واشنطن، باريس، وكالات:التقى الرئيس الاميركي جورج بوش الثلاثاء حكام ثماني ولايات افغانية عبروا له عن استيائهم من الوضع في بلدهم حيث تقوم قوات التحالف بمكافحة ارهابيين وحركة طالبان.
ورغم تعبيرهم عن امتنانهم للولايات المتحدة لاطاحتها بنظام طالبان والتغييرات التي تم احداثها منذ 2001، الا ان حكام الولايات الثماني انتقدوا بطء التقدم في البلاد وقالوا انه يخدم مصالح المسلحين، كما اشتكوا من افراط قوات التحالف في استخدام القوة.وعبر الحكام الثمانية عن آرائهم خلال لقاء استمر ساعة واحدة مع بوش الذي كان حاكما لولاية تكساس، ثم امام صحافيي عدد من وسائل الاعلام في البيت الابيض.

وتحدث حاكم ولاية اروزغان اسد الله حمدان عن الاعتقالات التعسفية التي تقوم بها قوات التحالف.وعبر بوش عن تفهمه شكاوى الحكام وحاول التخفيف من حدة التوتر بالحديث عن تجربته عندما كان حاكم ولاية تكساس من 1955 الى 2000. وقال quot;ان الناس يأتون ليشتكوا لكمquot;.الا ان الرئيس الاميركي لاحظ ان تصريحاته لم تخفف من جدية موقف الحكام، فاضطر للقول quot;عندما يتم اعتقال شخص خطأ، فانتم بالتاكيد تتقدمون بشكوىquot;.ورد حمدان بلغته الام quot;لكننا في البداية لا نعرف حتى من تم توقيفهquot;.

وقال حاكم خوست ارسلا جمال من جهته quot;اعتقد ان القضية اكبر من ذلك. هناك 640 معتقلا في باغرام وحكام كل الولايات يواجهون هذه المشكلةquot;.واضاف quot;ان العمليات الخاصة هي التحدي الاكبر، ولها تاثير سيء على رأي الناس في قوات التحالف. لا توجد مسالة اكبر من هذهquot;.واشتكى الحاكم من ان صعوبة وصول الافغان الى سجن باغرام الذي يعتقل فيه مئات ممن يشتبه بضلوعهم في الارهاب على يد القوات الاميركية في ظروف مثيرة للجدل.واخبر جمال بوش بالكابوس الذي يواجهه الاشخاص الذين يتم اعتقالهم دون تهمة، وبدا عليه الحزن غعندما لم يستطع بوش ان يفهم تلميحه الى انه من الافضل ان تقوم القوات الافغانية وليس قوات التحالف ببعض العمليات.وردد بوش عدة مرات quot;لقد فهمت قصدكquot;.

وتعد مشاعر العداوة بين القوات الاميركية وقوات حلف الاطلسي من جهة والسكان المحليين من جهة اخرى من المسائل المثيرة للقلق في النزاع في افغانستان مع استمرار الصراع ضد طالبان والقاعدة بعد ست سنوات من وصول قوات التحالف الى البلاد.

كما تؤثر عمليات القصف التي يقتل فيها عشرات المدنيين في كل مرة بشكل كبير على قوات التحالف.ومع اقتراب نهاية ولايته بعد اقل من عشرة اشهر، يسعى بوش الى نجاح المهمة في افغانستان لان اي فشل يمكن ان ينعكس سلبا على ارثه.

ومع وصول الحملة الانتخابية الى ذروتها، يتهم المرشحان الديموقراطيان هيلاري كلينتون وباراك اوباما بوش باهمال افغانستان لصالح quot;الحرب على الارهابquot; في العراق.الا ان بوش عاد الاسبوع الماضي من قمة حلف شمال الاطلسي التي عقدت في بوخارست بوعد من حلفاء الولايات المتحدة بزيادة عديد القوات في افغانستان.

الا ان الرئيس الاميركي اكد كذلك على ضرورة حدوث تقدم اقتصادي وسياسي في البلاد.

وسأل بوش الحكام الثمانية عن تقدم قوة الشرطة في افغانستان والنتائج التي توصلت اليها الفرق المدنية العسكرية المختلطة لاعادة الاعمار والتي يعتز بها والتي اشاد بها الحكام لقيامها باعادة اعمار البلاد.كما تحدث الحكام مطولا عن انعدام الامن والبطالة في بلادهم والمشاكل التي تمثلها باكستان المجاورة.
وصرح بوش للصحافيين قبل ان يصطحب ضيوفه الى المكتب البيضاوي لاستقبال يليق برؤساء الدول quot;ان العمل في افغانستان شاق، وابلغت هؤلاء القادة انني اعتقد ان هذا العمل ضروريquot;.

القوة الفرنسية في أفغانستان إلى ثلاثة آلاف وخمسمائة جندي بحلول الصيف
إلى ذلك كشفت مصادر إعلامية إن عدد القوة الفرنسية في أفغانستان سيرتفع إلى ثلاثة آلاف وخمسمائة عنصر بحلول الصيف المقبل، من دون أن تعلن الحكومة عن هذا الرقم، حسب الأسبوعية الفرنسية (لوكنار انشينه)، الصادرة اليوم. وستحتل فرنسا بموجب ذلك المرتبة السابعة من بين الدول الأربعين المشاركة في الحرب في أفغانستان ضمن قوات الأطلسي، ونوهت واشنطن بأنها تطالب حلفائها بإرسال نحو 12 ألف جندي إضافي لمواجهة طالبان.

وقالت الصحيفة إن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئاسة الأركان رأيا انه من الضروري تقليص عدد الجنود المعلن عن إرسالهم إلى هذا quot;المستنقعquot; بسبب تردد الرأي العام الفرنسي إزاء التزام فرنسا هناك. وذكرت أنه بحسب تقديرات quot;داخليةquot; أجرتها رئاسة الأركان في الخامس والعشرين من كانون الثاني/يناير الماضي وصل عدد القوات الفرنسية في أفغانستان إلى ألفين ومائة وثمانين عنصر منها quot;قوات أرضية وجوية وبحرية وقوات خاصةquot;، وارتفع العدد إلى ألفين وثلاثمائة وثمانين في الثاني عشر من آذار/مارس الماضي بعد إرسال نحو مائتين آخرين. ونوهت الصحيفة بأنه لم يتم الإعلان عن هذه الأرقام من قبل السلطات الفرنسية .

وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى إعلان ساركوزي في قمة بوخارست لحلف شمال الأطلسي الأسبوع الماضي عن إرسال كتيبة إضافية من 700 جندي إلى أفغانستان، وقالت quot;اعتبارا من آب/أغسطس المقبل سيتولى جنرال فرنسي قيادة قوات التحالف في منطقة كابل ومن المقرر أن ترسل باريس بشكل سري ثلاثمائة ضابط وجندي من أفراد القوات الخاصة إضافة إلى فريق خامس من المدربين يضم نحو ثمانين آخرين لتدريب الجيش الأفغانيquot;، حيث يوجد حاليا أربعة فرق تعمل على تأهيل الجيش الأفغاني وتشارك أيضا في المعارك.