واشنطن: اعلن البيت الابيض الثلاثاء ان الرئيس الاميركي جورج بوش سيوجه كلمة قصيرة حول مهمة القوات الاميركية في العراق الخميس بعد انتهاء السفير الاميركي في بغداد وقائد القوات الاميركية في هذا البلد من الادلاء بافادتهما في الكونغرس.

وقالت الناطقة باسم البيت الابيض دانا بيرينو ان بوش سيلقي كلمة تدوم بين 15 و20 دقيقة لكنها رفضت الاشارة الى القرار الذي سيتخذه الرئيس الاميركي وسط تكهنات بان المسؤولين الاميركيين يريدون التوقف لفترة في سحب القوات الاميركية من العراق بعد تموز/يوليو.

واتى كلام بيرينو فيما يدلي قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس والسفير الاميركي في بغداد ريان كروكر بافادتهما امام مجلس الشيوخ. وقد اجتمع بوش في الاسابيع الاخيرة مع كبار المسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع واطلعه بترايوس وكروكر بانتظام على الوضع على ما اوضحت بيرينو.

وقالت بيرينو للصحافيين quot;لقد حصل على الكثير من المعطيات والمعلومات واظن انه يشعر بان لديه فكرة جيدة جدا حول التوصيات التي سيقومان بهاquot;.واضافت quot;كان يحلل هذه المعلومات لاتخاذ قرار للمضي قدماquot; في العراق. لكن بيرينو تجنبت الرد على اسئلة لمعرفة ما اذا كان بوش سيتحدث عن مستوى القوات الاميركية في العراق.

وقال ديفيد بترايوس الثلاثاء انه سيتم تجميد انسحاب القوات الاميركية من العراق لمدة 45 يوما بعد اتمام الانسحاب المقرر في تموز/يوليو. وصرح في جلسة استماع امام مجلس الشيوخ quot;اوصي بان نواصل عملية خفض عديد القوات الاضافية التي تم ارسالها الى العراق، وعند الانتهاء من سحب اخر لواء قتالي من تلك القوات، نأخذ فترة 45 يوما للمراجعة والتقييمquot;.

احتجاجات مناهضة للحرب اثناء ادلاء بترايوس وكروكر بافادتهما

الى ذلك قطع محتجون مناهضون للحرب جلسة الاستماع لافادة بترايوس وكروكر وطالبوا بانسحاب القوات الاميركية من العراق منددين بقتل مدنيين في البلد المضطرب. ووقف رجل خلف غرفة الاستماع وصرخ quot;اعيدوهم الى وطنهمquot; قبل ان تقوم الشرطة باخراجه من القاعة وسط تصفيق حاد من المحتجين الاخرين.

كما وقفت امراة على كرسي في المنطقة المسموح للعامة بالجلوس فيها، اثناء استعداد المرشح الجمهوري للرئاسة جون ماكين لالقاء كلمته امام اللجنة وقالت quot;ايها السناتور ماكين، لا يوجد حل عسكريquot;. وحملت لافتة كتبت عليها نفس الكلمات. وحاول ماكين في البداية مواصلة الحديث، الا ان كارل ليفين رئيس لجنة الشؤون العسكرية الديموقراطي قاطعه مطالبا بالنظام في القاعة.

وعلق ماكين بقوله quot;لقد مررت بهذه التجربة سابقاquot;. وعندما دخل الجنرال ديفيد بترايوس غرفة الاستماع لتقديم شهادته، هتف المحتجون quot;اوقفوا القتلquot; وquot;ابتعدوا عن ايرانquot;. وارتدى عدد من اعضاء مجموعة quot;كود بنكquot; المناهضة للحرب غطاء رأس الاسود ولونوا وجوههم بالابيض لكي يبدوا على هيئة جثث. بينما رفع اخرون ايدي ملطخة باللون الاحمر تمثل الدماء. ورفع اخرون شعارات تندد باستراتيجية زيادة عديد القوات الاميركية في العراق والتي تجري مناقشتها في جلسات الاستماع.

كروكر: اي اتفاق حول وجود القوات الاميركية في العراق لن يقيد الرئيس المقبل

هذا وقد اكد السفير الاميركي في بغداد ان ابرام اي اتفاق مع بغداد بشان الوجود الطويل الامد للقوات الاميركية في العراق لن ينص على اقامة قواعد دائمة في العراق ولن يقيد يدي الرئيس الاميركي المقبل. وقال كروكر ان quot;الاتفاق لن يقيم قواعد دائمة في العراق (...) ولن يحدد مقدار القوات ولن يقيد يدي الادارة المقبلةquot;.

واضاف ان quot;هدفنا هو ان نضمن وصول الرئيس المقبل الى السلطة (في كانون الثاني/يناير 2009) ولديه اسس مستقرة يمكن ان يبني عليها قراراته بشأن السياسة، وهذا بالضبط ما سيحققه هذا الاتفاقquot;. واوضح انه بفضل هذا الاتفاق، quot;سيكون هناك اطار قانوني لوجود القوات الاميركية، على غرار ما هو معمول به في نحو ثمانين بلدا في العالمquot;، مضيفا ان العراقيين يعتبرون التفاوض حول هذا الاتفاق quot;تأكيدا قويا للسيادة العراقية، يضع العراق على قدم المساواة مع حلفاء اخرين لاميركاquot;.

وتابع كروكر ان quot;اتفاقا مماثلا يصب في مصلحة العراقيين ومصلحتنا: القوات الاميركية ستبقى في العراق بعد 31 كانون الاول/ديسمبر 2008، حين تنتهي مدة القرار الدولي الذي ينظم وجودها حاليا. قواتنا ستحتاج الى اذون والى حمايات لمواصلة عملياتها، وهذا الاتفاق سيوفر هذه الاذون والحماياتquot;.

وسأل جون ماكين، المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية وسناتور اريزونا، كروكر، اذا كان النجاح في العراق يمهد لعلاقات طويلة الامد بين الولايات المتحدة وهذا البلد. فاجاب السفير quot;نعمquot;، مضيفا انه ينظر الى الاتفاق مع العراقيين كعامل quot;يمكن ان يساعدنا في تحقيق نجاح في هذا النزاعquot;.

واشار الى ان لهذا الاتفاق جانبين. الاول يتصل بوجود القوات الاميركية نفسها، في حين ان الثاني سيكون quot;اتفاقا استراتيجيا اوسعquot; يلحظه quot;اعلان المبادىء الذي وقعه رئيس الوزراء (العراقي نوري) المالكي والرئيس (الاميركي جورج) بوش في تشرين الثاني/نوفمبر. وذكر كروكر بان هذا الاتفاق quot;سيشمل، اضافة الى الامن، السياسة والاقتصاد والثقافة وكل مجالات علاقاتناquot;.