخص من اصل أفريقي أو امرأة قد اثار الاسرائيليين. وتجري تغطية السباق الرئاسي عن كثب في وسائل الاعلام.
ويتبع المسؤولون الاسرائيليون سياسة عدم التعليق على السياسات الداخلية الاميركية سوى بقول انهم يعتقدون ان التزام واشنطن القوي بأمن اسرائيل لن يتغير بغض النظر عمن سيدخل البيت الابيض.
وقال باري روبين مدير مركز جلوريا للبحوث والشؤون الدولية في اسرائيل quot;عندما يقول المسؤولون الاسرائيليون انهم لا يتخذون موقفا من الانتخابات الاميركية ولا يؤيدون مرشحا معينا فانهم صادقون تماما.quot;
لكن روبين يقول انه على عكس ما يره العديد من الاسرائيليين فان العلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة واسرائيل ليست مهمة بالنسبة لصناع القرار الاميركيين بقدر أهمية الشرق الاوسط الكبير.
واضاف quot;المسألة ليست في موقف المرشحين من اسرائيل بل موقفهم بشأن ايران نووية وبشأن العراق والارهاب والتطرف الاسلامي.quot;