إيلاف تحاور النائب اللبناني السابق فارس سعيد:
تحالف بين إسرائيل وايران على حساب العرب

ريما زهار من بيروت: في حوار مع النائب السابق الدكتور فارس سعيد عن آخر مستجدات الساعة في لبنان، تحدث لإيلاف عن المحكمة الدولية والجدل حول التمثيل في القمة العربية التي ستعقد في سوريا ولم ينس التطرق الى إمكانية حدوث الحرب في لبنان، معتبرًا ان هناك تحالفًا مباشرًا وغير مباشر من الجانب الاسرائيلي والايراني وقد حدد الجانبان من هو العدو بالنسبة لهما وهو العالم العربي ويتنازعان في ما بينهما لتثبيت نفوذ كل منهما في داخل هذا العالم العربي، عن المحكمة الدولية اعتبر انه اذا عُرفت الحقيقة مرة واحدة فستعرف كل المرات والجرائم السابقة كما انها ستكون رادعًا للاغتيالات السياسية في المستقبل، مشيرًا الى ان مجلس الوزراء حسنًا فعل بعدم حسم موضوع التمثيل في القمة العربية في سوريا وحول موضوع إمكانية عودة الحرب الى لبنان اعتبر ان هناك اطرافًا اقليمية تبحث عن الفرص والمناسبات لمغامرات عسكرية وامنية جديدة، لا يقتصر هذا الموضوع على اسرائيل ولكن ربما حزب الله.
وفي ما يلي نص اللقاء معه

* بدء انطلاق المحكمة الدولية بعدما أنجزت المرحلة التحضيرية وحديث القاضي السابق في المحكمة الدولية ديتليف ميليس انه مقتنع بالكامل ألا تسوية ستجري في قضية المحكمة الدولية التي ستصل الى عمقها وسيعلم الناس ما جرى بالضبط، هل برأيك سيدفع اللبنانيون اثمانًا كبيرة قبل معرفة الحقيقة؟
- نحن نعتبر أن قضية المحكمة هي قضية حق وهناك وجهتا نظر تتصارعان في لبنان، الاولى تقول إن موضوع المحكمة سيتحول الى اداة سياسية لتصفية حسابات داخلية وإقليمية، نحن نقول اننا نتمسك بموضوع المحكمة الدولية من اجل اعادة ترسيخ مفهوم العدالة في لبنان، لان هذا المفهوم اذا عُرفت الحقيقة مرة واحدة فستعرف كل المرات والجرائم السابقة كما انها ستكون رادعًا للاغتيالات السياسية في المستقبل، وبالتالي بالنسبة لنا من يكون وراء هذه الجريمة ليس مهمًا، المهم ان تُكشف الحقيقة وان يساق المجرمون الى العدالة وان يدفعوا اثمان اغلاطهم، وان نكتشف لمرة واحدة من هم القاتلون ومن هم الذين دبروا ونفذوا الاغتيالات السياسية في لبنان بدءًا من الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهذا المبدأ نتثبت به من اجل ترسيخ مفهوم العدالة في مجتمعنا اللبناني.

* مجلس الوزراء لم يحسم الموقف من المشاركة في المؤتمر العربي في سوريا، هل الاتجاه هو لعدم حضور القمة العربية ؟
- اعتقد ان مجلس الوزراء حسنًا فعل بعدم حسم هذا الموضوع وانه بانتظار موعد 25 من الشهر الجاري الذي قرره الرئيس نبيه بري لرؤية اذا كان هناك من امكانية انتخاب رئيس للجمهورية واعتقد بعد انتخاب رئيس للجمهورية سيكون موقفًا اوضح من القمة العربية.

* لكن رئيس المجلس النيابي نبيه بري ما زال يأمل بمشاركة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة في المؤتمر مع مشاركة الوزير جهاد ازعور، كيف تنظر الى الامر؟
- الرئيس بري يعرف بأن موقعه من المواقع الاساسية لحماية الدستور في لبنان، لانه وفقًا لوثيقة الوفاق الوطني التي اصبحت دستورًا في 5/11 /1989، بان مركز رئيس الجمهورية في لبنان الذي يجب ان يمثل لبنان في القمم الخارجية عربية او دولية، هو شاغر، من مسؤولية الرئيس نبيه بري سد الفراغ وتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية بدلًا من إقفال باب المجلس النيابي، وبالتالي ما يأمله الرئيس بري هو ملكه، ولكن ما نأمله نحن منه هو أن يسهل انتخاب رئيس للبلاد حتى يتسنى للرئيس المنتخب تمثيل لبنان في القمة العربية وفي سائر الاندية والمنتديات الدولية.

* وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير متشائم بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية قبل القمة العربية، هل تشاركه هذا التشاؤم؟
- اعتقد أن كوشنير على حق بهذا التشاؤم.

14 آذار

*النائب وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع ضد المشاركة في القمة العربية بينما اقطاب اخرى في 14 آذار ايدت هذه المشاركة، هل برأيك قد يخلق الامر تباينًا في وجهات النظر بين قوى 14 آذار؟
- طبعًا لا، سيصدر عن قوى 14 آذار مجتمعة عند الحاجة وفي الوقت المناسب موقف موحد حيال هذا الموضوع.

* ما هو تعليقك عما يتم التباحث به من ترميم وتوسيع الحكومة؟
- على قوى 14 آذار ان تأخذ مبادرة ادارة شؤون الناس كونها تمثل الاغلبية النيابية والاغلبية الشعبية، وادارة شؤون الناس تتم اما عبر الترميم الحكومي برئاسة الرئيس السنيورة، او عبر انتخاب رئيس جديد للبلاد، هذا الموضوع سيُبحث في حينه بعد القمة العربية.

عون

* هل تعتبر ما حصل بين النائبين العماد ميشال عون وميشال المر بداية لطلاق وما هي ارتدادات ذلك على الشارع المسيحي؟
- جوابي quot;ما ذنب الطفولة بحرب الكبارquot;.

* اسرائيل تشدد الاجراءات الامنية خشية رد بعد اربعين القائد في حزب الله عماد مغنية، ما مدى الخوف اليوم من عودة الحرب الى لبنان؟
- اعتقد أن هناك اطرافًا اقليمية تبحث عن الفرص والمناسبات لمغامرات عسكرية وامنية جديدة، لا يقتصر هذا الموضوع على العدو الاسرائيلي ولكن ربما حزب الله بعد اغتيال مغنية يحاول البحث عن مغامرة امنية ما، للرد على مقتل مغنية، كما صرحت قيادات حزب الله وعلى رأسهم الامين العام لحزب الله، وايضًا الطرف السوري الذي فقد الامل من عملية إسقاط انشاء المحكمة الدولية، ربما يرى ان الفوضى في المنطقة تسهل وتساعد على التفلت من المحكمة الدولية وبالتالي المنطقة امام احتمالات امنية ومغامرات جديدة نأمل كلبنانيين الا ندفع ثمنها والا تحصل.

* في اسبوع واحد قفزت معًا مفاجأتان على مستوى الاستعدادات الاميركية - الاسرائيلية للحرب على ايران، الاولى استقالة الاميرال وليام فالون والثانية تسريب خطة الموساد السي اي اي التي حملت الاسم السري خطة ميرلين، هل ان مسرح الشرق الاوسط صار مرشحًا للانفجار؟
- نحن اكدنا من خلال الوثيقة التي قدمناها في البيال أن هناك تحالفا مباشرا وغير مباشر من الجانب الاسرائيلي والايراني وحدد الجانبان من هو العدو بالنسبة إليهما وهو العالم العربي ويتنازعان في ما بينهما لتثبيت نفوذ كل منهما في داخل هذا العالم العربي، وما يحصل على الخط الاسرائيلي الايراني هو واضح لدينا كلبنانيين، ولا اعتقد ان احدًا قادر من الداخل من الاطراف اللبنانية ان يراهن على هذه اللعبة الاقليمية الدولية، لان اي رهان من اي طرف داخلي على هذا الموضوع يعني اولًا دفع الاثمان باهظًا وادخال لبنان في المجهول، طالبنا التحييد الايجابي للبنان عن صراعات المنطقة.

* بالنسبة إلى الوثيقة التي تحدثت عنها، حزب الله اعتبر ان وثيقة 14 آذار بعد 3 سنوات من ثورة الارز هي بطاقة انتساب للمشروع الاميركي، ما هو ردك على الموضوع؟
- نأمل من حزب الله الذي يتمتع بعقل سياسي بامتياز ان يقرأ هذه الوثيقة بعقل سياسي وليس بعقل الشتائم.

* محصلة قمة داكار لم تشف غليل اللبنانيين، هل عناصر الازمة برأيك تتعقد اكثر؟
- دكار هو مؤتمر اسلامي يضم نحو مليار و200 مليون مسلم، مشكلة لبنان هي ازمة رئاسة الجمهورية اليوم، اعتقد قبل محاسبة ومكاشفة ما اتى من مؤتمر دكار يجب على موارنة ومسيحيي لبنان ان يأخذوا على عاتقهم حل هذه الازمة بالوسائل الداخلية اللبنانية، من المعيب ان يبحث العالم كل العالم، ان كان المجتمع الدولي او العالم الاسلامي والعربي بأزمة لبنان وبتسهيل انتخاب رئيس جديد للبلاد، وان يبحث الموارنة في جنس الملائكة.

* قانون الانتخاب مادة دسمة للجدل في لبنان، اي قانون انتخابي تجده الانسب للتطبيق؟
- بهذه اللحظة الكلام عن قانون الانتخابات هو مثل البحث عن جنس الملائكة، وهو ليس على الورقة التي تقدم في المطعم اي quot;المانيوquot; ومن يتكلم عن قانون الانتخابات اليوم انما يطلب quot;كبة بالصينيةquot; وهو في مطعم صيني.