اختارت التعاون مع كوريا الشمالية ورفضت عروضا باكستانية وروسية
يديعوت :سوريا أطلقت مشروعا نوويا يوم جنازة حافظ الأسد


القدس -دمشق : نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيليّة تقريراقالت فيه إنّ سباق التسلّح النووي السوري، انطلق على يد الرئيس السوري بشّار الأسد، فور وفاة والده الرئيس الراحل حافظ الأسد في عام 2000. وأوضحت الصحيفة أنّ هذا السعي بدأ عندما عقد الأسد الابن لقاءً مع أعضاء الوفد الكوري الشمالي الذي حضر لتقديم واجب العزاء أثناء الجنازة. وبحسب الصحيفة، فإنّ الأسد الأب كان مؤمناً بأنّ على سوريا الاكتفاء بحيازة سلاح كيميائي وبيولوجي فقط، لكن الاسد الابن كان لديه تصور اخر وأنه quot;أثناء جنازة حافظ الأسد، من خلال لقاء مع الوفد الكوري الشمالي، بدأ نجله نسج مؤامرة نوويّة، حتى اكتشفت إسرائيل المنشأة النووية في دير الزور، التي دُمّرت في أيلول الماضي، وأدّى ذلك إلى سقوط عدد من القتلىquot;.

وقال التقرير الذي اعده مراسل الصحيفة للشؤون الإستراتيجية رونين برغمان والصحافي رونين سولومون ان مديري الوكالة السورية للطاقة النووية، التي تقع مكاتبها على بعد عشرات الأمتار من الموقع الذي اغتيل فيه القيادي في حزب الله عماد مغنية، في دمشق، quot;يعملون على قيادة سورية نحو مسار نوويquot;.وأضاف أن المسؤولين في الوكالة كانوا ضالعين في سلسلة اتصالات سرية مع كوريا الشمالية أسفرت عن quot;ولادة المشروع الذي تم تدمير قسم منه على الأقل في دير الزورquot;.


ووفق التقرير فان نشاط الوكالة السورية للطاقة كان هامشيا على مدى السنوات السابقةحتى قرر بشار الاسد القيام بما في وسع سوريا للحصول على سلاحنووي ، واتت القمة السورية الكورية الشمالية عام 2000 في دمشق لتختم الصفقة ويتم الاتفاق على ادق التفاصيل.وتحت غطاء سري بدأتالسفن المحملة بمركبات المشروع تحت غطاء نقل مواد اسمنتية تنتقل من كوريا الشمالية الى سوريا .

وتتقاطع المعلومات الاستخبارية الاميركية مع ما يذكره التقرير حول تواجد مجموعة من العلماء الكوريين الشماليين في سوريا وذلك في اطار تأهيل مهندسين وتقنيين لمهن الابحاث وادارة المفاعلات النووية ، ويقول التقرير ان مجموعة من هؤلاء العلماء قد قتلوا نتيجة للغارة الاسرئيلية على ديرالزور.


وكان ستيفن هادلي مستشار الامن القومي الاميركي قد قاد حملة لجمع المعلومات حول ما يحدث في دير الزور والتي اكدت وفق التقرير ان السوريين احاطوا المنشأة بقطع كبيرة من الاسمنت لمنع المفتشين من الحصول على عينات من التربة .

ويتطرق التقرير الى مخاوف ما بعد غارة دير الزور حيث قام عدد من المسؤولين الاتراك بتمرير رسائل بين سوريا واسرائيل تمحورت حول quot;انتزاع التزام سوري بعد الرد على غارة ايلول وعدم شن حرب ضد اسرائيلquot; .

ويتابع انه بعد 3 اشهر بدأ يظهر في الصور التي التقطت من المنطقة مبنى يشبه المبنى الذي رصد قبل الغارة على الرغم من استبعاد الاسرائيليين ان تقوم سوريا باعادة التجربة النووية في المكان نفسه مؤكدة وجود منشآت في اماكن اخرى .

ويضيف التقرير أنه quot;في السنوات التي سبقت الاتفاق مع الكوريين، عمل السوريّون على تحقيق الحلم النووي السوريquot;، مشيراً إلى أنّهم quot;سبق أن أداروا مباحثات لحيازة مفاعل نووي من الأرجنتين. لكن الأرجنتينيين أحجموا بضغط أميركيquot; عن تقديم المساعدة. كما زجّت الصحيفة اسم quot;أب القنبلة النووية الباكستانيةquot; عبد القدير خان في المسألة، فقالت إنه اقترح على السوريين quot;ما اقترحه على إيران وليبيا، لكن السوريّين رفضواquot;.
ولم تغب روسيا عن التقرير الإسرائيلي، إذ يكشف أنّ دمشق وموسكو وقّعتا بين عامي 1998 و1999، اتفاقاً لتزويد روسيا السوريّين بثلاثة مفاعلات نووية،quot;وحدث أمر مفاجئ عندما أعلنت سوريا أنّها ألغت مشروع اقتناء تكنولوجيا روسية، وتبين أنّها وقّعت على اتفافات سرية مع كوريا الشماليةquot;.