رفض أن يتحول إلى ساعي بريد بسبب عدم تقدم المباحثات
الزهار يمتنع عن ترؤّس وفد حماس للمحادثات مع الجانب المصري

نجلاء عبد ربه من غزة: يبدو أن الأمر لم يعد مجديًا، حينما يتوقف القيادي في حركة حماس الدكتور محمود الزهار عن ترؤس وفد حركته للمباحثات مع القيادة المصرية حول التهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، خاصة في ظل تمييع إسرائيل وتهربها من الإلتزامات التي تتوصل إليها مصر مع حركة حماس أو الجهاد الإسلامي أو كليهما معًا.

فأكثر من سبعة لقاءات خلال أقل من ثلاثة أشهر كانت كافية لأن يتخذ الدكتور الزهار قراره بعدم ترؤس وفد حماس لتلك المباحثات والتي لم تثمر في محصلتها بأي نتيجة، سوى فتح معبر رفح لثلاثة أيام، على فترات، لدخول العالقين على الأراضي المصرية أو في قطاع غزة.

بيد أن هذا الشيء لم يقنع القيادي في حركة حماس quot;الزهارquot; والذي قرر توقيف نشاطه بالكامل، بحسب مصدر في حركته، معللاً ذلك إلى رفضه فيأن يتحول لـquot;ساعي بريدquot; بسبب عدم تقدم المباحثات مع المصريين.

وكانت إسرائيل قد كشفت في وقت سابق أن الدكتور الزهار، إضافة إلى كونه يتباحث مع المصريين حول هدنة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، فإنه يبحث معهم أيضًا قضية الجندي الإسرائيلي quot;جلعاد شاليطquot; المختطف لدى ثلاث فصائل أسرته منذ سنة ونصف تقريبًا، ولا تزال تحتفظ به لتبادله مع 450 أسيرًا لدى السجون الإسرائيلية

ويبدو أن قراءة الدكتور الزهار لمجريات الأحداث والإستعداد الإسرائيلي الجاد لمواجهة محتملة، إما في غزة أو في شمال إسرائيل، في حرب جديدة مع حزب الله، جعلته أكثر تصلبًا وتشددًا حيال قناعته بأن إسرائيل تعتمد على الزمن للوصول لأهدافها العسكرية، وضرب البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية في غزة، وهو ما أشارت إليه جنرالات إسرائيل في مناسبات عدة، فضلاً عن تدريبات خاصة قام بها الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي في النقب الصحراوي إستعدادًا لهجوم واسع، قد ينفذ على قطاع غزة بالكامل، إذا ما إنتهت قضية شاليط، بحسب جنرال إسرائيلي سواء quot;بالإفراج عنه أو تعداده في عداد القتلىquot;.

إلا أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قال قبل يومين إن شاليط على قيد الحياة وهو بصحة جيدة، في إشارة منه لتطمين قادة الحرب في إسرائيل، والتفكير بعمق قبل ضرب غزة مجددًا وبوحشية هذه المرة.

وكشف رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، وجود محاولات إسرائيلية لفتح قنوات اتصال مع الحركة، فيما لم يستبعد نشوب حرب في المنطقة خلال هذا العام.

وقال quot;إن إسرائيل سلوكها معروف، فهي تحاول أن تلوث الجميع وأن تستنزف الجميع وأن تلعب على عامل الوقتquot;.

وأشار إلى أن المفاوضات بشأن تبادل الجندي الإسرائيلي شاليط بمعتقلين فلسطينيين متعثرة. وقال ldquo;ما زال المصريون يقومون بدور الوساطة ولكن هناك أطرافًا أوروبية دخلت على الخط، ولكن إسرائيل تصر على تشددها تجاه القوائم التي قدمناهاrdquo;.

ولم يستبعد مشعل إمكانية نشوب حرب في المنطقة هذا العام، وقال quot;هناك ارتباك أميركي وإسرائيلي ناشئ من شعورهم بعدم القدرة على الحسم، ولذلك يريدون أن يخلقوا بيئة جديدة تسمح لهم بالحسم لاحقاquot;.

وأوضح quot;هم يريدون التصعيد أو فوضى جديدة وحربًا جديدة لعلها تغير من هذه الموازين التي صنعتها المقاومة حتى يعودوا للهيمنة المطلقة التي تسمح لهم بأن يفعلوا ما يشاءون في المنطقة، وأعتقد أنهم كما فشلوا في الماضي فإنهم سيفشلون في المستقبلquot;.

رؤية مشعل تطابقت مع حركته داخل قطاع غزة، حسب مصدر حماس، فهم يرجحون quot;تصعيدًا عسكريًا إسرائيليًا في القطاع في الأسابيع القليلة المقبلة، في محاولةٍ للضغط مجددًا من أجل فرض الشروط الإسرائيلية في إنجاز قضايا quot;التهدئةquot; والمعبر وتبادل الأسرى.

وأكد المصدر أن quot;جميع الاتصالات والمباحثات مع القيادة المصرية بخصوص quot;التهدئةquot; ومعبر رفح الحدودي وقضية تبادل الأسرى، توقفت تمامًا منذ اللقاء الأخير في مدينة العريش قبل نحو أسبوعينquot;.

وكانت حركة حماس قدأعلنت عن شروطها للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، وطالبت بإنهاء الغارات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية وضرب الصواريخ الفلسطينية على البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة، بشرط أن يكون متبادلاً وشاملاً ومتزامنًا، وان يطبق على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس وعلى الضفة الغربية المحتلة، إضافة إلى إعادة فتح المعابر الحدودية في قطاع غزة.

وتشارك حركة الجهاد وحركة حماس التي تسيطر على غزة في محادثات وساطة مع مصر للتوصل إلى هدنة مع إسرائيل التي يطلق عليها عناصر من حماس والجهاد صواريخ من القطاع على المدن والبلدات الإسرائيلية، كرد على الصواريخ الإسرائيلية التي تطلقها على المواطنين في غزة.

وتتوسط مصر منذ فترة طويلة لإبرام هدنة بين إسرائيل والفلسطينيين، إلا أنها إصطدمت بتعنت إسرائيل مستمر حول شروط التهدئة.