القاعدة تتبنى هجوم صنعاء... ودعوات إلى مؤتمر وطني لتدارس الأزمات الأمنية
اليمن من شماله إلى جنوبه: إشتباكات وتظاهرات وهجمات

صنعاء : قالمسؤول أمني يمني إن تنظيم القاعدة أعلن مسؤوليته في بيان اليوم عن هجوم بقذائف مورتر فيما يبدو على مُجمع سكني لأميركيين وغربيين آخرين في العاصمة اليمنية صنعاء يوم الأحد. ولم تتضمن المواقع الاٍسلامية على الانترنت التي عادة ما تنقل مثل هذه البيانات أي إعلان مسؤولية من جناح تنظيم القاعدة في اليمن. وقال المسؤول دون ذكر أي تفاصيل quot;أصدر تنظيم القاعدة بيانًا يعلن فيه مسؤوليته عن الهجوم.

quot;وصرح مسؤول أمني آخر بأن قوات الأمن ألقت القبض على عبد الله الريمي أحد كبار متشددي تنظيم القاعدة يوم السبت للاشتباه في تورطه في التخطيط للعديد من العمليات. ولم يذكر المزيد من التفاصيل.فيما اكد مصدر آخر ان سبعة اشخاص اعتقلوا على خلفية هذا الهجوم. وافاد هذا المصدر ان quot;منفذي الهجوم بحسب المعلومات المتوفرة هم ثلاثة اشخاص ملتحين كانوا معا على متن سيارة واطلقوا القذائف من طرف الحي الذي يتواجد فيه المجمع السكنيquot;.

ونقل موقع صحيفة quot;26 سبتمبرquot; الناطقة باسم وزارة الدفاع اليمنية عن المصدر الامني قوله quot;تهشم زجاج مبنى يسكنه يمنيون واجانب في حي المجمع السكني نتيجة إلقاء ثلاث مقذوفات عن بعدquot; دون مزيد من التفاصيل.

وقال سكان إن القذائف سقطت بالقرب من الفيلات التي يسكنها خبراء نفط اميركيون كانوا يعملون مع شركة quot;هانت اويلquot; التي اصبحت تملكها الحكومة اليمنية وتغير اسمها الى شركة quot;صافرquot; النفطية. وتقع الفيلات خلف مجمع سكني ملحق بفندق رمادة- حدة الذي تملكه الشركة الكويتية للاستثمار في جنوب غرب صنعاء. ويعيش اجانب من الغربيين والعرب في المجمع الذي يضم كذلك مكاتب شركة quot;صافرquot; النفطية.

وقال سكان إن الشرطة طوقت المنطقة واغلقت الطريق المؤدي الى السفارة الاميركية في صنعاء في شمال غرب المدينة. واضافوا انه يجري اجلاء الاجانب القاطنين في المنطقة الى مكان غير معروف بالتنسيق مع السفارة الاميركية.

وكان تنظيم القاعدة قد أعلن مسؤوليته عن هجوم بقذائف المورتر في صنعاء الشهر الماضي لم يصب السفارة الأميركية، ولكنه أصاب فتيات في مدرسة قريبة. وعرضت وزارة الخارجية الأميركية رحلات جوية مجانية الى خارج اليمن للدبلوماسيين الذين ليست هناك حاجة ملحة إلى تواجدهم في اليمن وأفراد عائلاتهم بعد هذا الهجوم. وأعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته أيضًا في وقت سابق عن هجمات قاتلة تعرض لها سياح اسبان وبلجيكيون في اليمن.

وينظر الغرب لليمن على أنه ملاذ للاسلاميين المتشددين وعشرات منهم محتجزون لتورطهم في تفجيرات ضد أهداف غربية واشتباكات مع السلطات. وانضم اليمن المنتج للنفط للجهود بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة الارهاب بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول عام 2001 . وشهد اليمن ذاته هجمات ضد سياح أجانب ومنشآت نفطية وسفن أميركية وفرنسية.

من جهتها، وجهت السفارة الأميركية في صنعاء تحذيرات إلى الرعايا الأميركيين في اليمن لتوخي الحذر عقب إطلاق قذائف على فيلات يسكنها خبراء نفط أميركيون في العاصمة. وقال سكان انه يجري إجلاء الأجانب القاطنين في المنطقة إلى مكان غير معروف بالتنسيق مع السفارة الأميركية.

اليمن من شماله الى جنوبه: اشتباكات وتظاهرات وهجمات



كما اصيب حوالى 21 شخصا بجروح بينهم عشرة من رجال الشرطة في مواجهات جديدة الاثنين بين رجال الامن ومتظاهرين تجمعوا بالالاف في محافظتي الضالع ولحج في جنوب اليمن حيث يستمر التوتر منذ ايام، وذلك بحسب شهود عيان.الى ذلك، اكد مسؤول محلي في محافظة لحج ان لجنة موفدة من قبل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وصلت الى محافظة لحج لمعالجة التوتر المتصاعد منذ ايام.وقال شهود عيان ان الاف المتظاهرين تجمعوا في مدينة الضالع وفي مديرية الشعيب التابعة لمحافظة الضالع، وكذلك في مدينة الحبيلين في لحج.

واقدمت الشرطة على تفريق التظاهرات ما اسفر عن اصابة عدد من الاشخاص بجروح.وبحسب شهود عيان وسكان من الجنوب، ارتفع عدد ضحايا التحركات الاحتجاجية والاضطرابات التي شهدتها محافظتا الضالع ولحج الى 21 جريحا بينهم عشرة من رجال الشرطة.وفيما اصيب ستة عناصر من الشرطة في الضالع خلال تفريق تظاهرتين، اصيب اربعة آخرون من الشرطة في مدينة الحبيلين التابعة لمديرية ردفان في لحج.وذكر الشهود ان متظاهرين في الحبيلين القوا قنبلة يدوية على الشرطة في جوار المنصة التي تدار منه التحركات الاحتجاجية.الا ان الشرطة تمكنت السيطرة على هذه المنصة بعد ان كان المحتجون يتخذون منها منطلقا لتنظيم التظاهرات خلال الاشهر الماضية.

وعلى صعيد آخر، قال مسؤول في السلطة المحلية في لحج ان لجنة رئاسية اوفدها الرئيس صالح quot;وصلت الى المنطقة لمعالجة المشكلات في لحج ومساعدة السلطة المحلية على استعادة الامن والاستقرار في المنطقةquot;.

ولم تكن المناطق اليمنية الأخرى أفضل حالاً امس، إذ سجل اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين جنوبًا، وقتال بين قبائل موالية للحكومة والحوثيين شمالاً، وهجمات متفرقة شرقًا. لتكون الحصيلة 20 قتيلاً وعشرات الجرحى. ففي الجنوب، قال سكان بلدة الكود في محافظة أبين أمس أن عناصر الأمن أطلقوا النار على المتظاهرين، المحتجين على عدم دمجهم في الجيش، ما أدى إلى مقتل شخصين وجرح ثمانية، وفي صعدة شمالاً، اشتبك مسلحون من قبيلة بختان، الموالية للحكومة، مع متمردين من الحوثيين، أمس الأول في سوق منطقة آل سالم، ما أدى إلى مقتل 18 شخصًا، ستة منهم ينتمون إلى القبيلة، وإصابة 13 آخرين.

وتشهد محافظات الضالع ولحج وعدن الجنوبية منذ اكثر من اسبوع تحركات احتجاجية قامت خلالها السلطات بعشرات الاعتقالات شملت كوادر في الحزب الاشتراكي الذي كان الحزب الحاكم في اليمن الجنوبي السابق.وبدأت موجة الاحتجاجات على خلفية رفض التحاق شبان جنوبيين في الجيش بعدما تقدموا للتطوع تلبية لدعوة عامة في هذا الخصوص.ولا توجد حتى الآن حصيلة للاعتقالات من قبل المعارضة او من قبل السلطات الا ان شهودا عيان واقارب للمعتقلين اكدوا ان الاعتقالات بالعشرات.وتخللت التحركات الاحتجاجية اعمال شغب واقدم متظاهرون غاضبون على قطع طرقات بالحجارة والاطارات المشتعلة.

وقالت وكالة الانباء اليمنية بأنه وتنفيذًا لقرار مجلس الدفاع الوطني في جلسته المنعقدة بتاريخ 2/ 4 / 2008 أٌقر تشكيل لجنة مصغرة برئاسة نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، وعضوية رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور، والمستشار السياسي لرئيس الجمهورية الدكتور عبد الكريم الإرياني، ومستشار رئيس الجمهورية عبد القادر باجمال، ونائب رئيس الوزراء وزير الداخلية رشاد العليمي، ووزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد، ومدير مكتب رئاسة الجمهورية رئيس جهاز الأمن القومي علي محمد الآنسي، ووزير الإعلام حسن أحمد اللوزي، ووزير الإدارة المحلية عبد القادر علي هلال، وذلك لمتابعة الأحداث والتطورات في الساحة الوطنية، واتخاذ المعالجات والإجراءات والتدابير الكفيلة بالحفاظ على السكينة العامة، ومعالجة القضايا أولاً بأول، وبما يحقق المصلحة العامة.

وعلى صعيد آخر، قالت وكالة quot;مأرب برسquot; نقلاً عن النائبعلي عبدربة القاضي رئيس كتلة المستقلين في مجلس النواب إن الوضع الحالي التي تمر فيه البلاد قد تجاوز حدة أكثر من اللازم وانه ينحدر من سيئ إلى أسوأ بخطوات متلاحقة وسريعة. وكشف عن مقترح سيقدمه اليوم إلى مجلس النواب لحل تلك الأزمة تتمثل في الدعوة إلى مؤتمر وطني شامل تحضره جميع القوى الفاعلة في اليمن مع مشاركة معارضة الخارج يتم فيه تدارس أوضاع البلاد والبحث عن مخارج للأزمة من جميع الجوانب، وبمشاركة من جميع شرائح المجتمع من منظمات وهيئات مدنية وحقوقية.

وأوضح أن مشروع المؤتمر الوطني هو المخرج الوحيد، وأنه واثق من تجاوب الكثير من أعضاء المجلس مع المشروع والذي سينتدب له 21 برلمانيًا يمثلون محافظات الجمهورية ومن جميع الأطياف السياسية وسيكونون هم اللجنة التحضيرية للمؤتمر.