الصدر يشيد بتكاتف أنصاره والهاشمي يدعو إلى اجتماع المجلس الأمني
المالكي: سننقذ البصرة من تدخلات خارجية وعصابات تتستر بالدين
أسامة مهدي من لندن :
أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن حكومته ستضع حدًا لتدخل الأحزاب والقوى السياسية والمليشيات في شؤون الدولة، وهاجم دعوة جهات عراقية إلى تدخل القوى الخارجية في شؤون البلاد، وقال إن البصرة أصبحت ساحة تدخلات خارجية ومسرحًا لتحركات العصابات الإجرامية التي تتستر بغطاء الدين... بينما أشاد الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر في آخر بيان يصدره بتكاتف انصاره ووقوفهم بوجه أعدائهم... في وقت دعا الحزب الإسلامي بزعامة نائب الرئيس طارق الهاشمي إلى اجتماع عاجل للمجلس السياسي للأمن الوطني.

وقال المالكي القائد العام للقوات المسلحة خلال اجتماع بمقر إقامته في مدينة البصرة (550 كلم جنوب بغداد) مع محافظ البصرة ورئيس وأعضاء مجلس المحافظة ومجلس إسناد القانون ومسؤولي الاحزاب والقوى السياسية وشيوخ ووجهاء العشائر في المحافظة، إن الأوضاع التي يعانيها أبناء المدينة من فقدان للأمن والاستقرار، وتجاوز على القانون هي التي دفعت الحكومة إلى تنفيذ خطة لتطهير المحافظة من العصابات الإجرامية وفرض سلطة الدولة دون استهداف لأي جهة معينة. ودعا الأحزاب والقوى السياسية الى التعاون لتمكين أجهزة الدولة من فرض القانون وحماية المواطنين وإعادة الممتلكات العائدة إلى دوائر الدولة، كما نقل بيان للمكتب الاعلامي للمالكي أرسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; الليلة الماضية .
وتعهد المالكي بتهيئة الأجواء المناسبة لتنظيم انتخابات مجالس المحافظات التي ينتظر أن تجري في الاول من تشرين الأول (اكتوبر) المقبل في ظروف ديمقراطية آمنة وحماية الناخبين وتخصيص يوم لكل محافظة لإجراء الانتخابات المحلية. وقال إن البصرة أصبحت للأسف الشديد ساحة صراع وخروقات وتدخلات خارجية ومسرحًا لتحركات العصابات الإجرامية التي تتستر بغطاء الدين ووصل الأمر الى أن نتنازع على هؤلاء، متناسين أن الأصل هو أن نعمل معًا من أجل العراق وتحت سلطة القانون، فلا يمكن أن تبنى الأوطان دون قانون يحمي المواطن ويحفظ هيبة الدولة .

وأضاف أن الخلافات والتنافس هي التي أوصلت الاوضاع الى ماهي عليه في البصرة وعموم البلاد وكان يجب أن تقوم الخلافات على البر والتقوى ولمصلحة الوطن، وأن نستفيد منها وننظم أنفسنا وفق ذلك، وأن نتعاون من اجل تحقيق الأمن والاستقرار والبناء والإعمار في البصرة. وحذر من تغذية العصابات وأصحاب السوابق quot;الذين أطلق النظام البائد سراحهم في أواخر أيام حكمه، والذين ما زالوا ينشرون الجريمة والعنف في عموم البلادquot; كما قال. وشدد على أن القانون يجب ان يكون هو الحاكم في البصرة، وأن الدولة لا تقبل بشريك أو بديل لكننا شركاء ضمن ضوابط ومسؤوليات محددة وموزعة وفق القانون والدستور الذي حدد مسؤولية الموظف والمحافظ، ولا يحق لأحد أن يتجاوز واجبات الآخرين أو يعتدي على موظف يؤدي خدمة عامة سواء كان طبيبًا أم قاضيًا.
وأضاف: quot;إننا متفقون على عدم الرضا بقبول بقاء القوات الأجنبية، لكن ذلك يجب ان يتم بسبل قانونية نعمل جميعًا في سياقها ولا يتم بغير هذه الطرق، ولكن منالمؤسف أننا نجد دولاً وأطرافًا خارجية تتحدث عن شؤون العراق بحرية بسبب قيام بعضهم، ومن بينهم شيوخ عشائر، بفتح الأبواب للتدخلات الخارجية والذهاب إلى إحدى الدول، كما حدث مؤخرًا لطلب التدخل والحصول على إمتيازات خاصة، بينما هذه الدول لم تقدر على حل مشاكلها ولا تتحدث عن القوات الأجنبية على أراضيها .
وقال المالكي quot;لقد بلغ السيل الزبى وتزايدت شكاوى رؤساء الدوائر الرسمية والجامعات من تدخلات الاحزاب والقوى السياسية والمليشياتquot; .. ودعا إلى ضرورة وضع حد لها وحماية واحترام المسؤوليات وعدم التدخل في واجبات الموظفين والجيش والشرطة والقضاء وعدم التسبب بإضعافهم لأنهم يمثلون الدولة ولا يمثلون الحزب أو العشيرة.

وإنتقد رئيس الوزراء العراقي التدخلات والتجاوزات على ممتلكات الدولة ودوائرها الرسميةواستخدام سياراتها لأغراض غير قانونية من قبل بعض الأحزاب، مؤكدًا العزم على إعادة الوجه المشرق لمدينة البصرة المعروفة بتاريخها ومعالمها ومثقفيها وتحقيق الأمن والاستقراروالمضي بمشاريع إعادة البناء والاعمار وتقديم الخدمات.

وعلى الصعيد نفسه، أقر المالكي في تصريحات لقناة quot;العراقيةquot; الفضائية أن القوات العراقية التي جاءت الى البصرة لم تكن جاهزة لخوص المعركة. وقال المالكي ردًا على سؤال حول خطة الحكومة الأمنية في البصرة، وفيما اذا كانت ستستمر أم ستتوقف، quot;إن الخطة الأمنية في البصرة لم تبدأ بعدquot;. وأضاف: quot;إن مهمتنا كانت هي القضاء على العصابات والمسلحين في البصرةquot;.

ومن جهتهم، أعلن مسؤولون عراقيون ان 461 شخصًا على الاقل قد قتلوا واصيب اكثر من الف آخرين بجروح خلال ستة ايام من المواجهات بين مسلحي جيش المهدي والقوات العراقية في عدد من المدن. وبدأت هذه المواجهات الثلاثاء الماضي عندما اعطى المالكي الامر بشن عملية ضد المسلحين في البصرة والتي تشكل معقلاً لجيش المهدي بقيادة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وامتدت المعارك الى مناطق عدة، وخصوصًا الى الاحياء الشيعية في العاصمة ومنها مدينة الصدر الحي الشعبي في شمال شرق بغداد.
مقتدى الصدر يشيد بتكاتف وصبر وتضحيات انصاره
في آخر بيان له في سلسلة بيانات اصدرها خلال الايام الستة الماضية من مواجهات بين انصاره والقوات الحكومية في مختلف المدن العراقية، اشاد الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر بصبر وطاعة وتكاتف انصاره.
وقال الصدر في بيان الليلة الماضية مخاطبًا انصاره quot;لقد دافعتم عن شعبكم وأرضكم وعرضكمquot;. وحيا quot;المجاهدين الذين لم يجعلوا للعدو مكانًا آمنًا وجعلوا من المحتل عدوًا لهم ومن الشعب صديقًا لهمquot;. وشدد قائلاً: quot;اني لأشد من أزركم وأثمن جهودكم في مواجهة العدو الاكبر. وفي الوقت نفسهاعزي شهداءكمquot; .. وفي ما يلي نص البيان :
وقد انسحب مقاتلو جيش المهدي التابع للصدر امس من الشوارع في بغداد والبصرة بعد ستة ايام من المعارك مع قوات الامن العراقية اوقعت مئات القتلى والجرحى.
من جانبها اعربت اللجنة الدولية للصليب الاحمرعنخشيتها من سقوط quot;مئات القتلى وعدد اكبر من الجرحىquot;. واعربت اللجنة عن الاسف لان quot;العديد من سيارات الاسعاف تعرضت لاطلاق نار في البصرة في حين لم تتمكن اخرى من الوصول الى المصابينquot; مذكرة بانه من واجب اطراف النزاع تسهيل الوصول الى الجرحى. وقالت انه quot;في الوقت الذي يبقى الوضع متوترًا في بعض مناطق بغداد والبصرة بدأ الناس يتحركون بحرية لكنهم وخشية من تدهور جديد للوضع قاموا بتخزين الطعام والماء والمواد الاساسيةquot;.

كما وصفت الولايات المتحدة قرار مقتدى الصدر بأنه quot;خطوة ايجابيةquot; بعد ان دعا عناصر جيش المهدي الى انهاء مظاهر التسلح والانسحاب من شوارع المدن .
وقال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية توم كايسي quot;نعتقد أنها خطوة ايجابيةquot;. واضاف quot;من المهم ان يتعاون كل العراقيين مع الحكومة وان يعملوا في اطار النظام السياسي القائمquot;. واضاف كايسي quot;اننا نرحب بتصريحات مقتدى الصدرquot;.
وفي خطوة لقيت ترحيبًا من قبل الحكومة العراقية، إذ انها انهت مواجهات دامت ستة ايام بين قوات الامن العراقية وجيش المهدي في بغداد وجنوب البلاد أمر الصدر اتباعه الاحد بـ quot;إلغاء المظاهر المسلحةquot;. وقال الصدر في بيان يحمل توقيعه وختمه صدر في مدينة النجف جنوب بغداد quot;انطلاقًا من المسؤولية الشرعية وتمهيدًا لاستقلال العراق وتحريره من جيوش الظلام وحقنا للدماء والحفاظ على سلامة البلاد .. تقرر إلغاء المظاهر المسلحة في البصرة وجميع المحافظاتquot;. ويتهم التيار الصدري المعارض للوجود الاميركي في العراق الحكومة العراقية بالولاء للاميركيين وطلب منها الاستقالة.

الحزب الاسلامي يدعو إلى اجتماع عاجل للمجلس السياسي للأمن الوطني
دعا الحزب الاسلامي العراقي بزعامة نائب الرئيس طارق الهاشمي الأجهزة الحكومية الى التعامل مع احداث الوسط والجنوب وبغداد بمنتهى الحيادية والمهنية العالية وعدم السماح بالفلتان الأمني لأي سبب كان واحترام حقوق الإنسان وطالب بعقد اجتماع عاجل للمجلس السياسي للأمن الوطني.

وحذر الحزب في بيان له الى quot;ايلافquot; من ممارسات الثأر والانتقام وردود الفعل الغاضبة التي قد تصدر من هذا الطرف او ذاك في محافظات الوسط والجنوب والعاصمة بغداد. ودعا الأجهزة الحكومية الى التعامل مع هذه الاحداث بمنتهى الحيادية والمهنية العالية وعدم السماح بالفلتان الامني لأي سبب كان واحترام حقوق الإنسان.

وطالب الحزب بعقد اجتماع عاجل للمجلس السياسي للأمن الوطني بالمشاركة الشخصية لكافة قيادات الكيانات السياسية الممثلة في المجلس من أجل مراجعة الموقف الراهن بهدف الاتفاق على سياسة محددة لحل الأزمة السياسية والأمنية الخانقة التي يمر بها شعبنا في جنوب العراق ووسطه وغيرها من الأمور. ويضم المجلس اعضاء الرئاسيات الثلاث للجمهورية والحكومة ومجلس النواب وقادة الكتل السياسية .
وعبر الحزب عن ارتياحه البالغ لبيان الصدر ودعوته إلى إنهاء المظاهر المسلحة وايقاف التصدي المسلح لأجهزة الدولة وقواتها المسلحة. وقال الحزب quot;ان هذا الموقف ينطلق من باب الحرص على مستقبل العراق ولذا فإننا نعده قرارًا مسؤولاً ومنسجمًا مع الدعوات النبيلة التي صدرت مؤخرًا عن قادة وكيانات سياسية مختلفةquot;. واضاف quot;اننا نأمل أن يستجيب اتباع التيار الصدري لهذا النداء ويضعوا نهاية عاجلة للأعمال العسكرية تمهيدًا لحل الأزمة سياسيًاquot;. وناشد الحكومة ضرورة مراعاة تواصل الخدمات واعمال الاغاثة الانسانية في المحافظات المضطربة.