مفاجأة الرئيس اليمني في اللحظات الأخيرة
السنيورة يطالب القمة بوضع العلاقات مع دمشق على راس الاولويات

السنيورة يحمل سوريا مسؤولية احتدام الازمة السياسية ويطالب بمعالجة التأزم السوري اللبناني

القمة العربية تناقش غداً عدداً من مشاريع القرارات المهمة

بهية مارديني من دمشق،وكالات: طالب رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة القادة العرب بوضع مسألة العلاقات اللبنانية السورية على راس اولوياتهم معتبرا ان مقاطعة لبنان للقمة العربية يعود الى الفراغ في رئاسة الجمهورية بسبب quot;الممارسات السوريةquot;. وجاء كلام السنيورة في رسالة وجهها الى القادة العرب عشية انعقاد القمة العربية في دمشق يومي ال29 و 30 من الشهر الجاري. وطالب باعداد اجتماع خاص بوزراء الخارجية العرب لمعالجة التأزم في العلاقات اللبنانية السورية. وقال quot;لم نذهب الى القمة العربية لاننا نرفض الذهاب من دون رئيس للجمهورية وبسبب الممارسات التي تنتهجها سوريا في لبنان والتي هي احد مظاهر الازمة اللبنانيةquot;.

واعتبر ان quot;العلاقات بين البلدين الشقيقين لم تكن في السنوات الاخيرة سوية ولم تعد كما نريدها طبيعية ومتينة كما ينبغي بين جارينquot;. واوضح ان سبب اتخاذ مجلس الوزراء قراره بعدم المشاركة في القمة العربية انما quot;للتاكيد على ان لبنان يتمثل برئيسه...بالاضافة الى رفض اللبنانيين التكيف مع الوضع القائمquot;. واشار السنيورة الى ان quot;اربعة شهور مضت على الفراغ الرئاسي في لبنان لعبت سوريا خلالها دورا اساسيا في احتدام الازمة السياسية فيه ومنعت وصول المرشح التوافقي للرئاسة واسهمت بتعطيل المبادرة العربية وجهود الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسىquot;.

واكد رغبة الحكومة اللبنانية في اقامة quot;علاقة تعاونية واخوية وصحية بين لبنان وسورياquot; ترتكز على اسس الاحترام المتبادل بينهما وعدم تدخل اي منهما في شؤون الاخر. وراى رئيس الوزراء انه quot;من غير المقبول من سوريا او من ايران او اي دولة اخرى اعتبار لبنان منطقة نفوذ او ساحة للتقاتل وتصفية الحسابات وعلى الجميع التعاطي معه كدولة مستقلة وذات سيادةquot;.

واضاف السنيورة قائلا انه quot;عندما طالب اللبنانييون بالخروج السوري لا ليحلوا مكانه نفوذا اخر وعندما طالبوا بالمحكمة الدولية لم يطلبوها للانتقام والتسييس بل للعدالة وردع المجرمين وحفظ امن لبنان من اغتيالات تنال من خيرة ابنائهquot;. وعدد السنيورة المتطلبات من اجل فتح صفحة جديدة مع سوريا والتي تضم مرور العلاقات السياسية بين البلدين عبر الحكومتين والمؤسسات الدستورية فيهما وان لا يسمح بالعلاقات بين اي من الحكومتين وجماعات سياسية في البلد الاخر بمعزل عن السلطات الرسمية فيه.

وشدد على ضرورة التزام الحكومتين بعدم استخدام اراضي كل منهما معبرا لكل ما يهدد استقرار البلد الاخر وان لا يستخدم اراضي الدولة الاخرى لاغراض عسكرية او سياسية دون موافقة البلد المعني الى جانب تبادل العلاقات الديبلوماسية وترسيم الحدود.

ودعا السنيورة سوريا الى مساعدة لبنان على ضبط السلاح الفلسطيني داخل المخيمات ونزع هذا السلاح المتواجد خارجها نظرا لوجود فصائل فلسطينية مرتبطة بها مما يساعد ذلك على تحقيق امن واستقرار لبنان.

وشملت المتطلبات ايضا باهمية تعهد سوريا بحل قضية المفقودين اللبنانيين في السجون لديها. وشدد السنيورة على بقاء لبنان على التزامه بالقضايا العربية مطالبا العرب مساعدة لبنان على مواجهة تحدياته بدا من الفراغ الرئاسي الى الاحتلال الاسرائيلي لمزارع شبعا مرورا بحل مسالة المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية.

واعاد السنيورة التاكيد على ان quot;لبنان لا يرى مظلة خيرا من المظلة العربية لان العروبة تظل الدرع الذي يحمي ولا يهددquot;. يذكر ان رئاسة مجلس الوزراء قامت بارسال نص كلمة السنيورة الى جميع القادة العرب.

في المقابل، اعتبرت المصادر السورية انه لم يكن مفاجئا مقاطعة لبنان وان كلمة فؤاد السنيورة رئيس الحكومة اللبنانية الجمعة الموجهة إلى زعماء القمة لم تحمل أية مفاجآت او جديد . وكان وليد المعلم وزير الخارجية السوري قال إن quot;مسؤولية الأزمة اللبنانية تقع بالدرجة الأولى على اللبنانيين أنفسهم ولا تستطيع أي دولة أخرى أن تحل محل اللبنانيينquot; , واضاف أنه على quot;الدول العربية لاسيما التي لها علاقات خاصة مع لبنان أن تشجع الأطراف اللبنانية من اجل الحوار والتفاهم فيما بينهم وفق صيغة لاغالب ولا مغلوبquot;.

وحول ما تردد عن نية الحكومة اللبنانية تقديم ورقة للقمة بمثابة كلمة لرئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة, قال المعلم quot;من لا يحضر القمة لا يلقي كلمة quot;. كما اسف لعدم حضور لبنان ،معتبرا أن لبنان بتغيبه ضيع فرصة ثمينة لمناقشة الأزمة اللبنانية في القمة.

و تنعقد أعمال القمة العربية العشرين في دمشق وسط تبلور المحور الثلاثي للسعودية ومصر والأردن الذين خفضوا مستوى تمثيلهم إلى القمة ، ورأت مصادر سورية في حديث مع ايلاف ان قرار مقاطعة قمة دمشق هو قرار لمقاطعة الشارع العربي الذي كان وسيبقى الداعم الأول لسياسة وثقافة الممانعة والمقاومة، وقالت ان من يخسر الشارع العربي يخسر كل شيء واستشرفت مصيره معتبرة انه العودة إلى المنطق والعقلانية والمسؤولية.

ورأت انه لم يكن مفاجئا تخفيض التمثيل السعودي والمصري بل ان الموقف الاردني وعدم حضور الملك عبد الله الثاني او التمثيل في شخص رئيس الحكومة او وزير الخارجية الأردني كان هو المفاجأة خاصة بعد تصريحات الملك الاردني الايجابية تجاه دمشق وقمتها، وزيارته الأخيرة إلى سوريا وتحسن العلاقات بين عمان ودمشق، كما كان مفاجئا ان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لم يحضر بعد تاكيده على الحضور ، واكتفت اليمن بتمثيلها في شخص نائب الرئيس ، مع ان دمشق كان تنتظر صالح حيث قال وزير خارجيتها وليد المعلم الاربعاء في مؤتمر صحافي مشترك مع عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية quot;..ننتظر وصول الرئيس علي عبد الله صالح لاطلاعنا عليها (المبادرة اليمنية للمصالحة بين فتح وحماس) وما إذا كان اليمن يحتاج إلى مساعدة عربية في هذا الشأنquot;.

مواقف سورية مواكبة لقمة دمشق

ورأى وضاح عبد ربه رئيس تحرير جريدة الوطن السورية ان بعض القادة العرب لم يتمكنوا من تلبية دعوة دمشق لحضور القمة العربية لأسباب نتفهمها كمواطنين عرب متابعين لسياسة الإدارة الأميركية في المنطقة وتطلعاتها إلى رؤية الأمة العربية منقسمة بين معتدل ومتطرف وبين صديق وعدو وبين ديمقراطي وديكتاتوري بغض النظر عما تعنيه هذه المصطلحات وبغض النظر أيضاً عن آلية التصنيف على اعتبار أن المصنّف والحكم والخصم واحد..

واعتبر عبد ربه ان القرار لم يكن مفاجئاً، بل متوقعا.. والمفاجأة كانت لو تمكن هؤلاء القادة من حضور قمة العرب ومناقشة قضايا وهموم وآلام الشارع العربي بصراحة وشفافية ومسؤولية، والالتزام بقرار الأغلبية وبقرارات القمة التي من المفترض أن تكون الأساس لكل عمل عربي مشترك.. وقال ان المؤسف أنه قبل القمة وبعد القمة السجال السياسي بين ما أطلقت عليه واشنطن محور الاعتدال وبين دمشق سيبقى مفتوحاً والحملات الاعلامية العربية -الأميركية على سورية كانت وستبقى مستمرة وكل الأدوات والأسلحة والأدوات متاحة من عبد الحليم خدام إلى ميليس، ...

وتابع ان القمة ليست للمجاملة أو للبرتوكول.. وللقمة عنوان وهدف: التضامن العربي وترميم الجراح والارتقاء بالعلاقات العربية-العربية إلى المستوى الذي تتطلبه المرحلة وتنقية الأجواء المتوترة منذ احتلال العراق..

وقال في القمة أيضاً دعوة لحوار صريح وشفاف ومسؤول مع كل القادة العرب لبلورة سياسة مشتركة تجاه الملفات التي تواجه الأمة في فلسطين والعراق ولبنان، واضاف لعل الحوار الصريح والشفاف هو الذي أدى إلى تخفيض مستوى التمثيل..، وخاصة أن الحوار سيؤدي حتماً إلى تغليب ثقافة الممانعة وثقافة الحقوق العربية واستعادة الأرض المحتلة، وهي ثقافة الشارع العربي وتطلعاته وآماله من كل القمم العربية.

واعتبر عبد ربه ان مرحلة ما بعد القمة بشّر بها وزير خارجية مصر وقال إنها تحمل عواقب وخيمة على الوضع العربي، علماً أن الوزير المصري يعرف تمام المعرفة أن قمة دمشق عنوانها quot;التضامن العربيquot;.

وأعرب وليد المعلم وزير الخارجية السوري عن أسفه لانضمام فرنسا إلى معارضي قمة دمشق واعتبرها تدخلا في الشؤون العربية. ورداً على سؤال حول موقف سورية من تصريحات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بتأييده للدول التي غابت عن قمة دمشق قال quot;نأسف لرؤية الرئيس ساركوزي ينضم إلى جوقة معارضي القمة العربية في دمشق وتدخله المباشر في القمة حيث أخذ يفرز العالم العربي كما تفعل الولايات المتحدة الاميركيةquot;.

وأضاف المعلم quot;نحن لا نسأل من يحضر القمم الأوروبية من القادة الأوروبيين ونمتنع عن التدخل في شؤون أوروبا وتصريح ساركوزي لا يخص سورية فقط بل يخص كل العرب لأن هذه قمتهمquot;.

وكان المعلم قد قال أن quot; قمة دمشق هي قمة العمل العربي المشترك والتضامن العربي وعندما يترأس الرئيس بشار الأسد القمة العربية لمدة عام سيواصل جهوده من اجل وحدة الصف العربي وتدعيم التعاون العربي المشتركquot;.

وعما إذا لم يتم بحث بعض المشاكل وجرى ترحيلها لبحثها في اجتماع القمة, قال المعلم إن quot;المواضيع كلها بحثت ولم يترك أي موضوع إلا وتم التداول بشأنه والبت فيه بالإجماع وحول مبادرة السلام العربية, قال المعلم إنه quot;كان هناك تمييز بين مبادرة السلام كمرجعية التزم بها العرب لا يتحقق السلام دون تنفيذها , وبين استراتيجية التحرك من أجل السلام هذا ما سيعاد النظر فيه على مستوى القادةquot;.

وعن تأثير الضغوط الأميركية على نجاح القمة ومستوى التمثيل فيها, قال وزير الخارجية إن quot; الولايات المتحدة لم تدع إلى هذه القمة ولا أثر لها على أعمال القمةquot;, إلا أنه أشار إلى أن quot;مازال لدينا يومين ومتسع للأميركان أن يفعلوا ما يريدون فعله ويوم الأحد سأجيب على هذه الأسئلة..فلأمور مقرونة بنتائجهاquot;.

من جانبه قال المندوب السوري الدائم في جامعة الدول العربية يوسف الأحمد إن quot; إصرار سورية وقائدها الرئيس بشار الأسد على أن تكون القمة العربية في موعدها وبمن حضر هو الذي مكننا من الوصول في نهاية هذه المعركة الدبلوماسية إلى تحقيق النصر، و أضاف الأحمد أن quot; تباشير النصر أتت بانعقاد الاجتماعات على مستوى المندوبين و ووزراء الخارجية وسيتوج هذا النصر بانعقاد القمة الذي يترأسه الرئيس الأسدquot;.

ولفت الأحمد إلى أن quot; هذه القمة أتتنا بفعل الأبجدية وليست منة من أحد فبأي حال يطالبوننا بتقديم تنازلات من أجل عقد القمةquot;. واضاف أنه quot; عندما طرحت قمة دمشق قلنا انها قمة راب الصدع العربي وقمة التضامن العربي وقمة المواجهة العربية وقمة لفلسطين وعلى هذا الأساس عملنا وهكذا ستكون الخاتمةquot;.

هذا ووصل اليوم إلى دمشق كل من رئيس جمهورية جزر القمر الاتحادية والرئيس الفلسطيني محمود عباس و الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة والرئيس السوداني عمر حسن البشير و أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ورئيس دولة الإمارات العربية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان , وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خلبفة آل ثاني و الرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس الموريتاني سيدي محمد ولد الشيخ عبدالله والرئيس الليبي معمر القذافي ، ووصل نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي ونائب رئيس وزراء البحرين الشيخ محمد بن مبارك ال خليفة و نائب رئيس مجلس الوزراء العماني ونائب الرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور الفضلي.

الأسد يبحث مع عدد من القادة العرب المواضيع المدرجة على جدول أعمال القمة دمشق

وزار الأسد القذافي فى مقر إقامته، كما زار عبد العزيز بوتفليقة. واجتمع الرئيس الأسد مع الشيخ صباح الجابر الأحمد الصباح، كما عقد اجتماعاً مع الرئيس عمر حسن البشير. واستقبل سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله رئيس جمهورية موريتانيا الإسلامية. كما استقبل الأسد الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقد تناولت المباحثات خلال هذه اللقاءات والاجتماعات المواضيع المدرجة على جدول أعمال القمة العربية.

مواقف عربية مواكبة للقمة

وقد أكد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الذي حضر إلى دمشق لترؤس وفد بلاده أن الظروف التي تمر بها الدول العربية تتطلب توحيد المواقف وتعميق التشاور للخروج برؤى وقرارات جماعية لمواجهة التحديات الخطيرة التي تواجهها أمتنا العربية في حاضرها ومستقبلها.

وأعرب الشيخ آل نهيان في بيان عقب وصوله إلى دمشق للمشاركة في مؤتمر القمة العربية العشرين عن قناعته التامة بأن أمتنا العربية على الرغم مما يواجهها من أوضاع صعبة تملك من القدرات والإمكانات مايجعلها قادرة إذا توافقت كلمة العرب على تجاوز كل الصعاب وتحقيق مصالحنا وأهدافنا المشتركة.

وقال إن الظروف التي يمر بها عالمنا العربي تتطلب توحيد المواقف وتعميق التشاور للخروج برؤى وقرارات جماعية لمواجهة التحديات الخطيرة التي تواجهها أمتنا العربية في حاضرها ومستقبلها خصوصاً فيما يتعلق بالأوضاع المأساوية في الأراضي الفلسطينية المحتلة واستمرار العدوان والحصار الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية والوضع في لبنان والعراق وغيرها من المخاطر التي تحيق بالعديد من الدول العربية وتعصف بامنها واستقرارها.

وأضافرغم ما يواجه عالمنا العربي من أوضاع صعبة فإننا على قناعة تامة بأن أمتنا العربية تملك من القدرات والإمكانات ما يجعلنا قادرين إذا ما توافقت كلمتنا على تجاوز كل الصعاب وعلى تحقيق مصالحنا وأهدافنا المشتركة معرباً عن أمله في أن تخرج القمة العربية بما فيه خير ومصلحة الأمة العربية في الأمن والاستقرار والرخاء.

من جانبه توجه صاحب الشيخ حمد بن خليفة ال ثانى امير دولة قطر بخالص التحية quot;لاخوانى قادة الدول العربية المشاركين فى هذه القمة التى تنعقد فى وقت بالغ الدقة يتطلب منا جميعا بذل ما بوسعنا لدعم التضامن العربى وتجاوز اى عقبات تعيق مسيرة العمل العربى المشترك لمواجهة ما تتعرض له امتنا من تحديات وأزمات وتحقيق ما تعقده علينا شعوبنا من امال ونسال الله تعالى ان يهيىء لنا من امرنا رشدا ويوفقنا جميعا لما فيه خير امتناquot;.

برنامج القمة

وستبدأالقمة ، بحسب المصادر الرسمية، بجلسة افتتاح علنية حيث سيلقي الرئيسالسوري بشار الأسد كلمة يتناول فيها اخر تطورات الاوضاع في المنطقة والعلاقات العربية - العربية وموقف سوريا منها وكلمة للامين العام للجامعة العربية عمرو موسى وبعد جلسة الافتتاح تبدأ اجتماعات مغلقة للقادة العرب ومن يمثلهم حول طاولة مستديرة.

وطالبت سورية الأمم المتحدة بالتزامن مع القمة بالعمل على تنفيذ القرارات التي أصدرتها بحق إسرائيل, معتبرة أن التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة يهدف إلى التأثير سلبا على قمة دمشق .

ومن ابرز القضايا التي سيناقشها الزعماء العرب ورؤساء الوفود ملف العلاقات العربية - العربية حيث كلف وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم التحضيري الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى لاعداد ورقة عمل والمقترحات لعرضها على القادة العرب.

وتناقش القمة القرارات والتوصيات السياسية التي توصل اليها وزراء الخارجية العرب وكذلك القرارات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية التي توصل اليها المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي الذي انعقد يوم السادس والعشرين من الشهر الجاري على مستوى وزراء الاقتصاد والتجارة والمال العرب وبخاصة مايتعلق بالمواضيع التي ستطرح على القمة الاقتصادية والاجتماعية والتنموية التي ستعقد في دولة الكويت في يناير عام 2009.

ومن مشاريع القرارات التي ستناقشها القمة مشروع قرار اتخذه وزراء الخارجية العرب حول القضية الفلسطينية. ما يتناول مشروع القرارموضوعات القدس والاستيطان والجدار العازل واللاجئين ودور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) ومسألة التنمية.

ويؤكد مشروع القرار على التمسك باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل الاراضى الفلسطينية التى احتلت عام 1967 وعاصمتها القدس ورفض جميع الاجراءات الاسرائيلية غير الشرعية التى تستهدف ضم المدينة وتهويدها.ويدين مشروع القرار مواصلة اسرائيل لانتهاكاتها الجسيمة وممارستها العنصرية واستمرارها بمصادرة وتجريف الاراضى وهدم البيوت فى القدس لخدمة مشاريعها الاستيطانية فى المدينة المقدسة.

ويطالب مشروع القرار الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة بالتحرك الفوري لتحمل مسؤولياتهم والضغط على اسرائيل للوقف الفورى للاستيطان فى مدينة القدس والذى زادت وتيرته بعد مؤتمر انابوليس ومطالبتها بأن تنصرف الى عملية مفاوضات جادة تعيد الحقوق وتحفظ الامن والسلام والاستقرار بدلا من اعلان الحرب على عملية السلام.

ويدين مشروع القرار الانتهاكات الخطيرة التى تمارسها اسرائيل فى مدينة القدس والحفريات فى محيط باب المغاربة واسفل المسجد الاقصى ومحيطه والتى تهدد بانهياره ويطالب اسرائيل التوقف فورا عن كل هذه الاجراءات وتنفيذ التزاماتها طبقا للقانون الدولى واتفاقيات جنيف بالمحافظة على المقدسات الاسلامية والمسيحية فى القدس.

ويدعو مشروع القرار الى عقد مؤتمر عربي خاصة أن القدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009 تحت رعاية جامعة الدول العربية بالتنسيق مع لجنة القدس لبحث سبل مواجهة مخططات اسرائيل الهادفة الى فرض واقع جديد فى مدينة القدس بطمس المعالم والاثار العربية والاسلامية واحلال معالم يهودية مصطنعة مكانها من خلال تنفيذها لاكبر حملة لتهويد القدس وعزلها عن محيطها العربى الاسلامى والمسيحى والتى خصصت لها ميزانية كبيرة لتمويل مشارع استيطانية ضخمة،ويطالب مشروع القرار المجتمع الدولى ومنظمة الامم المتحدة خاصة مجلس الامن باتخاذ الاجرارات اللازمة لارغام اسرائيل على وقف بناء جدار الفصل العنصرى حول مدينة القدس وهدم ماتم بناؤه من هذا الجدار،ويدين الاجراءات الاسرائيلية المتمثلة فى منع سكان الضفة الغربية من الدخول الى مدينة القدس والمرور عبر حواجز وذلك بهدف عزل مدينة القدس وسكانها عن محيطها الفلسطينى وخصوصا بعد استكمال بناء جدار الفصل العنصرى حول القدس.

ويدعو المجتمع الدولى وخاصة مجلس الأمن ومنظمة اليونسكو لتحمل المسؤولية فى الحفاظ على المسجد الاقصى وحمايته من التهديدات الاسرائيلية وحماية كافة المقدسات والاوقاف الاسلامية والمسيحية ووقف الاعتداءات التى يتعرض لها رجال الدين المسيحيين والمسلمين فى المدينة والاراضى الفلسطينية كافة.

ويدين مشروع القرار الاجراءات الاسرائيلية التعسفية الهادفة الى انهاء الوجود الفلسطينى فى القدس والمتمثلة باغلاق المؤسسات الوطنية العاملة فيها والمطالبة باعادة فتح هذه المؤسسات وعلى رأسها بيت الشرق والغرفة التجارية لتمكينها من تقديم الخدمات للمواطنين المقدسيين وحماية الوجود الفلسطينى فى المدينة المقدسة. وبالنسبة لموضوع الاستيطان يؤكد مشروع القرار على عدم شرعية المستوطنات الاسرائيلية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة والتى تمثل انتهاكا للقانون الدولى وقرارات الامم المتحدة واتفاقية جنيف الرابعة ويؤكد على ضرورة التصدى لمحاولات الحكومة الاسرائيلية لتنفيذ اجراءات احادية الجانب وخلق وقائع جديدة على الأرض.

كما يدين مشروع القرار الممارسات الاسرائيلية والمتمثلة فى تكثيف الاستيطان واستيلائها المتواصل على اماكن واسعة من الاراضى الفلسطينية والذى يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولى ومطالبتها بضرورة الالتزام بما جاء فى مؤتمر انابوليس والكف عن هذه الخروقات التى تضر اجواء الثقة المطلوبة لاقامة الدولتين. ويطالب الولايات المتحدة واللجنة الرباعية بالتصدى لاسرائيل واتخاذ موقف حازم تجاه هذا الخرق الخطير لجهود احياء عملية السلام واستمرارها بقضم الاراضى وتكثيفها للاستيطان واستمرارها وتوسعها فى بناء وحدات جديدة.

ويؤكد مشروع القرار رفض السياسات الاسرائيلية فى مجال الهجرة لمخالفتها للشرعية الدولية واتفاقية جنيف الرابعة ويحذر الدول المصدرة للمهاجرين من خطورة الهجرة اليهودية على السلام والاستقرار فى المنطقة وعلى علاقاتها ومصالحها مع الدول العربية والعمل على ابراز مدى صلف وعدوانية المواقف الاسرائيلية فى هذا الخصوص. ويحذر مشروع القرار من خطورة تسارع النشاط الاستيطانى فى مدينة القدس الشرقية ومحيطها بهف فصل المدينة وبشكل نهائى عن باقى اراضى الضفة الغربية.

ويطالب المشروع المجتمع الدولى بالضغط على اسرائيل لوقف الانتهاكات والاعتدائات العسكرية فى الاراضى الفلسطينية المحتلة ويحمل المجتمع الدولى مسؤولية مايجرى من قتل وتدمير وتغيير بيئى وجغرافى من قضم للاراضى واقتلاع للاشجار. ويؤكد على ضرورة سرعة انهاء الازمة الانسانية والاقتصادية التى يعانى منها الشعب الفلسطينى وخاصة فى قطاع غزة كنتيجة للحصار الجائر الذى تفرضه اسرائيل ونتيجة لقطع المساعدات الدولية عن السلطة الوطنية الفلسطينية ويطالب المجتمع الدولى والمنظمات الدولية لممارسة الضغط من اجل سرعة وصول المساعدات الانسانية من غذاء ودواء الى الاراضى الفلسطينية المحتلة لمنع كارثة انسانية وشيكة تهدد بتفجر الاوضاع. ويطالب الاتحاد الاوروبى والولايات المتحدة العمل على انهاء الحصار الاسرائيلى لقطاع غزة وضمان حرية العبور فى معبر رفح وخاصة ان المعبر هو المتنفس الوحيد لاهالى قطاع غزة فى ظل الاحتلال والعمل على تنفيذ الشروط الدولية التى صاحبت تنفيذ الخطة الاسرائيلية لفك الارتباط عن قطاع غزة بعد أن تحول القطاع الى سجن كبير وامتنعت اسرائيل عن تنفيذ وعودها فيما يتعلق بفتح المعابر وبناء الميناء واعادة بناء المطار وانشاء ممر آمن بين القطاع والضفة الغربية.

وبخصوص مسألة اللاجئين يؤكد مشروع القرار بحق اللاجئين الفلسطينيين فى العودة ورفض محاولات التوطين بكافة اشكاله ويدعو الامانة العامة والدول الاعضاء الى مواصلة وتكثيف جهودها على الساحة الدولية وفى الامم المتحدة. لتأكيد هذا الحق وفقا لقرارات الشرعية الدولية ووفقا لمبادرة السلام العربية وتأكيد مسؤولية اسرائيل القانونية والسياسية والاخلاقية عن نشوء واستمرار مشكلة اللاجئين الفلسطينيين.

ويؤكد مشروع القرار رفض مطالبة اسرائيل وبعض الاطراف الدولية تعريف اسرائيل (انها دولة يهودية) والتى تستهدف الغاء حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين والتطهير العرقى العنصرى ضد فلسطينى عام 1948 ورحب بقرار السودان استقبال عدد من اللاجئين الفلسطينيين فى العراق استقبالا مؤقتا للاقامة على اراضيها ودعوة الدول والمؤسسات المعنية تقديم العون المادى لعملية نقلهم من الحدود العراقية السورية واقامتهم المؤقتة فى السودان وانهاء معاناتهم.

وبالنسبة لموضوع الاونروا يؤكد مشروع القرار على التفويض الممنوح للاونروا وفق قرار انشائها وعدم المساس بولايتها او مسؤولتها وعدم تغيير او نقل مسؤوليتها الى جهة أخرى والعمل على أن تبقى الاونروا ومرجعيتها القانونية الامم المتحدة. وبالنسبة لموضوع التنمية يدعو مشروع القرار المجتمع الدولى لتحمل مسؤولياته ومواصلة التزامه واستئناف تقديم المساعدات للشعب الفلسطينى وسلطته الوطنية وعدم اللجوء الى فرض شروط سياسية على الجانب الفلسطينى لتقديم تلك المساعدات.

ويدعو الدول العربية ومؤسسات العمل العربى المشترك والصناديق المالية والاقتصادية لتقديم كافة اشكال الدعم لخطة الاصلاح والتنمية الفلسطينية التى قدمتها السلطة الوطنية الفلسطينية للمجتمع الدولى فى مؤتمر باريس للمانحين الدوليين والمساهمة فى توفير مقومات صمود الشعب الفلسطينى على ارضه ومساعدته فى تطوير مؤسساته ومصادره البشرية وتوجيه الشكر الى كل من دولة الكويت والامارات والجزائر والسعودية والعراق وقطر ومصر على سداد مساهماتها المالية التى اعلنت عنها فى المؤتمر المشار اليه واستعداد الدول للتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية لبحث أوجه صرف وانفاق هذه المبالغ على أن يشمل ذلك قطاع غزة.

ويطالب مشروع القرار من الدول العربية ضرورة ممارسة ضغط دولى على اسرائيل للالتزام بكل بنود اتفاقية المعابر الموقعة مع الجانب الفلسطينى لضمان حرية الافراد والبضائع فى كافة الاراضى الفلسطينية المحتلة بينها وبين محيطها العربى واعادة فتح مطار غزة وبناء الميناء.