الصدر يطالب بالحوار ويدعو أنصاره لتوزيع القرآن على قوات الأمن
تطبيق قانون الإرهاب ضد الصدريين لفرضهم العصيان بالقوة
أسامة مهدي من لندن :
في وقت صعدت فيه السلطات العراقية مواجهاتها في مدينة البصرة الجنوبية ضد عناصر التيار الصدري التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر حيث قتل واصيب العشرات فإنها هددت بمعاقبة من يرغم المواطنين منهم على الانضمام الى العصيان المدني الذي اعلنه التيار في بغداد بالقوة ومنعهم من التوجه الى اعمالهم بينما دعا مسؤولون في التيار الى الحوار لحل المشاكل بالتزامن مع خروج تظاهرات في العاصمة ضد استهداف الصدريين .

وأعلنت قيادة عمليات بغداد لخطة فرض القانون أنها بدأت تطبيق قانون مكافحة الإرهاب إثر قيام مجموعات مسلحة بتوزيع quot;منشورات تهديدquot; تدعو إلى العصيان المدني العام. واضافت في بيان أذيع من أجهزة الإعلام العراقية اليوم انها ستحيل على القضاء كل من يحاول إرغام المواطنين على إغلاق محالهم والتوقف عن العمل ومنع الموظفين والطلاب من التوجه الى إداراتهم ومدارسهم وجامعاتهم . واتهمت القيادة مجموعات في بعض مناطق بغداد بتهديد المواطنين واصحاب المحلات التجارية ومواقف النقل وطلاب المدارس والمعاهد والكليات والموظفين العامين بعدم الدوام في دوائرهم . وقالت ان هذه المجموعات طلبت من المواطنين عدم الالتحاق بأعمالهم من خلال استخدام التهديد المسلح بالعصيان المدني الاجباري مؤكدة ان مثل هذه الافعال تضع مرتكبيها تحت طائلة قانون مكافحة الارهاب وسيتم التعامل مع مرتكبيها من قبل القوات الامنية بحزم وقوة .

ومن جهته وجه مجلس الوزراء العراقي اثر اجتماع له اليوم تحذيرا للمحرضين على العصيان المدني مؤكدا أن هذه الأعمال هي تهديد للسلم الأهلي وممارسات غير دستورية وتعطيل للحياة العامة.
وفي مواجهة ذلك دعا الصدر انصاره الى توزيع اغصان الزيتون ونسخ القرآن الكريم على افراد القوات المسلحة في بادرة سلمية تستهدف التخفيف من حدة التوتر الامني وتجنب مواجهات جديدة بينهم وبين المواطنين .

وقد اعلن التيار الصدري عصيانا مدنيا في الأحياء الشيعية الغربية للعاصمة العراقية التي توقفت فيها الحياة نتيجة مخاوف من التعرض الى الاذى رغم الانتشار الكثيف لقوات الجيش العراقي . وقد ترافق هذا العصيان مع خروج مئات المتظاهرين من انصار التيار الصدري في بغداد اليوم مطالبين بوقف استهداف أعضاء التيار في الاشتباكات التي تشهدها مدينة البصرة حاليا . وقد رفع المتظاهرون لافتات وأعلاما عراقية تتقدمهم صورة مقتدى الصدر وهم يهتفون quot;نعم نعم للسلام .. نعم نعم للعراقquot;.
ويأتي هذا النشاط الذي يقوم به الصدريون احتجاجا على ما يقولون إنها تجاوزات تقوم بها السلطات ضد المواطنين المدنيين وذلك بعد مقتل ستة من عناصرهم مؤخرا في جنوب غرب العاصمة ضمنحملات دهمواعتقالات تنفذها القوات الاميركية والعراقية منذ منتصف العام الماضي وادت الى مقتل العشرات واعتقال المئات من انصار التيار الصدري في بغداد ومحافظات جنوبية .

وهدد المتحدث باسم التيار الصدري في مناطق جانب الكرخ الغربية من بغداد مازن الساعدي بأن الاعتصامات التي بدأت في بعض أحياء بغداد ستنتقل الى مناطق اخرى من العاصمة اضافة الى بعض المحافظات الاخرى اذا لم تكن هناك استجابة من قبل الحكومة لمطالب التيار الصدري الداعية لإطلاق سراح جميع معتقليه وإيقاف الدهم وقيام الحكومة بإصدار اعتذار رسمي عن هذه الاعتقالات.
وكان بيان صدر عن مكتب الشهيد الصدر امس قد طالب الاهالي بتنفيذ عصيان مدني مفتوح في المناطق الواقعة جنوب وجنوب غرب بغداد داعيا الحكومة العراقية الى اطلاق سراح المعتقلين من ابناء التيار الصدري من السجون والمعتقلات وايقافعمليات الدهمضد عناصره.

ومن جهته قال متحدث باسم التيار الصدري اليوم ان مقتدى الصدر يطلب معالجة احداث البصرة عبر quot;الحوار والطرق السلميةquot; مؤكدا معارضته quot;سفك الدم العراقيquot;. واضاف رئيس الهيئة السياسية للتيار الصدري لواء سميسم في النجف (160 كلم جنوب بغداد) ان quot;الصدر (الموجود في مدينة قم الايرانية لمتابعة دروسه الدينية) يراقب الاحداث وتوجياته تنص على ضرورة حل مثل هذه الاشكالات عبر الحوار والطرق السلمية من خلال تدخل البرلمانيين والساسةquot;. وابلغ وكالة الصحافة الفرنسية ان الصدر quot;يعارض سفك اي قطرة دم عراقية خصوصا وان مثل هذه الاشكالات تقع بين الحكومة والشعبquot;.
وتدور معارك عنيفة منذ صباح اليوم في البصرة (550 كلم جنوب بغداد) بين قوات الامن العراقية ومقاتلي جيش المهدي في حين تحدث مصدر طبي عن مقتل واصابة العشرات من المسلحين والمدنيين حيث اكدت الشرطة ان المواجهات بدأت في حي التيمية معقل الميليشيا في المدينة.

وقال بيان أذيع باسم المالكي إن العمليات العسكرية في البصرة قد بدأت فجر اليوم ضد الخارجين على القانون وعصابات التهريب حيث تم الاستيلاء على كميات كبيرة من الاسلحة ومقتل واصابة العشرات اضافة الى اعتقال عناصر مجاميع مسلحة حاولت مقاومة القوات الامنية لم يشر الى عددهم او الجهات التي يتبعون لها .
لكن حارث العذاري المسؤول عن مكتب الصدر في البصرة ان الحكومة نفذت الخطة الامنية بطريقة خاطئة من خلال تجاهلها للمحافظة ومجلسها وكل القوى السياسية في المدينة التي وعدت بعدم استهداف التيار الصدري . واكد ان التيار مستعد للتهدئة والحوار ولاي مبادرة تؤدي الى حل الامور سلميا .

وأبلغ مصدر امني عراقي quot;إيلافquot; ان رئيس الوزراء نوري المالكي يشرف حاليا في البصرة الجنوبية على معارك شرسة بدأت بين القوات العراقية وجيش المهدي اثر حشد حوالى 40 الف عسكري لنزع السلاح في المدينة والقضاء على فرق الموت والميليشيات المسلحة حيث تم غلق حدود المحافظة مع السعودية والكويت وايران والمحافظات المجاورة وأعلن حظر للتجوال وتعطيل للدراسة .
وتدور حاليا في البصرة معارك عنيفة بين القوات العراقية ومسلحي جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذين احرقوا عددا من دبابات الجيش فيما ألغت قناة العراقية الرسمية برامجها وبدأت اذاعة الاغاني الوطنية والافلام العسكرية عن نشاط القوات الامنية . وتستخدم في المعارك الحالية المدفعية والاسلحة الثقيلة والطائرات السمتية من قبل الجيش فيما يواجهها المسلحون بالاسلحة الاوتوماتيكية وقذائف آر بي جي . ويقول مواطنون اتصلت بهم quot;ايلافquot; ان الوضع في المدينة كارثي وان عددا من القتلى قد سقطوا نتيجة المواجهات حيث يتحصن المسلحون بين المواطنين .

وقال المصدر الامني ان المالكي سيبقى في البصرة لايام عدة للاشراف على خطة عسكرية تهدف إلى فرض القانون في المحافظة اطلق عليها quot;صولة الفرسانquot; حيث فرضت السلطات حظر تجوال ليليا على تحركات الافراد والمركبات حتى اشعار اخر واغلاق منافذ المحافظة من السابعة من مساء اليوم وحتى السابعة من صباح السبت المقبل . واكد اغلاق الحدود البحرية والجوية والبرية للمحافظة مع السعودية وايران والكويت . وقال ان اكثر من 40 الف عسكري يشاركون في العمليات المسلحة لفرض القانون في هذه المحافظة الجنوبية التي تعتبر ثاني أكبر محافظات العراق بعد بغداد ويسكنها اكثر من مليوني نسمة.

واضاف المالكي ان خطة فرض القانون تستهدف نزع اسلحة المسلحين والقضاء على الميليشيات وفرق الموت التي استفحل نشاطها مؤخرا ونفذت العديد من عمليات الاغتيال والاختطاف ضد الاطباء واساتذة الجامعات والنساء . وتوقع المصدر ان تستمر العمليات المسلحة حتى مساء الجمعة وقال انه يأمل ان تعود المحافظة الى حالتها الطبيعية السبت المقبل بعد ان تكون عمليات الخطة الامنية قد استمرت اربعة ايام باشراف المالكي القائد العام للقوات المسلحة .
ووصل المالكي الى محافظة البصرة امس يرافقه وزراء الدفاع عبد القادر محمد جاسم والداخلية جواد البولاني والامن الوطني شروان الوائلي والعدل صفاء الدين الصافي حيث عقد اجتماعاً في أحد المقرات العسكرية بحضور قائد عمليات البصرة الفريق اول الركن موحان الفريجي وقائد الشرطة البصرة اللواء الركن عبد الجليل خلف وعدد من كبار الضباط في وزارتي الدفاع والداخلية كما قال بيان صحافي لمكتب المالكي ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; . واضاف ان الاجتماع قد تركز على بحث سبل تحسين الاوضاع الامنية في المحافظة ودفع مشاريع البناء والاعمار فيها إلى الامام.

وفي بيان له أعلن المالكي الليلة الماضية أن الحكومة عازمة على إعادة الأمن والاستقرار وفرض القانون في البصرة التي تتعرض لضغوط تستهدف أمنها واستقرارها .
وقال موجها خطابه الى سكان البصرة ان المدينة تتعرض الى الكثير من الضغوط داخليا وخارجيا لضرب أمنها واستقرارها وذلك باستهداف رموزها الروحية والعلمية والاجتماعية وحتى البسطاء من الناس رجالا ونساء وأخذ ذلك العمل الخارج عن القانون يتستر بغطاءات دينية وسياسية أو غيرها وصاحب ذلك عمليات تهريب لنفط ومشتقاته وللأسلحة والمخدرات وممنوعات اخرى. وأضاف ان هؤلاء الخارجين على القانون قد وجدوا من يقدم لهم الدعم والحماية من داخل أجهزة الدولة وخارجها ترغيبا أو ترهيبا الأمر الذي عزز تفشي الجريمة والقتل والاختطاف وغيرها وما جعل البصرة مدينة لا يأمن المواطن فيها على حياته وماله وما اثر سلبافي تسريع الخدمات والإعمار والاستثمار وكل هذه أمور تؤثرفي مستوى حياة الفرد في البصرة الذي عانى كثيرا في السنوات الماضية .

وحذر المالكي المسلحين الذين يخرقون القانون quot;وكل من يقف وراءهم من الداخل والخارج بأن الوقت قد حان لوقف هذه الجرائم وتجاوزاتهم ونؤكد لهم قدرة الدولة وأجهزتها المختلفة وتكاتف الشعب من ان يعزل هؤلاء مهما كانت ارتباطاتهم ومسمياتهم وصفاتهم ومواقعهم والقانون فوق الجميع والجميع أمام القانون سواء.quot; وشدد بالقول quot; اننا اليوم عازمون على تحقيق الأهداف وبقوة ودون رجعة لذا نطلب منكم الوقوف معنا بقوة وأن توظفوا جميع امكاناتكم مهما صغرت من أجل وقف الجريمة والقبض على المجرمين ومن يقف وراءهم.quot; وقال ان quot;المعلومات التي تقدمونها للأجهزة الأمنية عن المجرمين ستسهل وتعزز وتسرع عملية معالجة الهدف كما أننا نحذر كل من يحاول عرقلة اجراءاتنا بقول أو فعل من شأنه أن يضعف عزيمة القائمين على العمليات الأمنية كما اننا نحذر هؤلاء الذين يتسترون على المجرمين وعلى الخارجين عن القانون بتوفير أماكن أمنة لهم او إيوائهم أو تقديم أي عون لهم من شأنه عرقلة القبض عليهم كما أننا نطالب مواطنينا أن يقبلوا ان تكون بيوتهم او أي من أملاكهم لإستعمالها لتخزين السلاح او أي ممنوعات أخرى لأن ذلك يعرضهم لأشد العقوبة والمساءلة امام القانون.quot; وقال quot;ان على اهلنا في البصرة ان يدركوا أن العمليات التي نقوم بها قد يصاحبها بعض القيود عليكم او اجراءات لا بد منها وهي ضرورية لتعزيز الأمن لذا كلنا امل في تعاونكم وتفهمكم لمثل هذه الاجراءات وامنها جاءت لمصلحتكم.quot;