هاجم الحكومة والاحتلال ودعا لإطلاق المعتقلين وأجل المسيرة
الصدر يهدد بإلغاء تجميد جيش المهدي واستئناف القتال


أسامة مهدي من لندن : هدد الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر بإلغاء تجميد جيش المهدي التابع له واعلن تأجيل مسيرته المليونية التي دعا اليها غدا في الذكرى الخامسة لاحتلال العراق بسبب الاجراءات الامنية الحكومية ضدها وطالب بإطلاق سراح المعتقلين وقال إن اجراءات الحكومة ضد العراقيين فاقت سوءا ممارسات النظام السابق .. فيما اعلنت السلطات يوم غد عطلة رسمية في جميع انحاء البلاد لمناسبة الذكرى الخامسة لسقوط النظام السابق .وفي لغة شديدة اللهجة هاجم فيها الاحتلال والحكومة التي وصفها بذنب الاحتلال خاطب الصدر انصاره في بيان اليوم قائلا quot; يا رجال الله وجنده يا احباء الله وحزبه يا اتباع الامام وانصاره يا جيش الامام واتباعه حياكم الله جميعا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..والله قد ملأتم قلب الاعداء قيحا ووطأتم موطئا يغيض الكفار فهنيئا لكم نصر والله والفتح القريب فبحبكم لحوزتكم وطاعتكم لها وبتوحدكم بتكاتفكم قد ارعبتم المحتل واذنابه وبوقوفكم صفا واحدا كالبنيان المرصوص ضد هجمات المحتل واتباعه قد اثبتم قدرتكم على تحرير العراق مستقبلا فحيا الله جهودكم واستمروا في جهادكم ومقاومتكم للمحتل الذي دنس ارضنا واعتدى على مقدساتنا وقتل شبابنا ونساءنا واطفالنا وشيوخنا ولم يفرق بين احد منهم على الاطلاق وقصف مدننا واعتدى على اعراضنا واموالنا وعلمائننا واطبائنا واساتذتنا وموظفينا ومراجعنا واراضينا ووحدتنا وزرع الفتنة بيننا وجاءنا بمشروع سماه ( الديمقراطية ) التي جعلت ذريعة لضرب الشعب العراقي وظلمه وقتله وتشريده واعتقاله من قبلهم ومن بعض الثلة المحسوبين عليه quot; .

وقال مخاطبا افراد القوات المسلحة quot; اني على يقين ان جيشنا وشرطتنا الوطنية الاصيلة ممن جعلوا الله نصب اعينهم وجعلوا حب الوطن في قلوبهم ومن الشعب العراقي اخوة لهم لم ولن يمدوا ايديهم ليقتلوا او يعتقلوا ابناءهم واخوتهم بل واباءهم وامهاتهم ولم ولن تتلطخ ايديهم بدماء شعبهم وتعذيبهم وعوائلهم في قعر السجون الاميركية وغيرها .. كما فعل المحتل بنا ومن قبله الهدامquot; . واضاف quot;فها نحن ياجيش العراق الباسل ويا شرطة العراق الصابرة قد فتحنا لكم قلوبنا وملؤها الحب ومددنا لك ايدينا وهي محملة باغصان الزيتون تارة وبكتاب الله تارة اخرى اخرى .. فهل انتم ممن يحب الاسلام والسلام .. فإن كنتم كذلك فأنا ادعوكم الى مناصرة إخوانكم المحاصرين ومناصرة ابنائكم المعتقلين ولمناصرة جرحى العراق الذين لم تسعهم مستشفيات العراق ولا اطباؤه ولا علاجاته .. فكونوا يدا واحدة مع اخوانكم المجاهدين لتحرير العراق واستقلاله ووحدته ارضا وشعبا ولن تفرق بيننا انتخابات ولا ديمقراطية ولا اميركي ولا محتل ولا مندس ولا بعثي ولا حزبي طائفي مقيت فجزاكم الله خير جزاء المحسنين واسال الله ان يجعلكم درعا للعراق واهله ولارض العراق ووحدته لا للمحتل واذنابه فطاعة الله فوق كل شيءquot; .

ويذكر ان وزير الداخلية العراقية جواد البولاني قد اعلن اليوم ان 10% من عدد افراد القوات الامنية في مدينة البصرة الجنوبية قد طردوا من وظائفهم واحيلوا على المحاكم العسكرية لرفضهم قتال جيش المهدي في المواجهات التي شهدتها المدينة مؤخرا علما ان عدد القوات الحكومية في البصرة يبلغ حوالى 25 الفا .واستطرد الصدر في بيانه قائلا quot; نحن نرى مدى الانتشار الامني الذي قامت به حكومة (المالكي) ومدى التصعيد الذي تقوم به ضد الشعب في جميع انحاء العراق وكأن الشعب العراقي او جله مجرم مطلوب للعدالة متذكرين بذلك قول احد الظالمين الذي جعل الشعب العراقي بكافة اطيافه واديانه تابعا للمحتل مع شديد الاسفquot; . واضاف quot;ان دل هذا الانتشار الامني على شيء انما يدل على ان الحكومة لازالت تقع تحت الضغط الاميركي المقيت وسياساته الخداعة الدنيوية البغيضة وتحت سلطته الظالمة فلذا هي تحاول منع المسيرة المليونية السنوية ضد الاحتلال وتمنع دخول المؤمنين الانتخابات وتحاول جاهدة ترسيخ أسس المشروع الاميركي القاضي بتقسيم العراق على اسس طائفية وعرقيةquot; .

وقال quot;فوالله ان الهدام (صدام حسين) لم يمنع السير الى الامام الحسين (ع) علنا وانما بتكثيف السيطرات ونقاط التفتيش وزرع العيون والجواسيس واظهار السلاح وغيرها من الامور التي اعتادوا عليها وها نحن نراهم بأم اعيننا لذا فإني ادعو الشعب العراقي الحبيب ممن يرغبون التظاهر ضد الاحتلال بأن يؤجلوا خروجهم خوفا مني على حفظ دمائهم فوالله اني اخاف ان تمتد يدا العراقي اليكم واتشرف بأن تمتد يدا الاميركي عليكمquot; . واضاف quot;اعلموا ان احد ابرز اعضاء الحكومة الحالية قد هدد في السنة الماضية بإخراج مسيرة مليونية مؤازرة للاحتلال كما خرجتم انتم بتظاهرة مليونية ضد الاحتلال فها آنذا اتحداه لتطبيق كلامه هذا الذي ان دل على شيء انما يدل على صدق ما اخبرني به قبل اعوام من انه (يخاف المحتل) . فإن كنت تخاف المحتل فإن المجاهد البطل والعراقي الصابر لم ولن يهابه وسوف تكون صرختنا وتظاهرتنا المليونية في مناسبة اخرى ان شاء الله وستهز عروش الاذناب قبل الاسيادquot; .ودعا الصدر الحكومة العراقية (ان وجدت) : quot;ان تسعى لحماية الشعب العراقي وكفاها هدرا لدمائه واعراضه وان تحميه من الطائفية المقيتة والتحزب الذي استشرى في مفاصل دوائرها ومراتبها ولتحمي الشعب العراقي من المفخخات والميليشيات الاميركية التي تتستر بستار (الشركات) ولتطالب المحتل بالخروج او جدولة لتواجده في اراضينا المقدسة بدلا من ان تطلب المستحيل ولتسع لتوفير الخدمات والامن والاستقرار والاستقلال والعيش الكريم الذي يبتغيه العراقي المظلوم ولتسع إلى إرضاء الله برضاء مراجعها وعلمائها ولتحم اديانها وطوائفها واقلياتها من مسيح وشبك واشوريين وكلدانيين ولتحم مقدساتهم ورجال دينهم بدل ان تقتل شعبها وتهدد ب(ابادته)quot; . وقال مهددا quot;لتعلم الحكومة العراقية ان جيش الامام المهدي سوف يكون يدا بيد مع شعب العراق من اجل توفير كل ما يحتاجه الشعب من امن واستقرار واستقلال وتحرير ووحدة واخاء ومودة .. وان اقتضت المصلحة رفع التجميد لاجل تطبيق اهدافنا وعقائدنا وديننا وثوابتنا ووطنيتنا فسوف نفعل لاحقا .. وببيان مستقلquot; .

وفي الختام قال quot; السلام على شهداء العراق وعلى عوائلهم ممن قتلوا على يد البعث الكافر اولا وعلى يد المحتل ثانيا وعلى يد اذنابه ثالثا وعلى يد الارهاب رابعا والسلام على معتقلي العراق والذي انا بدوري ارفع صوتي مناديا بالافراج عنهم وتطبيق مذكرات الاعتقال بالعدل وتطبيقها على المندسين وممن تلطخت ايديهم بالقتل والتعذيب وغيرها كثير والسلام على المعتصمين والمتظاهرين والمجاهدين والمتآخين ورحمة الله وبركاتهquot; .وتأسس جيش المهدي وهو الجناح العسكري للتيار الصدري الذي يتزعمه في تموز(يوليو عام 2003) وتعتمد بنيته الاساسية على مقلدي واتباع السيد محمد محمد صادق الصدر الذي اغتالته الاستخبارات العراقية عام 1999 في مدينة النجف. ودخل جيش المهدي في معركتين كبيرتين مع الجيش الاميركي والقوات الحكومية في شهر نيسان (ابريل) عام 2004 واب (اغسطس) عام 2004 قبل ان يصدر زعيمه مقتدى الصدر امرا بتجميد نشاطاته في شهر اب (اغسطس) الماضي لمدة ستة اشهر وقرارا اخر في شباط (يناير) الماضي بتمديد التجميد لستة اشهر اخرى .

وتسود مخاوف من تجدد المواجهات بين القوات الحكومية وجيش المهدي اليوم مع انتهاء مهلة المالكي وتأكيد التيار الصدري رفض التخلي عن اسلحته واصرار الحكومة على حل الميليشيات ونزع اسلحتها . وكانت المواجهات التي شهدتها بغداد والبصرة ومدن جنوبية عراقية خلال 6 ايام من المعارك الدامية مؤخرا قد ادت الى سقوط 700 قتيل و1500 جريح . ويرى مراقبون ان هذه المواجهات التي تشهدها مناطق مختلفة من العراق هي استباق للصراع الذي ستشهده استعدادا للانتخابات المحلية المقبلة وخاصة في محافظات الجنوب الشيعية حيث يتنافس على النفوذ هناك التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر والمجلس الاسلامي الاعلى في العراق بزعامة عبد العزيز الحكيم وحزب الدعوة الاسلامية بقيادة المالكي. ويقول التيار الصدري ان الحملة العسكرية الحالية ضد اتباعه تهدف الى منعه من المشاركة الفاعلة في هذه الانتخابات ومنعه من السيطرة على مجالس عدد من المحافظات الجنوبية حيث قاطع التيار الانتخابات الماضية التي جرت عام 2005 ما ادى الى سيطرة انصار المجلس الاعلى وحزبي الفضيلة والدعوة على هذه المجالس .

ومن جهة اخرى اعلنت السلطات العراقية ان يوم غد سيكون عطلة رسمية في انحاء البلاد لمناسبة سقوط النظام السابق عام 2003 .
اعلن ذلك الناطق باسم الحكومة علي الدباغ وقال من جهة اخرى ان مجلس الوزراء قرر بجلسته السادسة عشرة الإعتيادية اليوم الثلاثاء تخصيص مبلغ 100 مليون دولار لمحافظة البصرة ومبلغ 100 مليون دولار لمحافظة الموصل ومبلغ 150 مليون دولار لمحافظة بغداد وعلى وجه الخصوص لمدينة الصدر ومدينة الشعلة كتخصيصات مالية إضافية للإسهام بخلق فرص عمل وإنشاء مشاريع عاجلة، يتم صرف هذه المبالغ من مخصصات المحافظات كسلفة من حساب الميزانية التكميلية لسنة 2008.