عباس: مفاوضات صنعاء مع حماس لم تتقدم

إسرائيل: الجهاد الإسلامي يطور قساما يهدد كل عسقلان

نجلاء عبد ربه من غزة : طالب قيس عبد الكريم (أبو ليلى) عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، عضو وفد منظمة التحرير الفلسطينية إلى صنعاء، قيادة حركة حماس بالاستفادة من الفرصة السانحة، والموافقة على نصوص ومضمون المبادرة اليمنية من أجل وضع حد لحالة الانقسام الفلسطيني المدمر واستعادة وحدة الوطن والمؤسسات الفلسطينية.

وكشف قيس عبد الكريم (أبو ليلى) أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح تدخل أكثر من مرة وبصورة شخصية لإقناع ممثلي حماس بقبول المبادرة، إلا أنهم أي ممثلي حماس رفضوا عدة صيغ تقدم بها الرئيس اليمني وأصروا على تحويلها إلى مجرد عناوين يجري الحوار بشأنها لاحقا. وأضاف أن وفد منظمة التحرير الفلسطينية ابدى أقصى درجات المرونة المطلوبة بما في ذلك الموافقة على مطلب حماس بقيام حوار ثنائي مع فتح بدلا من الحوار الوطني الشامل، إلا أن الوفد اصطدم برفض ممثلي حماس لمضمون المبادرة اليمنية وممانعتهم البحث في أية آليات لتنفيذ المبادرة وتطبيقها على الأرض ووافقوا فقط على القبول الشكلي لها باعتبارها بنودا للحوار.

وأكد أبو ليلى أن وفد منظمة التحرير الفلسطينية بمن في ذلك ممثل حركة فتح وافقوا منذ البداية على مضمون وتفاصيل المبادرة اليمنية، وعملوا على سحب كافة الذرائع التي تسلح بها ممثلو حماس للتنصل من إعلان موافقتهم على المبادرة، وأبدوا استعدادهم للتوقيع على اتفاق يقضي بالتنفيذ الفوري والكامل إلا أن ممثلي 'حماس' للحوار كانوا في كل مرة يعيدون الحوار إلى نقطة الصفر في محاولات مكشوفة لوفد منظمة التحرير كما للقيادة اليمنية للتهرب من أي اتفاق.

وأوضح أبو ليلى أن وفد حماس لم يكون مستعدا لإعلان موافقته الواضحة والصريحة على المبادرة اليمنية، وسعا بدلا من ذلك إلى طرح صيغ غامضة وملتبسة تؤدي إلى استمرار الدوران في الحلقات المفرغة ودون التوصل إلى أي نتائج ملموسة، معتبراً أن وفد حركة حماس تعامل بصورة سلبية خلافا للصورة التي يعممها قادة حماس عبر وسائل الإعلام. واستغرب إصرار حماس على رفض العودة للحوار الوطني الشامل وتصميمهم على منطق الحوار الثنائي الذي يقود إلى المحاصصة والصفقات الجانبية على الرغم مما جره هذا المنطق من مصائب وويلات على الشعب الفلسطيني.

وأشاد أبو ليلى بالجهود التي بذلها الرئيس علي عبد الله صالح والقيادة اليمنية وحرص اليمن على وحدة الموقف والصف الفلسطيني، مشيرا إلى أن المبادرة اليمنية تنسجم تماما مع المبادرات الفلسطينية المحلية ومنها مبادرة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وهي المبادرة التي وافقت عليها تسع فصائل من فصائل العمل الوطني الفلسطيني.

وكان الرئيس محمود عباس أكد على ضرورة عقد مؤتمر السلام في موسكو في أقرب وقت ممكن. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، اليوم، إن عملية السلام بحاجة إلى تهدئة كاملة، ووقف الاستيطان، وقد طلبنا من لافروف التحدث بهذا الخصوص مع الأطراف الأخرى.

وحول المبادرة اليمنية قال عباس 'الرئيس علي عبد الله صالح أطلق مبادرة ونشرت في الصحف، وقد وافقنا عليها، وبناءً على ذلك ذهب وفد من منظمة التحرير ووفد من حركة حماس لإجراء المباحثات'، مضيفاً 'المباحثات بدأت أول أمس وأمس، ولم يتم التوصل إلى اتفاق، وقد مددت إقامة الوفدين بناءً على طلب الرئيس اليمني إلى يوم غد السبت'. وأشار إلى ضرورة الانتظار إلى الغد وتوقع الخروج بشيء إيجابي من هذه المباحثات.

من ناحيتها، إتهمت حركة حماس وفد منظمة التحرير الفلسطينية بأنه يمثل المقاطعة في رام الله فقط، ولا يمثل منظمة التحرير الفلسطينية.
ووصف عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة حماس الدكتور صلاح البردويل وفد 'فتح' إلى العاصمة اليمنية صنعاء بأنه وفد 'المقاطعة والقطيعة'، وقال: 'من ذهب إلى صنعاء للحوار مع وفد حركة حماس هو وفد المقاطعة والقطيعة، ولا علاقة له من قريب ولا من بعيد بمنظمة التحرير الفلسطينية الخاوية مؤسساتها على عروشها، والذين ذهبوا هم مجموعة من الموجودين في المقاطعة، لأنه لا توجد مشكلة أصلا بين 'حماس' ومنظمة التحرير الفلسطينية، وللأسف فإن الذين ذهبوا من المقاطعة يتحركون من دون وعي ولا رؤية واضحة'، كما قال.

ونفى البردويل أن تكون الجبهة الديمقراطية ممثلة في الوفد، وقال: 'هناك علاقات شخصية ومصلحية هي التي تحكم عملية الذهاب إلى صنعاء، والجبهة الديمقراطية ليست لها رؤية سياسية واضحة فهي مع المقاطعة في الداخل وفي الخارج حسب توجهات الدولة المضيفة، ومن هنا فإن الوفد المفاوض في صنعاء هو وفد المقاطعة ولا علاقة له بمنظمة التحرير التي لا يعرف أحد عنوانا لها ومؤسساتها منتهية منذ سنوات طويلة'، على حد تعبيره.

من جانبه دعا القيادي البارز في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الدكتور ماهر الطاهر، إلى الدخول في حوار مباشر تشترك فيه جميع فصائل منظمة التحرير وحركتي 'حماس' والجهاد الإسلامي للخروج من حالة الانقسام، قائلاً 'إذا كان الحوار الموجود في صنعاء الآن بين منظمة التحرير و'حماس' فإن هذا يتطلب حواراً وطنياً شاملاً، وهذا غير موجود، ونحن في الجبهة الشعبية دعونا ولازلنا ندعو إلى حوار وطني شامل تحضره كافة فصائل منظمة التحرير بالإضافة إلى حركتي 'حماس' والجهاد الإسلامي لبحث حالة الانقسام الحاصلة وسبل الخروج منها والعودة إلى اتفاق القاهرة وإعادة بناء المنظمة وفق وثيقة الاتفاق الوطني'.

وكانت الرئاسة الفلسطينية على لسان نبيل أبو ردينه، أعلنت فشل المبادرة اليمنية للمصالحة بين الأطراف الفلسطينية بحجة ما أسمته' رفض حماس الحوار مع منظمة التحرير الفلسطينية في العاصمة اليمينية صنعاء'. وأوضح أن حماس رفضت الحوار مع منظمة التحرير التي وصفها بـ'الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني' على أساس المبادرة اليمنية التي أعلن عنها الرئيس علي عبد الله صالح.

وحمل أبو ردينه، حماس مسؤولية ' تضييع هذه الفرصة للحوار وعودة وحدة الشعب الفلسطيني'، مؤكداً أن الرئيس عباس لا زال يعتبر المبادرة اليمنية تشكل حلا لعودة الأمور إلى ما كانت عليه على أساس إنهاء ما أسماه بـ'الانقلاب' الذي نفذته حركة حماس في غزة في يونيو الماضي'.

وكانت حركة حماس على لسان سامي أبو زهري قد حمّلت الرئيس عباس مسؤولية فشل المبادرة اليمنية، حيث قال أبو زهري 'الإعلان عن فشل المبادرة اليمنية من الرئاسة يعني عدم جدية الرئيس عباس في أي حوار مع حماس وتهربه من أية التزامات تفرضها المبادرة'. وأضاف أبو زهري ' إذا فشلت المبادرة فعلياً فالرئيس عباس يتحمل مسؤولية هذا الفشل في ظل تأكيد اليمن على موافقة حماس على المبادرة'.

وكان وفدان من منظمة التحرير الفلسطينية وحماس وصلا الثلاثاء إلى العاصمة اليمنية صنعاء لإجراء مباحثات منفصلة حول المبادرة اليمنية الرامية لإعادة الوحدة للصف الفلسطيني، حيث ما زالت حركة فتح تشترط عودة قطاع غزة إلى السلطة الوطنية الفلسطينية والأوضاع فيه لسابق عهدها قبل البدء بالحوار.

إلى ذلك، دعا حزب الشعب الفلسطيني القوى الفلسطينية المختلفة وجماهير الشعب الفلسطيني، لتحرك شعبي واسع بهدف الضغط من أجل تطبيق المبادرة اليمينية، التي تهدف لتوحيد الصف الفلسطيني وإنهاء حالة الانقسام. واعتبر الحزب أن هذه المبادرة تشكل مخرجا عمليا للازمة الراهنة واصفا إياها بالفرصة الهامة التي يجب على كافة الأطراف استغلالها لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، ووضع حد للمخاطر المحدقة التي تهدد الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية.

وأكد الحزب في بيان له على أن مصداقية موقف أي طرف تجاه المبادرة يرتبط بجديته في تطبيقها بعيدا عن المراوغة والمماطلة، الأمر الذي سيعكس عمق الإخلاص لتحقيق هدف إنهاء الانقسام ووحدة الشعب والتصدي للمخاطر الكبيرة التي تواجه مستقبل الشعب الفلسطيني.

وثمن عضو المكتب السياسي لحزب العشب الفلسطيني نافذ غنيم موقف وفد منظمة التحرير الفلسطينية المؤيد للمبادرة اليمنية والمطالب بتطبيقها فورا، مطالبا في الوقت ذاته قيادة حركة حماس بتوحيد مواقفها والتقدم بجرأة ومسؤولية على طريق تطبيق المبادرة اليمنية ووقف تصريحات قادتها المتناقضة تجاه ذلك. وحذر كافة الأطراف من الخضوع لأي ضغوط خارجية تستهدف عرقلة تطبيق المبادرة اليمينية لصالح أجندات إقليمية تتعارض مع مصلحة الشعب الفلسطيني .

وقال غنيم 'إن أهم ما تضمنته المبادرة في أنها لا تشرعن عملية الانقلاب، بما يعنيه ذلك من الحفاظ على مضمون النظام السياسي الفلسطيني بعيدا عن هذه الحالة الشاذة, والتأكيد على مبدأ الانتخابات وتداول السلطة بطريقة سلمية, كما أنها تستكمل ما اتفق عليه في السابق من اتفاقيات ومبادرات، وتوفر آلية متابعة عربية لضمان الالتزام بالمبادرة وبما يتفق عليه'.

وشدد غنيم على أهمية حسم مختلف القضايا بصورة جذرية بما في ذلك محاسبة كل الأفراد الذين الحقوا الأذى بالأفراد والممتلكات العامة والخاصة مهما كانت انتماءاتهم من خلال القانون والمحاكم العادلة، معربا عن أمنياته بنجاح هذه المبادرة رغم تشككه في ذلك، بسبب موقف قيادة حركة حماس المتردد اتجاهها.