الياس توما من براغ: أكدت السفارة الاميركية في براغ اليوم أن وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس ستحضر إلى براغ للتوقيع على الاتفاقية الرئيسة الخاصة بوضع الرادار الاميركي في تشيكيا. ونقلت وكالة الأنباء التشيكية عن الناطقة باسم السفارة فيكتوريا سيلفيرمان قولها أن الاتفاقية سيجري التوقيع عليها على مستوى وزيري خارجية تشيكيا والولايات المتحدة غير انه لم يتم بعد تحديد موعد دقيق لذلك.

وكان وزير الخارجية التشيكي كارل شفارتسينبيرغ قد أعلن خلال قمة حلف الناتو في بوخارست بأنه سيتم التوقيع على هذه اتفاقية خلال العشرة أيام الأولى من أيار مايو القادم فيما رجحت مصادر دبلوماسية تشيكية وأمريكية للصحيفة الاقتصادية التشيكية أن يتم ذلك خلال مؤتمر حول الدفاع الصاروخي المضاد لحلف الناتو سيعقد في براغ في الخامس من أيار مايو القادم بحضور أمين عام الناتو والوزيرة الأميركية.

ولا يمثل التوقيع على هذه الاتفاقية سوى المرحلة الأولى منها لان الأمر الرئيسي سيبقى يكمن في مصادقة البرلمان التشيكي عليها وفي هذا المجال بدأت حكومة ميريك توبولانيك تواجه الآن تحديا جديا بسبب تبني مجلس حزب الخضر المشارك في الائتلاف الحاكم قرارا يرفض وضع القاعدة الرادارية الاميركية في تشيكيا ويدعو وزراء ونواب الحزب إلى التصويت ضد إقرار الاتفاقية الخاصة بذلك أثناء عرضها على البرلمان بعد التوقيع عليها.

وعلى الرغم من أن حزب الخضر يعتبر حزبا صغيرا ولا يمتلك في البرلمان سوى ستة نواب إلا أن هذه الأصوات تعتبر بالغة الأهمية في موضوع إقرار أو رفض الاتفاقية الأميركية التشيكية لان المعارضة ممثلة بالحزب الاجتماعي والحزب الشيوعي ينقصها أصوات قليلة لرفض الاتفاقية وبالتالي فان تصويت عدة نواب من حزب الخضر إلى جانبها ضد الرادار يمكن له أن يفشل محاولة الحكومة إقرار هذه الاتفاقية.

ويتم التوقع من قبل العديد من المراقبين هنا أن حدوث ذلك سيعني على الأرجح انهيار الائتلاف الحاكم رغم أن مثل هذا الأمر لم يتم التطرق إليه في الاتفاقية الخاصة بتشكيل الائتلاف الحكومي الحالي كون هذه المسالة لم تكون مطروحة على الساحة السياسية أثناء تشكيل هذا الائتلاف.

وقد عكس الاجتماع الأخير لمجلس الحزب وجود انقسام جدي في الموقف من موضوع الرادار الاميركي فرئيس الحزب وزير البيئة مارتين بورسيك أعلن مع رئيسة الكتلة النيابية للحزب في البرلمان كاترجينا جاك بان ما صدر عن قمة بوخارست يستجيب لطلبهما بان يكون الرادار جزءا من المنظومة الدفاعية الجماعية لحلف الناتو فيما قالت رئيسة مجلس الحزب النائبة في البرلمان أولغا زوبوفا أن ما صدر عن قمة بوخارست لم يكن كافيا وأنها ستلتزم بقرار مجلس الحزب فيما قالت النائبة فييرا ياكوبكوفا بأنها تفكر ومنذ وقت طويل بان الرادار يجب أن لا يوضع في تشيكيا وان الأمر سيان بالنسبة لها إذا كان سيخضع الرادار لقيادة الناتو أو للقيادة الأميركية.

وترى زوبوفا أن نائب رئيس الحزب وزير التعليم اوندرجية ليشكا لا يزال يتبنى موقفا مترددا بشان دعم الرادار في حين لم يعلن النائب الرابع برشيمسل رابس موقفه النهائي مشددا على انه يريد الإطلاع أولا على ما تضمنته مقررات قمة الناتو في بوخارست بشان الدرع الصاروخي الاميركي قبل أن يتخذ قراره .
ويعترف قادة مجلس الحزب أن قرار مجلسهم غير ملزم لنواب الحزب غير أن تصويت بعض نواب هذا الحزب ضد الرادار مع نواب آخرين من الذين انشقوا عن الحزب الاجتماعي يمكن له أن يجعل كفة المعارضة ترجح وبالتالي إخفاق الحكومة في مسعاها لوضع الرادار الاميركي في تشيكيا. يذكر أن الحكومة التشيكية رفضت مختلف الدعوات لتنظيم استفتاء بهذا الشأن كون الرأي العام التشيكي وفق مختلف الاستطلاعات يرفض وضع الرادار في تشيكيا.