بوخارست: قال وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس إن واشنطن تعتزم إرسال أعداد كبيرة من الجنود إلى أفغانستان العام المقبل بصرف النظر عن مسار الأمور في العراق وحجم القوات التي ستظل منتشرة في ذلك البلد، الأمر الذي اعتبر أول إشارة من البيت الأبيض إلى مسار الأحداث بعد انتهاء ولاية الرئيس جورج بوش.

وأكد غيتس خلال مقابلة أجراها مع الصحفيين في رومانيا أن بوش قدم تعهداً بهذا الشأن خلال قمة حلف شمال الأطلسي quot;ناتوquot; التي عقدت في بوخارست، وقال إن الرئيس المقبل للولايات المتحدة سيكون بالتأكيد مهتماً بتحقيق النصر في أفغانستان. وتزامنت تصريحات غيتس مع إرسال قادة الحزب الديمقراطي الأميركي رسالة إلى البيت الأبيض طلبوا فيها الانسحاب من العراق وعدم نقل وزر الأزمة الحالية فيه إلى الرئيس الجديد.

وقال قادة الحزب، وبينهم رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، وزعيم الأغلبية الديمقراطية في الكونغرس، هاري ريد، إن الجيش quot;فعل ما بوسعهquot; في العراق، وأن إنهاء الحرب هناك يمثل quot;شرطا أساسيا لاستعادة الجيش وقوات مشاة البحرية عافيتهما.quot; وبالعودة إلى مواقف غيتس التي أدلى بها قبل مغادرته بوخارست إلى سلطنة عُمان، فقد تميزت بأنها خلت من الإشارة إلى الحجم المتوقع للتعزيزات الأميركية المزمع إرسالها إلى أفغانستان التي ينتشر فيها حالياً 31 ألف جندي أمريكي، وفقاً لأسوشيتد برس.

وكشف غيتس أنه نصح الرئيس الأميركي بتقديم التعهد علناً خلال قمة quot;الناتوquot; رغم ما ينطوي عليه من محاذير خاصة في ظل السياسة التي قد تنتهجها الإدارة الأميركية الجديدة عام 2009. وقال غيتس: quot;يسأل البعض: كيف يمكن لنا الحديث عن العام 2009؟.. أن أعتقد أن هناك دعماً كبيراً لهذا الأمر في الولايات المتحدة بسبب التقدم الكثير الذي حققناه على الأرض ضد حركة طالبان.quot;

وأضاف: quot;أعتقد أنه، وبصرف النظر عن هوية الرئيس المقبل، فإنه سيرغب بتحقيق النصر في أفغانستان، لذلك أقول أن تعهد (بوش) كان في موقعه.quot; وتجنب غيتس تحديد حجم التعزيزات التي قد ترسل عام 2009، وقال إن ذلك يعتمد على مستوى التقدم الذي ستحققه القوات الدولية هذا العام، والخطط الذي سيضعها القائد الجديد للقيادة الوسطى.