أسامة مهدي من لندن : اكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان عقوبات ستفرض على عسكريين رفضوا القتال في البصرة وانضموا الى المسلحين وقال ان فرض القانون قد بدأ في هذه المدينة وسينتهي في كل مدن العراق وطالب التيار الصدري بتطهير صفوفه من الخارجين على القانون ومن البعثيين مشيرا الى ان ملاحقة الخارجين ستمتد الى بغداد ومدن اخرى .. بينما دعا نائب رئيس الجمهورية الامين العام للحزب الاسلامي العراقي طارق الهاشمي القوى السياسية الى تعليق خلافاتها من اجل دعم جهود القوات المسلحة والحكومة لبسط الامن .. في وقت تم في البصرة اليوم اعتقال الامين العام لحزب ثار الله المقرب من ايران مع 6 من مساعديه وقتل احد حراسه .

وقال المالكي في مؤتمر صحافي عقده في بغداد اليوم بعد يومين من عودته اليها بعد ان امضى 10 ايام في البصرة (550 كم جنوب العاصمة) حيث اشرف على العمليات العسكرية فيها ان عمليات فرض القانون قد بدأت في البصرة الجنوبية في جميع مدن العراق مشيرا الى ان عمليات اخرى ستجري في بعض احياء بغداد التي يسيطر عليها التيار الصدري وخاصة مدينتي الصدر والشعلة في بغداد معقلي مؤيدي مقتدى الصدر. واضاف ان البصرة كانت اسيرة العصابات والميليشيات التي تقتل النساء والاطباء والاساتذة ورجال الدين ولكنها تحررت الان منهم . واوضح ان هذه العصابات التي ينتمي قسم منها الى احزاب سياسية قد سيطرت على موارد الموانئ العراقية لتمويل أعمالها الإجرامية . وشدد على أن القوات العراقية لم تستهدف في عملياتها اي تيار سياسي مهما تم الاختلاف معه . وقال إن عمليات البصرة أكدت متانة الوحدة الوطنية وقوة القوات الامنية التي نفذت عملياتها بقدرات عراقية بحتة . واوضح انه قد تم إبلاغ القوات المتعددة الجنسيات بالعملية لكنها لم تشارك فيها مشيرا الى ان القوات العراقية قادرة بما تملك من كفاءات على التخطيط للمعارك وتحقيق الانتصار فيها .

واعتبر المالكي المعارك ضد الخارجين على القانون هي معارك عسكرية وسياسية واعلامية مؤكدا العزم على إنهاء عصابات الجريمة والفساد في مؤسسات الدولة . واوضح ان الميليشيات كانت تسيطر على موارد الموانئ لتهريب النفط وتمويل عملياتها ضد المواطنين ومؤسسات الدولة . وقال إن البصرة كانت اسيرة لكنها تحررت الان والعمليات المسلحة ستنتقل الى مدن اخرى وخاصة في بعض مناطق بغداد التي يسيطر عليها المسلحون ويفرضون على مواطنيها أنماطا معينة من العيش والحياة .

وقال المالكي مخاطبا المسلحين قائلا quot;نحن قادمون وعليكم إلقاء السلاح ووقف التدخل بحياة الناس والمساهمة في البناءquot; .. وشدد على انه لاحياة للعراقيين الا بفرض القانون . وقال ان القوات اكتشفت ان المسلحين يملكون اسلحة ثقيلة وصواريخ بعيدة المدى وفخخوا ابار النفط . واشار الى ان هذه ممارسات البعثيين الذين سبق لهم ان فخخوا ابار نفط الكويت عام 1990 عند احتلالها . ودعا التيار الصدري الى تطهير صفوفه من البعثيين الذين اندسوا اليها ويحاولون الان العودة من ابواب اخرى .. وشدد بالقول quot;نحن لهم بالمرصادquot; . واوضح ان عمليات البصرة قد افرزت الوطنيين الحقيقيين الحريصين على مصالح البلاد والاخرين الذين ينفذون اجندة ضيقة او طائفية .

واقر المالكي برفض مجموعات من العسكريين القتال ضد جيش المهدي في البصرة موضحا ان بعضهم انضموا الى ذلك الجيش وسلموا اسلحتهم لكنه اكد انه ستتم معاقبتهم وفق قانون العقوبات العسكرية . وقال ان هؤلاء قد خانوا العهود بعد ان اقسموا على القرآن حين التحقوا بالقوات الامنية بعدم الانضمام الى الاحزاب quot;لكنا الان تخلصنا منهم وطهرنا صفوف القوات المسلحةquot; . واشار الى ان نجاح عمليات البصرة اكدت قدرة القوات العراقية على فرض الامن في مختلف مدن العراق وإجراء انتخابات المحافظات في الاول من تشرين الاول (اكتوبر) المقبل بأمان .. موضحا ان هذه الانتخابات لن تجري في يوم واحد وانما سيخصص يوم لكل محافظة لضمان عملية انتخاب امنة .

ونفى المالكي أن تكون حكومته قد تفاوضت مع المسلحين مشددا على ان الدولة ترفض التفاوض او التوقيع على اي اتفاقات مع الخارجين على القانون موضحا ان بعض السياسيين هم الذين قاموا بهذه المفاوضات بعيدا من الحكومة .

الهاشمي يدعو الى تعليق الخلافات السياسية بهدف فرض الأمن

قال نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي الذي يقود الحزب الاسلامي احد ثلاثة مكونات تشكل جبهة التوافق السنية اضافة الى مجلس الحوار ومؤتمر اهل العراق ان quot;الخلافات السياسية ينبغي ان تعلق اليوم بهدف التفرغ للمسألة الوطنية بالغة الحساسية والتي ينبغي ان لا يعلو عليها شيء اطلاقاquot; . واضاف الهاشمي في تصريحات وزعها مكتبه الإعلامي اليومإن quot;الوقوف مع القوات المسلحة والاجهزة الحكومية لبسط الأمن في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب اصبح واجبا وطنياquot;. وشدد على ان quot;الخلافات السياسية مع هذا الطرف او ذاك يجب ان تعلق من اجل المصلحة الوطنية التي تفوق كل الخلافات وعلى القادة السياسيين بمختلف توجهاتهم ان يعملوا على إخراج العراق من المأزق الذي هو فيه ووضعه على الطريق الصحيح ليتحقق الاستقرار المنشود وهذه اسبقية اولى لا يعلو عليها شيءquot; . واشار الى ان المطلوب اليوم من القادة السياسيين وقفة واضحة المعالم مع القوات المسلحة والاجهزة الامنية .. موضحا ان هذا quot;لا يعني اصطفافا سياسيا مع طرف ضد طرف اخرquot;.

وحول البيان الأخير الذي اصدره الزعيم الشيعي مقتدى الصدر ودعا فيه انصاره الى إنهاء المظاهر المسلحة اكد المسؤول العراقي قائلا quot; انه موقف تاريخي مسؤول لنزع فتيل أزمة كادت تجلب نتائج كارثية تعافى منها العراق بفضل الله تعالى فهذا الموقف ساهم الى حد كبير في تخفيف الازمة الامنيةquot; . وقال quot;اما الخروقات القانونية التي قد ترتكبها الاجهزة الحكومية فيمكن معالجتها قضائيا وليس باستخدام القوة المسلحة اذ لا مصلحة لأحد في نزع هيبة الدولة ولا منفعة في منازعتها سلطانها ونفوذهاquot;.

واكد ان العراق يحتاج الى رزمة من الحلول لوضعه على الطريق الصحيح quot;فعدم وجود حكومة متكاملة تتبنى برنامجا سياسيا متفقا عليه لا يشجع على استقرار العراقquot;.

واضاف ان quot;المهمة أصبحت واضحة ولابد من اتفاق وطني يحتم على الجميع مراجعة النفس والتحلي بالمرونة في قبول الاخر واستيعاب الجميع في التشاور والعمل بروح الفريق وليكن هذا المشروع بمثابة دعوة للقادة السياسيين اينما كان موقعهم على الخارطة السياسية العراقيةquot; . وقال ان هذه المعاني لا مفر منها اليوم وعلى الساسة ان يعيدوا النظر في المسلمات التي حجبت الكثير من التوافقات الوطنية المطلوبة في العراق اليوم امام مشروع وطني يوحد الجميع وينهي الافتراق السياسي ويضع حلولا في كل الاتجاهات السياسية ..الامنية والاقتصادية والاجتماعية ومشاريع الخدمات وليكن هذا المشروع الوطني صمام الامان لواقع العراق ومستقبلهquot; .

ومعروف ان جبهة التوافق كانت قد سحبت وزراءها الخمسة من حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي الصيف الماضي مطالبة بحزمة إجراءات يتقدمها اصلاح الاجهزة الامنية وإطلاق المعتقلين السياسيين لكنها دخلت مؤخرا في مفاوضات من اجل العودة الى الحكومة بعد تنفيذها عددا من تلك المطالب غير ان هذه المفاوضات لم تصل الى نتيجة بعد .

وتأتي دعوة الهاشمي هذه للقوى السياسية بتعليق خلافاتها اثر المعارك الدامية التي شهدتها بغداد والبصرة ومدن جنوبية اخرى على امتداد ستة ايام خفت منتصف الاسبوع الحالي بين جيش المهدي التابع للصدر والقوات الحكومية والتي ادت الى مقتل واصابة اكثر من الف و500 شخص .
ولم تتوقف الاشتباكات في مدينة البصرة لحد الان حيث تحاول القوات العراقية نزع اسلحة مقاتلي جيش المهدي واعتقال مطلوبين لها .
واعتقلت القوات اليوم الامين العام لحزب quot;ثأر اللهquot; المقرب من ايران يوسف سناوي بعدما دهمت منزله في دور نواب الضباط شمال المدينة ما اسفر عن مقتل احد حراسه واعتقال ستة اخرين من اعضاء الحزب بعد تبادل اطلاق نار جرى بين القوة الداهمة وحراسه .

وسناوي هو ضمن قائمة المطلوبين الذين تستهدفهم الخطة الامنية المنفذة حاليا في البصرة بالإضافة الى أسماء مهمة أخرى ستنفذ بحقهم مذكرات قبض.

وحزب ثأر الله تأسس عام 2005 بعد أن كان حركة يطلق عليها الاسم نفسه ويتركز وجوده في محافظة البصرة ودخل انتخابات مجلس محافظة البصرة ضمن قائمة البصرة الإسلامية اواخر ذلك العام ولم يحصل على اي مقعد فيها لكنه بعد فراغ بعض مقاعد المجلس تم ترشيح سناوي لشغل أحدها دون أن يستلم منصبه بشكل فعلي بسبب خلافات حزبية وصدور ست مذكرات قبض بحقه . ودخل عام 2006 في نزاع مسلح مع قوات البصرة أسفر عن مقتل اثنين من أفراد عائلته وحرق مقره وصدور مذكرة اعتقال بحقه من دون أن يتم تنفيذها. وتتهم السلطات سناوي بالاستحواذ على سيارات عائدة للدولة والقيام بنشاطات مسلحة وممارسة نفوذ على شركة الموانئ العراقية.