القدس: اجتمع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الاثنين، للمرة الأولى خلال قرابة شهرين، مجددين التزامهما بما تدفع إليه واشنطن من ضرورة التوصل إلى اتفاق سلام قبل نهاية العام. كما جدّد عباس وأولمرت أهمية quot;خارطة الطريقquot; للسلام وكذلك تنفيذ جميع التزاماتهما، وذلك أثناء الاجتماع الذي استغرق ثلاث ساعات.

وتمّ التوصّل إلى quot;خارطة الطريقquot; عام 2003 من قبل اللجنة الرباعية التي تضمّ الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا. وقال رغيف إنّ الاجتماع هو الأول بين الزعيمين منذ 19 فبراير/شباط.

ووافق كلاهما على الالتقاء كلّ أسبوعين، وفق ما ينصّ عليه اتفاق توصل إليه الجانبان خلال مؤتمر أنابوليس لسلام الشرق الأوسط الذي عقد في الولايات المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني. كما وافق الزعيمان على العمل من أجل التوصل إلى اتفاق سلام متفاهم عليه، يتم التوقيع عليه قبل نهاية العام.

وعلّق عباس مشاركاته في المحادثات في بداية مارس/آذار بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة التي أدّت إلى مقتل أكثر من 100 فلسطيني. وجاءت تلك العمليات ردا على الهجمات بإطلاق صواريخ القسام على مدن إسرائيلية من قبل نشطين فلسطينيين في غزة.

وتراجع عباس عن موقفه إثر ذلك بأيام في أعقاب زيارة قامت بها إلى المنطقة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس. وأثناء محادثات الاثنين، عبّر أولمرت وعباس عن قلقهما بشأن الموقف الحالي غير أنّهما وافقا على الاستمرار في الحوار السياسي بهدف التوصل إلى اتفاق تاريخي، وفق ما أوضح رغيف.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن الاجتماع أسفر عن اتفاق الطرفين بعدم السماح للخلافات حول المستوطنات والقضايا الأمنية بعرقلة سير المفاوضات بينهما. غير أنّ المتحدث باسم حركة quot;حماس:quot; فوزي برهوم، اعتبر اجتماع الاثنين، غير مبرّر في ضوء التحركات الإسرائيلية الأخيرة لتوسيع الاستيطان وكذلك quot;اعتداءها على الفلسطينيين.quot;

وأضاف أنّ quot;الرئيس عباس فقد أي رغبة وتصميم على وقف أو تعليق أي شكل من المفاوضات والحوار مع الاحتلال الإسرائيلي.quot; وكان عباس قد قال لدى اجتماعه بقادة حركة فتح التي يترأسها الأحد: quot;نحن نتفاوض بكل جدية، ونسعى للتوصل إلى اتفاق بشأن كل قضايا الوضع النهائي ولكن ليس بأي ثمن.quot; ويتعرض الجانبان الفلسطيني إلى ضغوط أمريكية لإجبارهما على اتخاذ خطوات من شأنها بناء الثقة بينهما قبيل الزيارة التي ينوي الرئيس الأميركي جورج بوش القيام بها للمنطقة في شهر مايو/أيار.