جنيف : قالت بعثة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور يوم الخميس ان القوات السودانية استهدفت هذا العام مدنيين في هجمات جوية وبرية على قرى في الاقليم الواقع بغرب السودان.وقالت البعثة في تقرير رسمي ان 115 شخصا قتلوا وشرد 30 ألفا اخرين في الهجمات التي استخدمت فيها طائرات هليكوبتر وطائرات عادية وشاركت فيها ميليشيات موالية للحكومة.

وجاء في التقرير ان الهجمات التي وقعت في شهري يناير كانون الثاني وفبراير شباط في ولاية غرب دارفور quot;تصل إلى حد انتهاك القانون الدولي للإنسانية وحقوق الإنسان... لعدم تفريقها بين الأهداف المدنية والأهداف العسكرية.quot;وصدر التقرير في جنيف عن مكتب لويز اربور المفوضة السامية لحقوق الإنسان والبعثة المشتركة في دارفور التي تولت مهمة حفظ السلام في المنطقة منذ بداية العام من قوات الاتحاد الافريقي منفردة.وأضاف ان الهجمات ومنها ثلاثة على قرية سرف جداد في يناير واخرى على صليعة وسريا وابو سروج يوم الثامن من فبراير جاءت اثناء حملة عسكرية كبيرة للحكومة السودانية على المتمردين في المنطقة.

واضاف التقرير أن اجراءات سابقة من جانب حركة العدل والمساواة التي تقول انها تسيطر على أغلب مناطق ولاية غرب دارفور كانت قد تعرضت للشجب من جانب لجنة مستقلة باعتبارها تمثل انتهاكا لاتفاق وقف اطلاق النار لعام 2004.

ويوم الثلاثاء الماضي قالت الحركة انها تصدت لهجوم كبير من جانب القوات السودانية في غرب دارفور.وبدأ الصراع في دارفور عام 2003 عندما حمل متمردون من غير العرب السلاح. ويقول خبراء من الخارج أن نحو 200 الف قتلوا في الصراع وشرد 2.5 مليون لكن الخرطوم تقول ان هناك مبالغات في حجم الصراع وتقدر عدد القتلى بنحو تسعة الاف.

وأعد التقرير مسؤولون عن حقوق الإنسان في البعثة المشتركة في دارفور وأفاد أنه حدثت عمليات نهب مكثفة بعد الهجمات السودانية وأورد quot;روايات يعتد بهاquot; عن عمليات اغتصاب ارتكبها رجال يرتدون الزي العسكري أثناء وبعد الهجوم على سراج.وقال التقرير ان حجم تدمير الممتلكات quot;بما فيها أشياء لا غنى عنها لبقاء المدنيين يشير إلى ان الاضرار كانت جزءا متعمدا وأساسيا من السياسة العسكرية.quot;

وتابع التقرير انه كان من بين القتلى كبار في السن ومعاقون ونساء وأطفال. واضطر العديد من السكان المحليين للفرار عبر الحدود إلى تشاد المجاورة حيث توجد اعداد كبيرة بالفعل من لاجئي دارفور.وقال التقرير ان المنازل والعيادات التي تديرها منظمات الاغاثة والمراكز المحلية وأبراج المياه والمدارس ومستودعات الغذاء والمتاجر كانت تنهب بانتظام quot;وفي حالات كثيرة تحرق تماما واحيانا بمن فيها.quot;وقال الفريق الذي اعد التقرير ان البعثة لم تتمكن من التحقيق في أنباء عن شن هجمات برية وجوية على بلدة جبل مون والمناطق المحيطة بها في أواخر فبراير والتي تردد ان مدنيين قتلوا فيها كذلك لأن السلطات السودانية منعتهم من الدخول.

وأضاف التقرير انه على رغم من السماح للمراقبين بالدخول يوم الأول من مارس آذار بعد مرور اسبوع على اخر هجوم إلا ان الرفض في باديء الأمر يعد انتهاكا لالتزام الخرطوم بالسماح لمسؤولي البعثة بحرية الحركة بموجب اتفاق أبرم مع الامم المتحدة في فبراير.