التيار الصدري يهدد المالكي بمعركة حاسمة
الصدر يحذر الحكومة من الاستمرار بقتل واعتقال انصاره
أسامة مهدي من لندن :
في بيان غاضب الليلة حذر الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر الحكومة من الاستمرار في قتل واعتقال انصاره من الصدريين وطالبها بتطهير قوات الجيش والشرطة من البعثيين ومليشيات الاحزاب والمفسدين .. بينما هدد احد قادة التيار الصدري بخوض معركة حاسمة ضد رئيس الوزراء نوري المالكي .. في وقت قالت السلطات انها لن تحظر مظاهرة مليونية دعا الى تسييرها الصدر الى مدنية النجف الاربعاء المقبل لاستنكار احتلال العراق في الذكرى الخامسة لدخول القوات الاميركية الى البلاد .

وقال الصدر في اخر بيان له الليلة ان بعض الاطراف في الحكومة العراقية تريد اذلال تياره وتحاول دفعه الى التخلي عن المواجهات العسكرية والسياسية والشعبية مستقبلا او السكوت عن الاعتقالات و سفك دماء الشعب العراقي من مدنيين ومعارضين وصدريين والتبعية للاحتلال ووقف المقاومة الشريفة التي تستهدف المحتل فقط . واكد انه اذا كان يحرص على حفظ دم كل عراقي فأنه لن نسكت عن الظلم . وطالب بأنهاء الفتنة ووقف سفك الدماء والاعتقالات فورا وتطهير الجيش والشرطة من البعثيين والارهابيين ومليشيات الاحزاب والمفسدين مؤكدا استعداده للتعاون مع الحكومة من اجل ذلك.
وكان الصدر دعا في وقت سابق اليوم العراقيين بمختلف طوائفهم وقومياتهم الى مسيرة مليونية تتوجه الى مدنية النجف الاربعاء المقبل في الذكرى الخامسة لاحتلال العراق .
وفي نداء وجهه الى العراقيين كافة دعا الصدر الى مسيرة مليونية ستتوجه الى مدينة النجف (160 كم جنوب غرب بغداد) التي تحتضن مرقد الامام علي بن ابي طالب ومراكز المراجع الشيعية الكبار للتعبير عن رفض استمرار الاحتلال quot; عدو الشعوب والانسانية وضد المجازر البشعة التي يرتكبها المحتل والظالمون تجاه شعبنا الكريمquot; . وطالب العراقيين بتاكيد رفضهم هذا من خلال مشاركتهم في التظاهرة المليونية quot;حاملين الاعلام العراقية لتعزيز وحدة العراق والمطالبة بأستقلالهquot; .
وقد ردت الحكومة العراقية على دعوة الصدر للمسيرة المليونية بالقول انها لن تحاول منعه شريطة ان تكون سلمية. وقال اللواء عبد الكريم خلف المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية ان الدستور يجمي حق التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي.
وراى مراقبون عراقيون للمشهد الداخلي ان هذه التظاهرة تشكل تحديا للحكومة العراقية لاظهار قوة التيار الصدري وانه ما زال قادرا على تعبئة المواطنين برغم ستة ايام من المواجهات الدامية مع القوات العراقية في البصرة وبغداد ومدن عراقية جنوبية اسفرت عن مقتل واصابة الف و500 شخصا اضافة الى مئات المعتقلين . واشار المراقبون الذين كانوا يتحدثون مع quot;ايلافquot; الى ان السلطات العراقية متخوفة مما قد يصاحب التظاهرة من شعارات مؤيدة للصدر ومعادية للاحتلال قد تتحول الى مناهضة للسلطات . واوضحت ان مثل هذه المسيرات المليونية عادة ما تتطلب حشد عشرات الالاف من افراد القوات الحكومية لحماية المشاركين فيها والحيلولة دون تعرضها لاعتداءات من جهة او تحولها الى ممارسات مناهضة للسلطات من جهة اخرى .

وعبر المراقبون عن اعتقادهم بأن عمليات اظهار القوة ومحاولة السيطرة على الشارع الشيعي بين القوى الشيعية المتنافسة قد بدأت مع الاعلان مؤخرا عن اجراء انتخابات مجالس المحافظات تأخذ منحى عنيفا في معركة يتوقع ان تتصاعد الى حين موعد الانتخابات في الاول من تشرين الاول (اكتوبر) المقبل . ويتنافس الصدريون الذين قاطعوا انتخابات المحافظات في عام 2005 مع القوى الاخرى للسيطرة على الجنوب المنتج للنفط ذي الاغلبية الشيعية وخاصة مع منافسهم القوي المجلس الاعلى الاسلامي وهو اكبر حزب شيعي في الحكومة وحليف لحزب الدعوة الاسلامية بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي وحزب ناشط اخر على الساحة السياسية هو حزب الفضيلة الاصغر الذي يسيطر على صناعة النفط المحلية . ويتهم الصدريون المالكي والمجلس الاعلى بمحاولة اضعافهم قبيل الانتخابات التي يتوقع ان يحققوا فيها مكاسب كبيرة على حساب المجلس الذي يسيطر على كثير من المجالس المحلية في محافظات الجنوب العراقي .
وفي تصعيد للمواجهة فقد هدد النائب بهاء الأعرجي عن الكتلة الصدرية اليوم حكومة نوري المالكي بخوض معركة وصفها بالحاسمة في حال عدم التزامها ببنود اللجنة الخماسية التي تشكلت لتنفيذ مبادرة الصدر بانهاء المظاهر المسلحة والكف عن اعتقال أفراد التيار الصدري.

وقال الأعرجي في مؤتمر صحفي عقده في بغداد ان رئيس الوزراء نوري المالكي لم يلتزم ببنود اللجنة الخماسية رغم انها ملزمة واذ لم يستجب للتهدئة فنحن حاضرون لمعركة حاسمةquot;. متهما المالكي بأنه يريد التصعيد ونحن نريد التهدئة .

ومن جانبه اكد المالكي في وقت سابق اليوم ان عقوبات ستفرض على عسكريين رفضوا القتال في البصرة وانضموا الى المسلحين وقال ان فرض القانون قد بدأ في هذه المدينة وسينتهي في كل مدن العراق وطالب التيار الصدري بتطهير صفوفه من الخارجين على القانون ومن البعثيين مشيرا الى ان ملاحقة الخارجين ستمتد الى بغداد ومدن اخرى ..

وقال المالكي في مؤتمر صحافي عقده في بغداد اليوم بعد يومين من عودته اليها بعد ان امضى 10 ايام في البصرة (550 كم جنوب العاصمة) حيث اشرف على العمليات العسكرية فيها ان عمليات فرض القانون قد بدأت في البصرة الجنوبية في جميع مدن العراق مشيرا الى ان عمليات اخرى ستجري في بعض احياء بغداد التي يسيطر عليها التيار الصدري وخاصة مدينتي الصدر والشعلة في بغداد معقلي مؤيدي مقتدى الصدر. واضاف ان البصرة كانت اسيرة العصابات والميليشيات التي تقتل النساء والاطباء والاساتذة ورجال الدين ولكنها تحررت الان منهم . واوضح ان هذه العصابات التي ينتمي قسم منها الى احزاب سياسية قد سيطرت على موارد الموانئ العراقية لتمويل أعمالها الإجرامية . وشدد على أن القوات العراقية لم تستهدف في عملياتها اي تيار سياسي مهما تم الاختلاف معه .

ودعا المالكي التيار الصدري الى تطهير صفوفه من البعثيين الذين اندسوا اليها ويحاولون الان العودة من ابواب اخرى .. وشدد بالقول quot;نحن لهم بالمرصادquot; . واوضح ان عمليات البصرة قد افرزت الوطنيين الحقيقيين الحريصين على مصالح البلاد والاخرين الذين ينفذون اجندة ضيقة او طائفية .

واقر المالكي برفض مجموعات من العسكريين القتال ضد جيش المهدي في البصرة موضحا ان بعضهم انضموا الى ذلك الجيش وسلموا اسلحتهم لكنه اكد انه ستتم معاقبتهم وفق قانون العقوبات العسكرية . وقال ان هؤلاء قد خانوا العهود بعد ان اقسموا على القرآن حين التحقوا بالقوات الامنية بعدم الانضمام الى الاحزاب quot;لكنا الان تخلصنا منهم وطهرنا صفوف القوات المسلحةquot; . واشار الى ان نجاح عمليات البصرة اكدت قدرة القوات العراقية على فرض الامن في مختلف مدن العراق وإجراء انتخابات المحافظات في الاول من تشرين الاول (اكتوبر) المقبل بأمان .. موضحا ان هذه الانتخابات لن تجري في يوم واحد وانما سيخصص يوم لكل محافظة لضمان عملية انتخاب امنة .