لندن: بعد أن تثني التايمز في افتتاحيتها الأولى على جهود رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للتصدي للحركات المسلحة في البصرة، تناشد الصحيفة الحكومة البريطانية عدم التقيد بالبرنامج الزمني لسحب القوات البريطانية في العراق.

وحجة الصحيفة في مطلبها هذا هو أن الحكومة العراقية تمر حاليا بمرحلة دقيقة وحاسمة. فالانتصار في معركة البصرة يعني تعبيد الطريق نحو التطبيع ونحو انبعاث العراق كدولة، أما الهزيمة فلن تعني سقوط البصرة فقط بل ستعني أن جزءا من بغداد سيخرج عن سيطرة الحكومة كذلك.

ولكي تحرز الحكومة العراقية على النصر في هذه المعركة -تقول الصحيفة- ينبغي على الحكومة البريطانية والإدارة الأميركية أن توفر غطاء جويا على الأقل للقوات العراقية، حتى تضمن نوعا من التوازن الميداني quot;لأن الميليشيات التي تنشط بالبصرة لها معرفة دقيقة بميدان المعركةquot;.

وتذكر التايمز في هذا السياق بما التزمت به لندن قبل خمس سنوات: quot; بريطانيا تحملت المسؤولية عن الأمن في الجنوب العراقي... وهي الآن في موقع يؤهلها لتقديم يد العون للقوات العراقية في الاختبار الذي تجتازه.quot;

وعلى هذا الأساس تعتبر الصحيفة أن التقيد بالبرنامج الزمني للانسحاب يعد قرارا لا مسؤولا.

حرب أهلية مستترة
تتبنى الفاينانشل تايمز تحليلا معاكسا تماما لزميلتها، وترى أن ما يحدث في البصر لا يعدو أن يكون صراحا مسلحا بين ميليشيات، وليس بين جيش المهدي والقوات العراقية.

وتقول الصحيفة في افتتاحيتها الأولى: quot;إن الحكومة العراقية الحالية التي يسيطر عليها الشيعة ليست حكومة وطنية إلا بالإسم فقطquot;.

وتعتقد الفاينانشل تايمز أن حكومة نوري المالكي حكومة quot;طائفيةquot; تخدم مصالح حزب رئيسها (الدعوة) وحليفه المجلس الإسلامي الأعلى الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم.

وتضيف الصحيفة: quot; الجيش العراقي على هذا الأساس مجرد عنوان جديد لميليشيا 'فيلق بدر' التابع لحزب المجلس الإسلامي الأعلىquot;.

ولا ترى الصحيفة فيما يعتمل بالبصرة سوى صراع بين المصالح. فثمة حزب يحظى بتأييد واشنطن وطهران في ذات الوقت يريد نصيبا من السلطة في بغداد وشبه دويلة نفطية جنوبي العراق، وثمة ميليشيا انشقت عن حزب المهدي تريد الاحتفاظ بقطاع تهريب النفط.

ثم هناك صراع على الزعامة بين نوري المالكي ومقتدى الصدر، حسب تحليل الصحيفة.

وتنصح الفاينانشل تايمز الولايات المتحدة بعدم التدخل في صراع الأخوة الأعداء، معتبرة أن التيار الصدري -quot;الفائز الأول في انتخابات عام 2005quot;- يمثل أغلبية الأغلبية أي فقراء الشيعة.

'انتفاضة' اللوردات
فضلت الإندبندنت تغطية موضوع ذي طابع محلي، وآثار خارجية، فنشرت على معظم صفحتها الأولى رسالة بعثها 17 من أعضاء مجلس اللوردات (الغرفة العليا في البرلمان البريطاني) إلى رئيس تحرير الصحيفة، بشأن حالة من حالات تعامل الحكومة البريطانية مع مسألة اللجوء.

ويقول روبيرت فيركاييك محرر الشؤون القانونية إن الرسالة تحدثت عن حالة مهدي كاظمي، الشاب المثلي الإيراني الذي رفضت السلطات البريطانية ثم الهولندية منحه حق اللجوء، والذي قد يحكم عليه بالإعدام في إيران.

ويقول اللوردات السبعة عشر في رسالتهم إن حالة كاظمي تجعل من تغيير سياسة اللجوء quot;المسار الأخلاقي الوحيدquot; الذي ينبغي للحكومة أن تسلكه.

ويُطالب هؤلاء اللوردات بأن تبادر الحكومة إلى تجميد قرار ترحيل طالبي حق اللجوء الذين رفضت طلباتهم والذين يخشون على حياتهم إن هم رحلوا إلى بلدانهم.

ودعما لمطلبهم يشير اللوردات السبعة عشر في رسالتهم إلى أن السلطات الإيرانية quot;أعدمت أكثر من 30 سجيناquot; خلال شهر يناير كانون الثاني.

وتأمل الجمعيات المعنية بحقوق الإنسان أن تكون رسالة اللوردات و تقرير اللجنة المستقلة حول تعامل الحكومة مع مسألة اللجوء الذي نشر أمس، نقطة تحول قد تقود إلى إدخال تعديلات على لائحة البلدان quot;الخطرةquot;، وتوسيع قرار التجميد ليشمل جميع الدول التي quot;تعرف بسجلها الهزيل فيما يتعلق بحقوق الإنسانquot;، وليس إيران فقط.

سياسة 'مخزية'
ويربط ماثيو نورمان في ركنه بصفحة الرأي في نفس الصحيفة بين زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي لبريطانيا وبين قضية اللجوء.

ويقارن ساخرا بين المديح الذي كاله ساركوزي للتقاليد الإنسانية التيى تتمتع بها بريطانيا وبين quot;الطابع اللا إنساني لسياسة هذا البلد فيما يتعلق باللجوء والهجرة.quot;

هذه السياسة التي تستوحيها السلطات البريطانية من quot; الصن إحدى صحف مجموعة روبيرت موردوخ، وليس من المبادئ الأخلاقيةquot;.

وبعد أن يشير إلى أمثلة من الهفوات التي وقعت فيها سلطات الهجرة البريطانية، يُذكر عددا من أعضاء الحكومة الحالية بأصولهم غير الإنجليزية وفي مقدمتهم وزير الخارجية ديفيد ميليباند الذي فر أجداده من المذابح التي استهدفت اليهود في أكرانيا، والذي لجأ والده رالف إلى بريطانيا عام 1940 قادما من بلجيكا وفرارا من النازيين.

ويعتبر الكاتب أن ماضي المعاناة هذا، وكذا بعد المبادئ الأخلاقية quot;التي يرفعها رئيس الوزراءquot; جوردن براون، لم تكن وراء التدابير المحتشمة التي اتخذتها الحكومة لتسوية بعض قضايا اللجوء.

فلولا الحملة الإعلامية لما أعارت لندن قضية المترجمين العراقييين أي اهتمام. وحتى عندما التفتت إلى حالاتهم قدمت لهم دعما جد محدود مقارنة مع ما قدمته الدنمارك والسويد مثلا.

تركة الصليبيين
تنشر التايمز تقريرا لمحررها العلمي مارك هندرسن عن الآثار الوراثية للصليبيين في لبنان.

فقد خلصت دراسة مولتها جمعية الناشنال جيوغرافيك، وأنجزتها الجامعة الأميركية ببيروت بالتعاون مع معهد ولكم Wellcome البريطاني، إلى أن 10 في المائة من المسيحيين اللبنانيين و 6 في المائة من غير المسيحيين، يحملون صنفا من صبغيات (كروموسومات) واي Y لا يحمله سوى الأوروبيين.

وشملت الدراسة 926 لبنانيا، واستنتج الباحثون أن هذا الصنف من الصبغيات انتقل إلى عدد من اللبنانيين خلال الحروب الصليبية.

ومعلوم أن صبغيات Y يتوارثها الذكور عن آبائهم.