نجلاء عبد ربه من غزة: لم يعد أمام حركة حماس والحكومة الفلسطينية المقالة خياراً آخر في ظل الحصار الإسرائيلي المشدد سوى إقتحام وتفجير معبر رفح الحدودي الذي يربط قطاع غزة بالعالم الخارجي عن طريق جمهورية مصر العربية، إلا أن الأخيرة لن تسمح هذه المرة بتكرار ما حدث في الثالث والعشرين من يناير الماضي، عندما فجرت عناصر من حركة حماس ولجان المقاومة الشعبية الجدار الذي يفصل غزة بمصر، ودخل حينها أكثر من 750 ألف فلسطيني للمدن الحدودية المصرية.

وكانت حركة حماس قالت في بيان لها اليوم إن جميع الخيارات مفتوحة أمام الشعب الفلسطيني لكسر الحصار. وأضافت في بيانها quot;أن الشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي إزاء استمرار قهره وحصاره, وان كل الخيارات مفتوحة أمامه وفي كل الاتجاهات لكسر الحصار المفروض عليهquot;، وحذرت من انفجار وشيك وغير مسبوق إذا ما استمر هذا الحصار.

وطالبت حماس مصر بفتح معبر رفح. وأشارت إلى الجهود التي بذلها قادتها مع المسئولين المصرين لفتح المعبر quot;لكنها لم تنجح حتى الآنquot;, معتبرةً انه لم يعد مبرراً استمرار إغلاق المعبر في ظل حالة الاختناق التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة بحسب البيان .إعلام حركة حماس بدأ هو الآخر بتهيئة الأجواء أمام الطرح الوحيد المفروض على حركة حماس، وبدأ ينتقد الحكومة المصرية بوتيرة تصاعدية وأكثر حدة، عبر كافة وسائل الإعلام التابعة لها، من خلال متحدثين رسميين وغير رسمين، معتبرين أن quot;الحكومة المصرية جزء من الحصار الظالم على شعبناquot;.

ودخلت لجان المقاومة الشعبية المساندة لحركة حماس في قطاع غزة، خط التصعيد هي الأخرى، فعلى لسان ناطقه أبو مجاهد أكد quot;أن كل الخيارات مفتوحة للتعامل مع الحصار الجائر والخانق المتواصل على غزةquot;، مجددا دعوته للرئيس المصري محمد حسني مبارك إلي ضرورة فتح معبر رفح والوقوف إلي جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة هذا الحصار .

ويرى محللون فلسطينيون أن حركة حماس تنوي إثارة مشكله جديدة عن طريق عدة ثغرات بالجدار الذي لم يكتمل تحصينه بعد من الحكومة المصرية، وإدخال أعداد كبيره من المواطنين الفلسطينيين واستغلال النقص الحاد من السلع بقطاع غزه من اجل الاندفاع باتجاه الأراضي المصرية من جديد.ويقول آخرون quot; إن حماس تنسق فعالياتها مع حركة الإخوان المسلمين في مصر التي تقود في الآونة الأخيرة حركة عصيان ضد الحكومة المصرية وان هذه الخطوات منسقه بين الجانبين، معتبراً أن حماس تأخذ تعليماتها بإقتحام الحدود من خلال المرشد العام للإخوان المسلمين مهدي عاكف.

في المقابل، حذرت قوى الأمن المصرية حركة حماس من محاولة اقتحام الجدار الحدودي مع قطاع غزة، ورفعت من حجم قوتها وجاهزيتها الأمنية على الحدود مع قطاع غزة. وأكدت أن تكرار محاولة الاقتحام للمعبر quot;لن يمر مرور الكرامquot;.في رفح المصرية، باتت شوارعها شبة منطقة عسكرية غير مألوفة، فقد شهدت تحركات غير اعتيادية لقوات الأمن المصرية المنتشرة على طول الحدود، وأقامت جدارا إسمنتيا يبلغ ارتفاعه ثلاثة أمتار على طول الحدود.

ويبدو أن مصر جادة في تحذيرها لحركة حماس، هذه المرة، خاصة في ظل الإنتقادات اللاذعة التي واجهتها مصر، خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، بعد عدة تقارير ساخنة تتحدث عن نية بعض الفدائيين من تفجير أماكن سياحية يرتادها السياح الإسرائيليين في سبه جزيرة سيناء، أبان تفجير الحدود في يناير الماضي.وكان الناطق باسم حماس quot;سامي أبو زهريquot;، أعلن رسمياً فشل جهود الحركة مع الحكومة المصرية الساعية إلى تسهيل فتح معبر رفح الحدودي . وأعتبر أن جميع خيارات الشعب الفلسطيني باتت مفتوحة أمام كسر الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة منذ عشرة أشهر في ظل الصمت العربي والإسلامي والدولي عليه.

وقال إن quot;الحركة بذلت جهداً سياسياً كبيراً لإعادة فتح معبر quot;رفحquot; الحدودي وكسر الحصار، لكن الجهود لم تتكلل بالنجاحquot;. وأضاف quot;نحن نشعر أن الجانب المصري غير متوازن في موقفه بين حركتي فتح وحماس، رغم حرصنا على أهمية دوره وعدم التفريط فيه، لكن الجهد الذي تبذله حماس لا يجد التقدير المناسب من قبل الأطراف المصريةquot;، معرباً عن أمله في أن تعيد القاهرة تقييم موقفها.ودعا أبو زهري السلطات المصرية إلى الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين من داخل سجونها، مبيناً أن الجانب الفلسطيني يتلقى وعوداً مصرية بإطلاق سراح معتقليه، لكن لا تنفيذ على أرض الواقع.