خلف خلف من رام الله: لم ير العديد من الفلسطينيين في الضفة الغربية البحر منذ سنوات عدة، بل ان آلاف الأطفال لم يشاهدون البحر في حياتهم سوى عبر الصور الفوتوغرافية وشاشات التلفاز، وذلك نتيجة الحواجز الإسرائيلية المنتشرة في منطقة الأغوار وأريحا والتي تحول دون وصول المواطنين إلى البحر الميت، كما أن البحر الأبيض المتوسط الوصول إليه ليس سوى حلماً باعتبار معظم المدن التي تشرف عليه تتواجد داخل إسرائيل.

ورغم الكشف عن وجود مفاوضات سرية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ عدة أشهر، إلا أن المواطن الفلسطيني لم يلمس أي نتائج على أرض الواقع، فالحواجز متواصلة، والاعتقالات كذلك. وفي هذه اللجة، تخرج إسرائيل بين الفينة والأخرى وتحت ضغوط أميركية للإعلان عن ما تسميه بوادر حسن نية تجاه السلطة الفلسطينية.

وكانت مصادر إسرائيلية كشفت صباح الأحد أنه قبل زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس إلى المنطقة تدرس إسرائيل السماح للفلسطينيين أن يحصلوا على حق وصول حر إلى البحر الميت، وذلك بعد أن يرفع الجيش الإسرائيلي الحاجز الفاصل بين البحر وبين مدينة أريحا، حيث يمنع الفلسطينيين من الوصول للبحر الميت منذ بداية الثانية التي اندلعت عام 2000.

وبالفعل، فقد أعلنت وزارة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس اليوم الأحد أن إسرائيل وافقت على إزالة نحو خمسين حاجزا عسكريا في الضفة الغربية. ولكن لم تذكر الوزارة في بيان لها بعد ظهر اليوم تفاصيل عن أماكن هذه الحواجز. كما جاء في البيان أن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني اتفقا على تسليم قوات الأمن الفلسطينية في الضفة مسؤولية اكبر. وقد نشر البيان الأميركي بعد الاجتماع الذي عقد في فندق الملك داود في القدس بين وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع الإسرائيلي أيهود براك ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض.

ولكن مصادر إسرائيلية أشارت إلى أن معظم هذه الحواجز التي سيتم إخلائها، هي سواتر ترابية وليس حواجز ثابتة، وتقول المصادر: quot;الجيش سيتخذ سلسلة تشكل بادرات طيبة للفلسطينيين. منها إلغاء حاجز أو اثنين في الضفة الغربية، إضافة إلى الحاجز قرب اريحا، كما ستلغى عشرات السواتر الترابية غير المأهولة بالجنود، والتي تمنع الفلسطينيين من الصعود إلى طرق معينة، ويحتمل أن يعطى إذن للفلسطينيين بان يفتحوا رسميا عشرات محطات الشرطة في القرى ذات الحجم المتوسط في الضفة، والتي تعتبر quot;منطقة بquot; وجزء من السيطرة الأمنية الإسرائيلية حسب اتفاقات أوسلوquot;.

كما منح ألاف العمال التصاريح التي تسمح للتجار الفلسطينيين بعبور شبه حر في الحواجز في الضفة دون فحص. وتقول المصادر الإسرائيلية: quot;وقبل اللقاء بين باراك وفياض في منزل الوزير الخاص تقررت سلسلة البادرات الطيبة تجاه الفلسطينيين: إسرائيل وافقت على تعزيز قوات الأمن الفلسطينية في منطقة جنين بـ 600 شرطي اجتازوا تدريبات في الأردن، كما اتفق إضافة إلى ذلك على أن تحصل قوات امن السلطة ومحافل أخرى فيها على 300 سيارة جديدة سيقدمها لهم الامريكيون. كل هذا، دون صلة بـ 25 مصفحة من إنتاج روسي سبق أن اذن بإدخالها إلى المناطق قبل بضعة أسابيعquot;.

وقائمة الموافقات الإسرائيلية حسب معاريف ستتضمن أيضا نقل ملايين العيارات المطاطية التي ستستخدمها الشرطة الفلسطينية لتفريق المظاهرات، وكذا وسائل قتالية أخرى تعتبر quot;لا تقتلquot;. كما سيحصل الفلسطينيون على معدات لاكتشاف العبوات الناسفة ووسائل للرؤية الليلية. وبناء على طلبهم ستمنحهم إسرائيل أيضا ألاف تصاريح العمل في نطاق الخط الأخضر لآلاف الأشخاص من الضفة إضافة إلى 18 ألف تصريح قائم منذ اليوم.