الرياض: مع اختتام أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مساءالسبتزيارته الرسمية للمملكة العربية السعودية،ظهر أن المحادثات الأبرز مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز تهدف بالدرجة الأولى لإصلاح العلاقات بين السعودية وسوريا.

وبالرغم من تأكيد المحللين السياسيين في الرياض والكويت بان قيادتي البلدين مهمومون كبقية القادة العرب بقضايا المنطقة كلها بدرجة متساوية سواء في العراق أو لبنان أو فلسطين إلا أن التضامن العربي يظل القاسم المشترك والهم الأكبر الذي يشغل بالهم.

ويرى المحللون ان الأجواء التي تعيشها المنطقة ، لا سيما في أعقاب القمة العربية التي عقدت في دمشق وغياب العاهل السعودي عن حضورها وكذلك الرئيس المصري حتمت التحرك الكويتي لاحتواء الخلافات ورتق هذا الفتق الصغير قبل أن يتوسع إلى تصعيد يقذف بالمنطقة إلى أتون صراعات تخدم أهداف جهات خارجية تتربص بها.

ويعكس الاهتمام الاعلامي بالزيارة في نظر المحللين اكتسابها لأهمية خاصة حتى ولو لم يكن الشأن السوري في صدارتها وايا كانت الاهداف منها .

ويعتقد المحللون أن جو التحفظ الذي سيطر على العلاقات السورية السعودية في الفترة الأخيرة ، وما سبقه من غيوم في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عام 2005 تجعل الكثيرين لا يستبعدون تحركا عربيا في هذا الوقت سواء كان من الكويت أو غيرها لإعادة العلاقات بين البلدين إلى مسارها الطبيعي.

وأكدوا أن السعودية كعهدها دائما تسعى لجمع الشمل العربي ، بل وان موقفها الثابت والمبدئي بالدعوة للمحافظة على وحدة العراق وهويته العربية يجسد مدى حرصها على حماية البيت العربي من الانقسام وهو نفس المبدأ تجاه سوريا بالحرص على إبقائها في دائرة العلاقات العربية.

ولفت المحللون إلى أن ما يشوب العلاقات السعودية السورية لا يرجع إلى عوامل أو اسباب مباشرة بقدر ما يعود إلى تباين في المواقف في التعامل مع الملف اللبناني الذي لم يسلم بنظر الكثير من العرب من التأثير الإيراني الأقرب للتحالف مع سوريا العربية.

ولا يخلو سجل العلاقات بين البلدين برؤية المحللين من محطات توقف كما هو الحال عندما شنت إسرائيل الحرب على لبنان وما أعقبها من تصعيد إعلامي حول شرعية هذه الحرب التي قادها حزب الله الشيعي الحليف لدمشق وطهران.

كما لا يخلو هذا السجل بالمقابل من محطات مشرقة تمثلت في أن العاهل السعودي كان أول الواصلين عندما كان وليا للعهد إلى دمشق اثر إعلان وفاة الرئيس حافظ الأسد عام 2000 ، وعاد ثانية إلى دمشق كأول مسئول عربي لتقديم التهنئة لبشار الأسد بمناسبة انتخابه رئيسا لسوريا.

واتفق المحللون على أن السعودية التزمت بسياستها الهادئة في علاقاتها الخارجية مع سوريا دون أن ينعكس التصعيد السوري غير المسبوق على الجانب الاقتصادي أو التأثير على العمالة السورية المتواجدة في أراضيها.

وأعادوا في هذا السياق إلى الأذهان تأكيد السعودية على لسان مصدر مسئول حرصها على العلاقات مع الحكومة والشعب السوري رغم التصريحات السلبية التي أدلى بها مسئول سوري رفيع تجاهها مقللا من دورها العربي والإسلامي.

وأكد المصدر آنذاك أن السعودية لم ولن ترفض أي لقاء يستهدف لم الشمل وتقوية التضامن العربي، موضحاً أن المشكلة ليست في مواقف المملكة ولكن في المواقف التي تنكرت لوحدة الصف العربي وعملت على نشر القلاقل في المنطقة .

وأعرب المحللون عن أملهم بان تكون المباحثات التي أجراها أمير دولة الكويت مع العاهل السعودي تهدف للإصلاح والمصالحة بين السعودية وسوريا ، بل وان تمتد لتشمل مصر لإعادة العلاقات بين الدول الثلاث إلى سيرتها الأولى القوية و العميقة لعدة عقود دون أن تشوبها شائبة أو تعكر صفوها التقلبات الإقليمية والدولية.