وسط تشكيك في مصداقيتها:
إستطلاعات الرأي مكان للإختلاف بين هنية وعباس
خلف خلف من رام الله:
بإلقاء نظرة تمعن على نتائج استطلاعات الرأي الفلسطينية الصادرة عن المراكز البحثية، يلحظ تضاربًا في نتائجها، فبعضها يتحدث عن تصاعد في شعبية رئيس الوزراء الفلسطيني المقال والقيادي في حركة (حماس) إسماعيل هنية على حساب تراجع شعبية الرئيس الفلسطيني والقائد العام لحركة فتح محمود عباس quot;أبو مازنquot;. وفي المقابل هناك استطلاعات أخرى تشير إلى أنه لو أجريت الانتخابات الرئاسية الفلسطينية، فإن مرشح حركة فتح سيتفوق بسهولة وبفارق كبير على مرشح حركة حماس.
والتناقض السابق، ظهر جليًا في نتائج استطلاع للرأي نفذه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية الذي يديره الدكتور خليل الشقاقي، واستطلاع آخر للرأي أجراه مراكز استطلاعات الرأي والدراسات المسحية التابع لجامعة النجاح الفلسطينية.
وبحسب نتائج استطلاع الشقاقي، فإنه لو أجريت الانتخابات الرئاسية الفلسطينية غدًا لفاز رئيس الوزراء المقال والقيادي في حركة (حماس) اسماعيل هنية على الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن). وتظهر النتائج كذلك أنه فلو أجريت الانتخابات الرئاسية الفلسطينية غدًا، فإن 47% من الجمهور الفلسطيني سيعطون أصواتهم لهنية، مقابل 46% للرئيس الفلسطيني محمود عباس.
بينما يتضح من نتائج الاستطلاع الصادر عن مركــز استطلاعات الرأي والدراسات المسحية التابع لجامعـة النجـاح الفلسطينية أمس أن 79.6% من أفراد العينة البحثية أفادوا بأنهم سيشاركون في الانتخابات الرئاسية الفلسطينية المقبلة، ومن بين الأشخاص الذين أفادوا بأنهم سيشاركون في الانتخابات الرئاسية المقبلة 35.5% سيعطون أصواتهم لمرشح حركة فتح، في حين أفاد 16.9% أنهم سيعطون أصواتهم لمرشح حركة حماس.
كما بين الاستطلاع الذي اجري في الفترة الواقعة بين 20-22 آذار 2008م، أن 79.6% من أفراد العينة أفادوا بأنهم سيشاركون في الانتخابات التشريعية المقبلة، ومن بين الأشخاص الذين أفادوا بأنهم سيشاركون في الانتخابات التشريعية المقبلة 36.7% سيعطون أصواتهم لمرشح حركة فتح، في حين أفاد 18.6% أنهم سيعطون أصواتهم لمرشح حركة حماس. وبحسب استطلاع النجاح فانه في حالة إجراء انتخابات تشريعي الآن توقع 40.4% فوز حركة فتح في هذه الانتخابات، بينما 20.8% توقع فوز حركة حماس.
حالة الاختلاف والتناقش السابقة في نتائج الاستطلاعات، تدفع الكثير من الفلسطينيين والمراقبين للاعتقاد أن استطلاعات الرأي التي تجريها المراكز البحثية الفلسطينية ليست ذات مصداقية عالية. ويعزز وجهة النظر هذه فشل استطلاعات الرأي في رصد نتائج الانتخابات البرلمانية الفلسطينية التي أجريت عام 2006، حتى بعد قيامها بعملية الاستطلاع يوم الاقتراع نفسه.
ورغم العديد من التقارير والمقالات البحثية التي كتبت حول أسباب فشل الاستطلاعات في قياس النتائج للانتخابات التشريعية الفلسطينية السابقة، لكن لم يعرف لغاية الآن، أين مواطن الخلل بالضبط، ومن اللافت للنظر كذلك أن جميع المراكز أظهرت نتائج متشابهة وبالقدر نفسهمن عدم الدقة. وفي ظل هذه المعجنة، هناك من يذهب للقول إن استطلاعات الرأي الصادرة عن المراكز البحثية معظمها متورط في الألاعيب السياسية.
ومن خلال توجيه سؤال للمواطنين الفلسطينيين، حول رؤيتهم لنتائج استطلاعات الرأي الصادرة عن المراكز البحثية الفلسطينية، يتضح أن معظم الجمهور يشكك في مصداقيتها. حيث يقول الطالب الجامعي زيت رامي منصور (22 عامًا): quot;لا يمكننا التعويل على نتائج استطلاعات الرأي لأن الأرقام التي تعطيها بشكل عام غير واقعية، وتجعل المواطن يشعر، وكأنها مسيسة وموجهةquot;.
ويضيف منصور: quot;أعتقد أن المواطن الذي ينتقد مثلاً سياسات السلطة لا يمكن أن يصدق أن الثقة بالسلطة تصل إلى أرقام عالية بشكل غير طبيعي. وكذلك، فإن الانتماء السياسي لا يمكن أن يكون كما تصوره الاستطلاعات. وهناك أمثلة كثيرة تدل على وجود خلل ما. أنا شخصيًا اعتقد أنه في حال صحة الاستطلاعات، فإنني اشكك في المعلومات التي يقدمها الناس إلى مؤسسات استطلاعات الرأيquot;.
وتابع: quot;ولذلك، من المهم أن يرجع القائمون على هذه الاستطلاعات النتائج، وأن يبحثوا عن آلية تقدم معلومات أكثر دقة، ومقنعة للرأي العام. المشكلة أن أي انتخابات قادمة مثلاً قد تؤدي إلى انهيار الثقة تمامًا في الاستطلاعات، وعندها، لن يكون هناك أي قيمة لتلك الاستطلاعات من لدى المواطن، وكذلك لدى المثقفين وصناع القرارquot;.
أما الشاب مراون عبد الله فيقول: quot;أعتقد أن ارتفاع شعبية حركة (حماس) يعود بشكل إساسي لعدم تحقيق أي تقدم سياسي في المفاوضات التي تجريها القيادة الفلسطينية مع الجانب الإسرائيلي.معتبرًا في الوقت ذاته، أن أستمرار الاستيطان والاعتقالات والاعتداءات التي تنفذها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني تنعكس سلبًا على شعبية حركة (فتح) في الضفة وغزة.
بينما تعتبر المواطنة بتول مراد أن نتائج الاستطلاع هي (لعبة سياسية). وتقول: quot;الاستطلاعات الأخيرة صادرة عن مراكز بحثية اعتدنا دائمًا على نتائجها التي تناصر السلطة وتثبت تفوقها في الشارع، ولكن مرة واحدة يخرج لنا إستطلاع يتحدث عن تفوق شعبية حماس فهذا أمر يبقى محل ريبة وشك، وباعتقادي أن هذا الأمر هو بهدف جر حركة (حماس) للقبول بانتخابات مبكرةquot;.
أما خليل الشقاقي مدير مركز البحوث السياسية فهو القائم على أحد الاستطلاعات التي تشير لضعف شعبية حركة (فتح) أمام حركة (حماس)، فينفي من جانبه، أن تكون نتائج استطلاعه مسيسة، ويقول: quot;حدثان بارزان ساهما في الفصل الاخير وزادا من شعبية حماس، أولهما كان اختراق الحدود عند رفح مع الجانب المصري. وهذا اظهر للجمهور أن حماس قادرة على اختراق الحصار الاسرائيلي. ويتابع: الحدث الثاني كان عملية الجيش الاسرائيلي في جباليا التي قتل فيها 130 فلسطينيًا. العمليات التي تلتها اعتبرت في نظر الجمهور ردًا للفعل.
حماس كما يقول الشقاقي تظهر اليوم كجسم قادر على الرد على الاعمال الإسرائيلية، بينما حركة (فتح) تظهر في مظهر الخاضع المستسلمquot;.
بينما نقل عن مستشار للرئيس الفلسطيني إلقائه اللوم والمسؤولية عن تدهور شعبية الرئيس عباس على كاهل اسرائيل وعلى وجه الدقة وزير الجيش ايهود باراك. ويقول المستشار الذي فضل عدم ذكر أسمه لصحيفة (معاريف) الإسرائيلية: quot;باراك يفكر مثل الكولونيل وليس مثل الجنرال، وليست لديه رؤية واسعة ونحن لا نسمع بارقة امل واحدة في كلماته. إن كان باراك يفعل ما يريده، في هذا الاسبوع اكتملت لحكومة فياض ثمانية اشهر، ما الذي حصلنا عليه من اسرائيل؟ لا شي. نحن نشعر بوجود انفتاح اكبر لدى اولمرت منه لدى باراك. اعلان النوايا الذي صدر عنه افضل، إن كان باراك يمثل معسكر اليسار في اسرائيل فما الذي يتوجب علينا ان نتوقعه من اليمين؟quot;.